الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةمقالاتولأهل الشرق تطلعات بقلم د. ابومحمد ابوامنة

ولأهل الشرق تطلعات بقلم د. ابومحمد ابوامنة

ولأهل الشرق تطلعات

د. ابومحمد ابوآمنة

وقع خبر عدم اختيار ممثل للإقليم الشرقي في مجلس السيادة كالصاعقة على رأس المناضلين الشرفاء من اهل الشرق, وكأنما في الشرق لا توجد كفاءات ترقي لهذا المنصب الرفيع, بينما الشرق يعج بمثل هذه الكفاءات.
لاهل الشرق تاريخ مجيد يجب على شعبنا الابي ان يفخر به. فهم قاوموا قبل الميلاد جيوش الامبراطورية الرومانية العاتية ومنعوها من التغلل الي داخل الاراضي السودانية. هم قاوموا في القرن التاسع عشر الجيوش التركية وجيوش الامبراطورية البريطانية ببسالة يشهد لها التاريخ, ولم تسطع هذه غزو البلاد من ناحية الشرق. في ثورة عام 1924 شهدت مدينة بورتسودان مظاهرات ضخمة ضد الاستعمار البريطاني وسجن علي اثرها العديد من زعماء الشرق, نذكر منهم حمد آدم وعلي ملاسي وحسنين الرفاعي. شارك اهل الشرق في كل المظاهرات التي نظمت لمقاومة الاستعمار الانجليزي, ففي عام 1946 تجاوب اهل الشرق مع شعبنا العظيم ونظموا مظاهرة ضخمة تندد باتفاقية بيفن – صدقي.
عام 1948 وفي مظاهرات مفاومة الجمعية التشريعية استشهد برصاص المستعمر 14 مناضل كلهم من ديم عرب.
رغم مساهمات اهل الشرق في الدفاع عن الوطن عبر التاريخ وتضحياتهم اثناء المهدية ومقاومتهم للمستعمر البريطاني, شعر المثقفون والقياديون من ابناء البجا ان تطلعاتهم لحياة افضل لم ولن تتحقق تحت حكم الاحزاب التقليدية, هم بعد الاستقلال, ابعدوا عن المشاركة في السلطة وعن السودنة وعن التنمية والتعليم وعن التوظيف وحق العمل, وتيقن لهم ان ما يعاني منه الشرق من بؤس وسوء تغذية وامراض مستوطنة وعطالة وتهميش لن يزول تحت حكم الاحزاب التقليدية, ولذلك قرروا تكوين تنظيم سياسي ليدافع عن مطالبهم.
فكان تكوين مؤتمر البجا في عام 1958.
ان مؤتمر البجا منذ تأسيسه هو تنظيم ديموقراطي تقدمي, تكون ليدافع عن كل المسحوقين في شرق السودان, بل في كل السودان, وتعاون عبر تاريخه مع القوي التقدمية وتحالفات قوي الهامش. الا ان هناك فئة تسلقت ولا زالت تتسلق لتنحرف بالحزب لتحقيق تطلعات شخصية بحتة, فكان ان وقعت بما سمي اتفاقية الشرق فنالت المناصب والمال والأراضي والعربات الفارهة, ولا زالت – ويا للعجب – تأمل ان تنال مناصب لتدر المال في العهد الجديد. هي تعمل كالنحل وتتحدث باسم الشرق, لكن لا علاقة لها بالشرق, وتارة تتحدث باسم مؤتمر البجا, ولا علاقة لها به, لكنها جاءت تلهث وراء المناصب و الاستوزار. ان الجماعات التي تعاونت مع النظام البائد لا تمثل اهل الشرق, ولا مؤتمر البجا, ويجب الا يكون لها مكان في سوداننا الحديث.
ان مؤتمر البجا – المكتب القيادي – يضم في صفوفه ابطال خاضوا المعارك في جبهات القتال علي الحدود الشرقية, وحققوا انتصارات باهرة مع الجيش الشعبي وجيش التجمع الديموقراطي. يضم حزبنا المناضلين الشرفاء الذين قاوموا كل النظم الديكتاتورية, وتعرضوا للسجون والمعتقلات وتعرضوا للفصل والتشريد, مضايقات وملاحقات الأجهزة الأمنية, وتعرضوا للتعذيب والتنكيل, ولم يلينوا ولم يترددوا.
ان مؤتمر البجا – المكتب القيادي – لن يترك فرصة للفئة الانتهازية لتنمو وتترعرع, وتتاجر باسم الشرق وباسم مؤتمر البجا لنيل المناصب, هذه الفئة عليها ان تخجل وتنزوي من تلقاء نفسها, والا الشرفاء لها بالمرصاد. لقد بادر المكتب القيادي لمؤتمر البجا بالاتصال بقيادات شريفة بالشرق للتفاكر حول اسماء يمكن الاتفاق حولها لترشيحها للمناصب الدستورية مركزيا وإقليميا, وقد توصلنا – وبحمد الله – الي قائمة موحدة.
الا اننا نأمل ان توثق قيادات قوي الحرية والتغيير بالمناضلين الشرفاء, وتبتعد عن تلك الفئة ذات التاريخ الملوث النتن. ولأهل الشرق تطلعات, واننا علي ثقة بانها لن تتحقق الا بمشاركة المناضلين الشرفاء من أهل الشرق تحت ظل حكم ديمقراطي فيدرالي حقيقي لا استعلاء فيه, لا عنصرية, لا استبداد, لا مص دماء, و يعم فيه السلام والرخاء والخبز.

 

المصدر: https://sudaneseonline.com

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات