في تطور جديد داخل تحالف الجبهة الثورية الذي يفاوض الحكومة السودانية في جوبا، اعلنت حركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي انسلاخها من الجبهة ومشاركتها كفصيل مستقل المحادثات في الوقت الذي اعلنت فيه الجبهة ان ما تم هو انسحاب وليس انشاق.
ويشغل مناوي منصب نائب رئيس الجبهة الثورية، لكنه ظل يطلق بين الحين والآخر انتقادات لأداء التنظيم ويطالب بإدخال فصائل اخرى متحالفة معه، بينما ترى عدد من فصائله ضرورة التركيز في الوقت الراهن على انجاز ملف السلام والتسوية مع الحكومة السودانية ومن ثم الالتفات الى القضايا التنظيمية.
وأكد نورالدائم طه مقرر الوفد وامين أمانة الأعلام بالحركة في تصريح لسودان تربيون من جوبا أن الجبهة الثورية أبلغت الوساطة في دولة جنوب السودان أنها انقسمت الى تيارين؛ احدهما بقيادة مناوي والآخر يتزعمه الهادي إدريس وطالبتاها بوضع هذه التطورات بعين الاعتبار خلال مفاوضات السلام الجارية حاليا.
وقال نور الدائم “من الصعب الاستمرار تحت قيادة موحدة إلا في حالة القبول بمبدأ القيادة الافقية وفقا للورقة التي قدمتها الحركة مؤخرا خلال اجتماعات الجبهة الثورية”
كما اوضح انه خاطب جلسة المفاوضات الرسمية اليوم باعتباره ممثلا للجبهة الثورية جناح مني مناوي.
وقال نور الدائم طه لـ “سودان تربيون” إن هذه الخطوة هي الحل الوحيد للحد من حركة الاستقطاب الاقليمي ومحاولات المحاور الاسلامية للتأثير على عملية السلام في البلاد.
وأكد طه أن فصيل الأمين داؤود وفصيل اخر لم يرغب في كشف عنه في الوقت الراهن أعلنوا تأييدهم للخطوة يقفون معهم في خندق واحد.
وقال ان الوساطة بذلت مساعيها لتقريب وجهات النظر بين اطراف الجبهة الثورية مشددا على “انها ليست جزءاً من صراعات الجبهة الثورية وهي تفصل بين هذه الصراعات وعملية السلام التي تنهض بها”.
وتزايدت التوقعات منذ الجمعة الماضية بحدوث هذا التباعد بين مناوي وبقية الفصائل في تحالف الثورية، بعد ان أصدرت الحركة بيانا نددت فيه بعدم رغبة بعض “أطراف الجبهة الثورية في إجراء معالجات تنظيمية ترتقي إلى مواجهة التحديات الماثلة، وقالت انها وحلفائها، سيتخذون ما يرون من “معالجات تعيد للجبهة الثورية قدرتها وحيويتها”.
وفي وقت سابق من مايو الجاري اقترحت حركة تحرير اتخاذ حزمة إجراءات في اجهزة الجبهة الثورية بينها الغاء المجلس القيادي والأمانة العامة مع ابقاء المجلس التشريعي والمجلس الرئاسي وتفعيل دورهما لتعاد هيكلتها افقياً بدلاً من الوضع الرأسي الحالي.
انسحاب وليس انشاق
ومن جانبه اعلن رئيس الجبهة الثورية الهادي ادريس في تصريح لسودان تربيون عن اسفه للخطوة التي قامت بها حركة تحير السودان – مناوي واعرب عن امله في الا يعيق ذلك تحقيق السلام والتحول الديمقراطي في السودان.
واضاف “ان انسلاخ حركة مناوي عن التحالف لا يعني حدوث انشاق وإنما في واقع انسحاب من الجبهة الثورية التي تظل متماسكة بهياكلها التنظيمية المختلفة”.
كما اعلن عن انعقاد اجتماع للمجلس القيادي للجبهة الثورية لدراسة هذه التطورات والخروج بما يكفل وحدة الجبهة والمضي قدما في تحقيق السلام.
المصدر: https://www.sudantribune.net/
أحدث التعليقات