خرجت جموع غفيرة من الشباب السوداني الغاضب صباح اليوم في منطقة شرق النيل بالعاصمة القومية الخرطوم احياءاً للذكرى الاولي لفض الاعتصام من امام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة في الخرطوم وفي أماكن أخرى في الولايات، حيث استشهد قبل عام وفي مثل هذا اليوم مئات من الشبان والشابات قبل ان تتوج الثورة بحكومة الفترة الانتقالية الحالية.
وفي شرق النيل والحاج يوسف والجريف و الردمية وشارع واحد والميقوما و دار السلام المغاربة و الوحدة والجريف شرق بالخرطوم خرج مئات الشباب منذ الصباح الباكر مع التزامهم بالتباعد الاجتماعي ولبس الأقنعة وهم ينادون بتحقيق اهداف الثورة والقصاص للشهداء وانتشر عشرات من الشباب والشابات في منطقة الجريف شرق وهم يوزعون منشورات تنادي بالقصاص.
وقال بيان وزعته لجان المقاومة في الجريف شرق صباح اليوم “لقد مر عام كامل ولم نر قتلة الثوار في المشانق ولم نر قاتل عظمة ومحجوب والفاتح النمير وعمة معاوية ود. بابكر ولا حتى قتلة النذير وماب وحنفي وبقية الشهداء حتى سقوط النظام في 11 ابريل. ان قضية العدالة ليست قضية شخصية للثوار بل هدف أساسي للثورة. فثورة بلا قصاص وعدالة تصف ثورة ونصف ثورة يعني الموت”.
واحرق الشباب إطارات سيارات فارغة في التقاطعات الرئيسية بالحاج يوسف تعبيرا عن احتجاجهم علي تأخر القصاص للشهداء و الجرحى والمفقودين دون ان يعيقوا حركة السير في الشوارع الرئيسة.
وفي وسط الخرطوم و الشوارع المؤدية للقيادة العامة ووسط البلد و القصر الجمهوري ومجلس الوزراء شددت السلطات من إجراءات اغلاق الشوارع والتحقق من شهادات المرور ومنعت مرور السيارات كأجراء احترازي من أي تجمعات بينما دعت لجان المقاومة الى احياء ذكري الاعتصام الباسل مع الالتزام بالتوجيهات ورفع الاعلام والشعارات وصور الشهداء والمفقودين وترديد الهتافات مع الالتزام بالسلمية.
وكان رئيس الوزراء قد وصف في خطاب له اليوم فض الاعتصام الثوري امام القيادة في مثل هذا اليوم من العام الماضي بانه جريمة في حق الشعب السوداني لابد من محاسبة مرتكبيها.
وقال د عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الانتقالي في خطابه بمناسبة الذكرى الأولى لفض الاعتصام انه لابد من الكشف عن المجرمين الحقيقيين وراء جريمة فض الاعتصام ومحاسبتهم حتى لا تتكرر الاستهانة بالدم السوداني.
واكد حمدوك “انني أقف امامكم اليوم لأقول من موقع السلطة التنفيذية الذي جاءت به هذه التضحيات، بأن الدم السوداني غال وان الدم السوداني واحد، وانه لابد من الكشف عن المجرمين الحقيقيين وراء جريمة فض الاعتصام ومحاسبتهم.”
وقال حمدوك ان الاعتصام الجماهيري كان ذروة الحراك الثوري الذي بدأ في ديسمبر 2018، مستلهما كل نضالات الشعب السوداني من اجل استعادة الديمقراطية منذ الفجر الكالح لانقلاب 30 يونيو 1989.
و قال تجسد تلاحم السودانيين حين اجتمعت كلمة الشعب بكافة مكوناته الاجتماعية والنقابية والسياسية وقواه المطلبية الحية مرددة هتاف الثورة الباسل “حرية، سلام، وعدالة” انحازت قوات الشعب المسلحة بضباطها جنودها الشرفاء لهذه الوحدة، ونجح السودانيون مجتمعين في اسقاط نظام المؤتمر الوطني وفتح صفحة جديدة في تاريخ الوطن.
يشار الى انه في مثل هذا اليوم والأيام التالية استشهد مئات الشباب في الخرطوم و الولايات من الذين اعتصموا في الميادين وامام مقار القوات المسلحة في الخرطوم ضمن الحراك الجماهيري الهادف الي احداث تغيير جذري في السودان وقد شكلت الحكومة لجنة قانونية مستقلة لاستقصاء و البحث و ابراد البينات وعندما تنتهي من اعمالها سيتبعها تقديم كل من يثبت مشاركته في مجزرة فض الاعتصام لمحاكمات عادلة وعلنية.
المصدر:https://suna-sd.net
أحدث التعليقات