الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةعالمإفريقياحميدتي يواجه اتهامات بخرق العقوبات الدولية على ليبيا و ضغوطاً لسحب قواته...

حميدتي يواجه اتهامات بخرق العقوبات الدولية على ليبيا و ضغوطاً لسحب قواته من اليمن

الخرطوم – بهرام عبد المنعم

اتهم فريق خبراء الأمم المتحدة التابع للجنة العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا، دولاً أعضاء في الأمم المتحدة بينها السودان، بخرق منظومة حظر الأسلحة، مع بدء هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على العاصمة طرابلس، لكن الجيش السوداني، سارع إلى تكذيب تلك الاتهامات.
وقالت فضائية “الجزيرة” القطرية، السبت، إنها حصلت على التقرير الأممي الذي يتحدث عن خرق السودان، ممثلاً في عضو المجلس السيادي، محمد حمدان دقلو “حميدتي” العقوبات الدولية على ليبيا، بشأن حظر الدعم العسكري لأطراف الصراع.
وأفادت أن ألف جندي سوداني من قوات “الدعم السريع” السودانية أرسلوا إلى الشرق الليبي لحماية بنغازي في يوليو الماضي، وتمكين قوات حفتر، من الهجوم على طرابلس.
وطبقاً لمعلومات منشورة، فإن التقرير السري التمهيدي قُدم إلى مجلس الأمن الدولي في 3 أكتوبر الماضي، على أن يتم إصدار النسخة النهائية في يناير المقبل.
غير أن المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد عامر محمد الحسن، نفى التسريب المنسوب للتقرير الأممي، وقال في تصريحات إعلامية، السبت، إن هذه الدعاوى تأتي في إطار الكيد الممنهج للمؤسسات القومية.
وأوضح أن قوات الدعم السريع تعمل حسب الاتفاقيات الدولية والأممية، وأن الجيش السوداني يعمل على دعمها وتعزيز نجاحها لما تمتاز به من مهنية.
وأكد أن الجيش السوداني ليس شركة أمنية حتى يكون بهذا المستوى الذي ورد في التقرير الأممي المزعوم، وأن الجيش لن يلتفت إلى مثل هذه الأقاويل غير الصادقة.
وقالت “الجزيرة”، طبقاً للتسريب، إن الإمارات خرقت حظر الأسلحة بتزويد قوات حفتر بمنظومة دفاع جوي في قاعدة الجفرة، وقرب غريان، وبطائرات دون طيار تحمل قنابل ذكية، وصواريخ موجهة، علاوة على تزويده بسفينة حربية تم إدخال تعديلات عليها، وزودت بمدافع وتجهيزات هجومية، ونبَّه إلى أن مصالح دول عدة ضخمت النزاع الليبي المندلع منذ عام 2011، وأدخلته مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.
وفي يوليو الماضي تحدثت تقارير صحفية، عن تلقي مليشيات حفتر، قائد ما يسمى “معسكر شرق ليبيا”، دعماً من المحور الثلاثي مصر والسعودية والإمارات، في محاولة لحسم معركة اقتحام العاصمة طرابلس، الواقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، بعد الهزيمة التي تعرضت لها مليشيات حفتر، وطردها من مدينة غريان الاستراتيجية.
وفي ما يتعلق بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، نجد أن قوات الدعم السريع بقيادة “حميدتي”، تعرضت في مرات كثيرة إلى الهجوم من الداخل والخارج، إذ قال المتحدث العسكري باسم جماعة “الحوثي”، العميد يحيى سريع، الأسبوع الماضي، إن خسائر الجيش السوداني، في اليمن، تجاوزت ثمانية آلاف عنصر، بينهم 4253 قتيلاً.
وأضاف سريع، في مؤتمر صحفي بصنعاء، أن 850 عسكرياً سودانياً قُتلوا خلال عامي 2015 و2016.
والسودان إحدى الدول الأعضاء في تحالف عربي تقوده السعودية، وينفذ منذ 2015 عمليات عسكرية في اليمن؛ دعماً للقوات الموالية للحكومة في مواجهة قوات الحوثيين المدعومة من إيران المسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
ويقدر عدد قوات “الدعم السريع” المشاركة في اليمن بـ30 ألفاً، بحسب تصريح سابق لقائدها حميدتي، تصفهم تقارير يمنية بأنهم “بيادق وضحايا الحرب”، في إشارة لمهامهم من جانب وتعرضهم للقتل في جانب آخر.
ولا يعرف حتى الآن العدد الحقيقي لقتلى القوات السودانية في حرب اليمن، حيث تحجم السلطات المختصة عن إعطاء أرقام بالخصوص، لكن العشرات من ذوي الجنود سيما في ولاية جنوب دارفور استقبلوا جثامين أبنائهم وسط تعتيم إعلامي، كما تم دفن عدد آخر في المملكة العربية السعودية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم جماعة “الحوثي”، أن الشعب السوداني “تعرض لحملة تضليل إعلامي كغيره من شعوب المنطقة، لحجب الحقائق عنه”.
وشدد على أن استمرار مشاركة السودان في ما أسماه “العدوان” على اليمن “لا يخدم سوى أجندات السلطة والتحالف”.
وفي ما يتعلق بخارطة وجود القوات السودانية، قال المتحدث إن ألوية سودانية تتمركز في جبهات الحدود تحت إشراف سعودي، وأخرى في الجنوب والساحل الغربي، بإشراف إماراتي.
وتابع أن اللواء الخامس، وقوامه خمسة آلاف عسكري سوداني، يتمركز في الخوبة (جنوب)، بينما يتمركز اللواء السادس في صامطة جنوب السعودية.
وزاد بأنه يوجد ألفا جندي سوداني في منطقة مجازة (عسير)، وكتيبة تضم 600 جندي في سقام (نجران).
واستطرد: “في الساحل الغربي تتمركز ستة ألوية سودانية، والمعلومات تفيد بترحيل ثلاثة منها، قوامها ستة آلاف جندي وضابط، وفي عدن ولحج (جنوب) يوجد ألف جندي وضابط موزعين في رأس عباس ومطار عدن وقاعدة العند الجوية”.
وقال المتحدث باسم الحوثيين، إنهم سجلوا خلال العامين الماضيين “جرائم وانتهاكات ارتكبها مرتزقة سودانيون وصلت حد الاغتصاب”، على حد تعبيره.
وتحدث عن أن “الزج بالأطفال في القتال من ضمن الجرائم المرتكبة من جانب قيادة الجيش السوداني”.
وشدد على أن “القوات السودانية تمثل أهدافاً مشروعة، وأية تشكيلات أخرى تساند التحالف بغض النظر عن مكان وجودها”.
ودعا من أسماهم “الشرفاء من أبناء السودان” إلى الحفاظ على دماء وأرواح ما تبقى من جنودهم، بسحبهم وإعادتهم إلى أرضهم، بحسب قوله.
وتوعد “سريع” بأن قوات الحوثيين تمتلك القدرة الكاملة على استهداف أية تشكيلات عسكرية جديدة قبل وصولها إلى اليمن.
لكن الجيش السوداني، كذب المعلومات التي نشرها الحوثيون والتي تفيد بمقتل أكثر من 4 آلاف جندي سوداني باليمن، وإصابة عدد مماثل منهم منذ اندلاع الحرب هناك في العام 2015.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد ركن عامر محمد الحسن، إن “عدد القتلى المعلن من قبل الحوثيين لا يسنده أي منطق”.
وأضاف، “الجيش السوداني خاض حرباً أهلية لنحو 21 عاماً، ولم يفقد كل ذلك العدد من الأرواح، فكيف بحرب اليمن، بجانب أن المجتمع السوداني بطبعه متكافل فيستحيل أن يقتل كل ذلك العدد دون أن يكون له صدى في المجتمع المحلي، وتحاشي الحديث عن خسائر القوات السودانية في حرب اليمن”.
واعتبر تصريحات الحوثيين بهذا الخصوص بمثابة حرب نفسية ضد الجنود السودانيين المرابطين في اليمن ومحاولة لتأليب الرأي العام السوداني.
وأوضح أنه “لا يمكن الحديث عن خسائر وما زالت الحرب في اليمن مستمرة والبلاد تقاتل ضمن قوات التحالف هناك”.
وفي ما يتصل بالتسريبات بشأن سحب نحو 10 آلاف من قوات الدعم السريع من اليمن، نفى الناطق الرسمي الخطوة تماماً وشدد على أنه “لا يمكن سحب القوات السودانية من اليمن بأي حال من الأحوال”.
وسبق أن نقلت صحيفة “التيار” عن نائب رئيس المجلس السيادي، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، تأكيده عودة 10 آلاف جندي من قوات بلاده في اليمن، بعد انتهاء فترة عملهم هناك، دون أن يذكر توقيتاً.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة، لم تسمها، أن “حميدتي” الذي يشغل أيضاً منصب قائد “قوات الدعم السريع” التابعة للجيش، أشار إلى عدم رغبته في إرسال قوات جديدة إلى اليمن بديلة للقوات التي وصلت الخرطوم، دون تفاصيل أخرى.
وعقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل الماضي، تزايدت المطالبات بسحب القوات السودانية من حرب اليمن، لكن باستثناء الدعوة الصريحة التي أطلقها الحزب الشيوعي، اكتفت مكونات سياسية في قوى الحرية والتغيير، بالقول إن قرار سحب القوات “سيادي” في المقام الأول، ورهنه آخرون بما يتوافق عليه أعضاء المجلس التشريعي الذي لم يتم تكوينه حتى اللحظة.
وكان رئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان، رهن قرار سحب هذه القوات بموقف الحلفاء في تحالف (عاصفة الحزم) السعودية والإمارات. وفي تصريحات لصحيفة “إندبندنت عربية”، قال “هذا الأمر يعتمد على شركائنا في التحالف، وطالما أن هذه الشراكة لا تزال قائمة ومستمرة ستبقى قواتنا في اليمن ومغادرتها ترتبط بفض هذه الشراكة”.
وفي أغسطس الماضي، قال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، إنه “أكثر الخاسرين” من وجود القوات السودانية في اليمن، ومثل هذا التصريح بداية التكهن بأن المهمة أوشكت على النهاية.
لكن الرجل أشار في ذات التصريح، إلى أن قرار سحب هذه القوات “متروك للشعب السوداني وللحكومة الجديدة”، غير أنه فيما يبدو قرر سريعاً تنفيذ عملية السحب دون انتظار أن تبحث الحكومة الانتقالية الأمر ودون أن يتخذ الشعب قراره.
كما سبق أن قال المتحدث باسم المجلس السيادي في السودان، محمد الفكي سليمان، في تصريح إعلامي، إن قرار استمرار أو سحب القوات السودانية من اليمن “تتم مناقشته بصورة مستمرة في كافة مستويات الحكم، ويتشكل المجلس التشريعي قريباً ليقول كلمته الفصل”.
وتبذل الأمم المتحدة جهوداً متعثرة للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام، حتى بات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

المصدر: https://alyoumaltali.net/

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات