الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةمقالاتمن مسؤول عن أحداث شرق السودان؟ بقلم/ عبدالله يحيي محمد

من مسؤول عن أحداث شرق السودان؟ بقلم/ عبدالله يحيي محمد

من المسؤول عن أحداث شرق السودان؟ بقلم/ عبدالله يحيي محمد

المشاكل الحدودية بين السودان والدول المجاورة، ليست وليدة اليوم ولكن الجديد هو التوقيت الزمني لإثارة الصراع مع الجارة اثيوبيا رغم ضعف قدرات الجيش السوداني الذي انهكته الحروب الداخلية الطويلة ضد شعبه يثير بعض التساؤلات. هنا يجب ان نطرح بعض الأسئلة حول تحركات الحكومة المصرية الأخيرة بإرسال أربعة طائرات مليئة بمساعدات طبية عبر المؤسسة العسكرية السودانية، في الوقت الذي يموتُ فيه أطباء في مصر بجائحة كورونا لانعدام ذات المعدات، وباعتراف صريح من وزارة الصحة المصرية نفسها بأنها غير قادرة في توفير معدات طبية في مواجهة فيروس كورونا.  إذا كان لابد من قتال للجيش السوداني في تلك الحدود، كان يجب ان يكون ذلك قبل عشرات السنين، في الفترة الممتدة ما بين 1980 إلي 1993.

في هذه الفترة كانت هنالك خروقات للمليشيات الأثيوبية المسمى  ب(شفتي) بلغت ذروتها من قتل وإرهاب واختطاف لمواطنين السودانيين علي مرأى ومسمع من الجيش السوداني المنتشر علي الحدود في مناطق: تايا، باسندا، دوكة، قلابات، أم براكيت و لٌقدي.
كل هذه المناطق كانت فيها قوات حرس الحدود السودانية، إلا أننا لم نسمع ذات يوم بأن هذه القوات قامت بأداء واجب وطني مقدس لحماية الوطن والمواطن في تلك المناطق. في الوقت الذي فيه كان المواطنون يُساقون إلي داخل الأراضي الإثيوبية بالإكراه كرهائن مقابل الفدية، حيث قتل أعداد كبيرة جدا من أبناء السودان وتحديدًا أبناء دارفور في تلك المناطق، ولكن لم تحرك السلطات السودانية ساكنًا.

اعتقد ان بذرة هذه الحرب مستوردة من الخارج بامتياز ولا سيما من الجارة مصر. لذلك نحن كشعب سوداني لا ولن نتبنى هذه الحرب بالوكالة لأي حال من الأحوال. كيف ننسى دموع رئيس الوزراء الاثيوبي آبيي أحمد من أجل السودان وشعبه؟ وعمله الدؤوب وزياراته المكوكية المتتالية من أجل تحقيق السلام والامن والاستقرار في السودان، في الوقت الذي كان فيه الحكومة المصر تناشد أمم المتحدة علي ألاّ يرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة علي الشعب السوداني جراء سياسات حكومة الإسلاميين!
اعتقد بان من واجبات الجيش السوداني هو تحرير حلايب من الاحتلال المصري، تلك الأرض الطاهرة والغنية التي تقدر مساحتها حوالي 20580 كيلومتر مربع. لذلك فان المعركة الحقيقية والمناسبة للتضحية والبطولات هي في منطقتي حلايب وشلاتين، أما منطقة فشقا فهي غير محتاجة للقتال بيننا وبين أخوتنا الأثيوبيين علي الإطلاق، بل انها محتاجة فقط لقليل من الجهد بين عبدالله حمدوك و آبي أحمد لحل هذه المعضلة، دون إراقة الدماء بين هذين الشعبين العظيمين.

إن هذه الفتنة الماثلة اليوم ما هي الا مؤامرة مصرية من الدرجة الأولى، فمصر تعمل بكل ما أوتي من قوة لجر السودان في حرب مع الجارة أثيوبيا الحضارات، لذلك أرجو ان نفوت فرصة الانجرار لها. اما أهلنا في تلك المناطق الحدودية فأوصيكم بأن تكونوا في يقظة, وان لا تنجروا وراء الخطابات الرنانة والعواطف الجياشة بإسم الوطن، خصوصًا طبقة الشباب في كل من جزولي، بابكري، رميلا، باسندا، تمرة، ام خراييت، سرف سعيد، سرف الأحمر، دوكة، ود أبوطاهر، علام وجميزة.
الخزي والعار للخونة عشتم وعاش سوداننا حراً ابياً.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات