أشارت متابعات ودراسات فنيين بأن معظم المنشآت والمباني بالعاصمة السودانية سوف تكون عرضة للسقوط والانهيار في مدة تتراوح ما بين 4-6 سنوات تزيد أو تنقص قليلاً وذلك بسبب اعتماد نظام الصرف الصحي على آبار السايفون التي تحفر إلي أن تتلاقى مع المياه الجوفية أو السطحية لتفريغ الصرف الصحي بواقع بئر واحدة على أقل تقدير لكل منزل أو منشأة.
ضخ مياه الصرف الصحي هذه إلى باطن الأرض عن طريق عشرات الآلاف من الأبار أدي الي تقفيل مسامات التربة التي تستقبل هذه المياه النتنة بصورة يومية ولمدة قد تزيد عن أربعين سنة مما ادي الي تشبع الطبقة الأرضية الحاملة لمباني العاصمة لدرجة ملامستها لقواعد المباني في بعض المناطق. وفي مقابلات أجراها مختصين مع بعض عمال حفر آبار السايفون أفادوا بأنه قبل 20 سنه أنهم يحفرون البئر بأعماق تصل لحوالي 18 متر أو أكثر ليصلوا إلى الماء الجوفي غير أنه اليوم يمكنهم الوصول إلى الماء الجوفي بسهولة لأعماق قد لا تزيد عن الستة أمتار كثيرا مما يؤكد ارتفاع منسوب المياه الجوفية تجاه سطح الأرض بصورة مخيفة و بالتالى تجاه قواعد المباني.
وأفاد جيولوجيين و نشطاء بيئة أنه إذا استمر تدفق مياه الصرف الصحي إلى داخل التربة التي أصبحت هشة بهذه الطريقة سوف يعجل بسقوط معظم المساكن والمنشآت بالعاصمة بل و الادهى و أخطر إن شوارع المدينة كلها سوف تفيض بمياه الصرف الصحي التي سوف ترفض التربة تقبلها لتشبعها التام بها الأمر الذي يصعب معه قضاء الحاجة لحوالي 10 مليون من السكان.
ويري المهتمين و الحادبين على هذه البلاد وسلامة مواطنيها ومنشآتها و بيئتها بأن تتبنى السلطات المختصة علي رأس الدولة وبصورة عاجلة البدء فوراً في بناء مشروعات الصرف الصحي بالنظم المعروفة عالميا حفاظاً على ما تبقى و استدراك المناطق الجديدة التي تحت التشييد بأن تبدأ بنظام الصرف الصحي الجديد وكل رسوم الصرف الصحي التي تحصلها وزارة البني التحتية بدون تقديم أي خدمة يجب أن تحول لصالح هذا المشروع القومي و أي تقاعس عنه يهدد البلد بأكبر خطر. المحزن جدا أن الصرف الصحي الموجود الأن وسط الخرطوم تم بناؤه قبل أكثر من مائة عام منذ أيام الاستعمار الإنجليزي وكل الحكومات الوطنية المتعاقبة تهربت من هذا المشروع الحيوي الذي لا يمكن السكوت عنه بعد أن أصبحت خطورته معلومه للجميع. يمكن للدولة الاستعانة بشركات عالميه و محليه لبناء هذا المشروع و استقطاعه من المواطنين وقطعا سيجد القبول طالما أن هنالك في المقابل خدمة سوف تقدم.
تجدر الإشارة هنا بأنه لا توجد دولة محترمة تقبل بأن توجه مياه الصرف الصحي إلى باطن الأرض بل كل العالم مدركا لذلك ويعتمد اعتمادا كليا على نظام التصريف المعروف عالميا للتخلص من هذه المخلفات.. هذا الأمر يحتاج إلى حشد ووقفه وطنية كبيرة تضمن البدء الفوري في التنفيذ.
خالد احمد
المصدر: https://www.alnilin.com/13097781.htm
أحدث التعليقات