الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةاخبار السوداناقليم دارفوربهدوء! طرد وفد الحرية والتغيير فى الفاشر! بقلم/ عيسى مصطفى عثمان

بهدوء! طرد وفد الحرية والتغيير فى الفاشر! بقلم/ عيسى مصطفى عثمان

بهدوء!

طرد وفد الحرية والتغيير فى الفاشر!

بقلم/ عيسى مصطفى عثمان

 

نيالا والفاشر كبرى مدن دارفور، والتى احتضنت الملايين من النازحين وامتصت كل معاناتهم، ومآسيهم وغبنهم طيلة سنوات الحرب والصراع هناك. هى مدن مسكونة تناقضات رهيبة، سالبة وموجبة. مدن مسكونة بالحب وكرم الضيافة والنظر الى المستقبل المجهول بروح التفاؤل والحنين والتعافي فوق جراحات الماضي، مسكونة بالظلم والقهر وسلب الحقوق وأنين اليتامى وصمت الأرامل. 

عطفاً لما حدث لوفد قوى الحرية والتغيير من طرد الذي تم للوفد فى الفاشر اليوم وبالرغم من عدم تبرير الفعل لوجود خيارات أفضل بكثير مما تمت للتعبير عن المواقف والرؤى السياسية لأهلنا في الفاشر تجاه قوى الحرية التغيير. الا ان الحدث فى حد ذاته يعطى إشارة واضحة وهي أن السواد الأعظم من اهالى دارفور لا يرون بارقة أمل للخروج من النفق المظلم الذي تعيش فيه الإقليم والسودان لعقود، من خلال نظرتهم للاتفاق الثنائي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري وما تمخض عنها من إقصاء قضايا الحرب والسلام وعدم وجود رغبة واستراتيجية واضحة لمخاطبة جذور الأزمة السودانية، كما أن إحساسهم بعدم وجود من يمثلهم ويعبر عن قضاياهم في اجهزة الدولة المختلفة فى الحكومة المرتقبة.

تصور معى حول وجود أكثر من 3 مليون نازح فقط فى دارفور وليس لهم صوت الذي يمكن أن يسلط الضوء على القضايا المذكورة, بل العكس من ذلك، اصبحت الان قيادة المليشيات والعسكر الذين قتلوا وشردوا هؤلاء الشباب هم فى سدة الحكم ومركز القرار السياسي في السودان. بعيدا عن نظرية المؤامرة ومبدأ التخوين وفى تقديرى وتحليلى الخاص، إن السبب الذي أدى لطرد وفد قوى الحرية والتغيير والشغب التى صاحبت الحدث هو أعمق من أن يوصف من البعض بانه فعل الدولة العميقة والثورة المضادة. هنا تكمن خطورة المعضلة فى كيفية تمييز الخطوط الفاصلة بين من يعارض قوى الحرية والتغيير من منطلق وطنى استحقاقي فى سبيل الوصول معاً الى الهدف المشترك وهو الدولة المدنية الحقيقية باستخدام أدوات الثورة ذاتها، ومن يعارض من منصة الثورة المضادة والدولة العميقة؟

الحقيقة الواضحة, وهي انها ما زالت هناك قوى أساسية ووطنية كبيرة تتبنى قضايا جوهرية خارج المطبخ السياسي السوداني في الوقت الراهن. وهذه الوضعية قد نجد لها وصيفاً فى خضم الأزمة السياسة السودانية (عملية السودنة بعد الاستقلال 1956، ثورة اكتوبر 1964، ثورة ابريل 1985) وهي قد تضعف من فعالية الحكومة الانتقالية وقدرتها على إنزال شعارات الثورة: حرية، سلام وعدالة الى ارض الواقع وتفكيك الدولة العميقة باستئصال مراكز القوى للثورة المضادة ومحاكمة قياداتها وتسليم المطلوبين منهم وعلى رأسهم عمر البشير الى محكمة الجنايات الدولية فى لاهاي بدلاً من المحاكمات المضللة والمستفزة فى آنٍ واحد لأهل الضحايا. 

القفز فوق القضايا الكبرى مثل المشاركة المتساوية في صنع القرار الذى يحدد مستقبل السودان, مخاطبة جذور الأزمة السياسية, السلام وتحقيق العدالة بأشكالها المختلفة فى ظل المشهد السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي المعقد، سيدخل السودان فى الدوامة التى ما برحت مكانها منذ الاستقلال وحتى الآن، والتى لا يتمناها اى مواطنة/مواطن سوداني شريف حريص على مصلحة بلاده ورفاهية شعبه الكريم.

 

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات