يتعثر التحول الديموقراطي عندما تكون هناك فئة تتدثر بثوب قبيلة او دين معين للحفاظ على وضعية محددة مدخلًا للإمتيازات و التفوق على الآخرين، لا سيما اقتصادياً، إجتماعياً، دينياً و أخلاقياً..
اقتصاديًا @
التركيز على اقتصاد طفيلي تستحوذ فيه الشرذمة الحاكمة على كل الموارد و وسائل الإنتاج و يتم تسخيرها لمصلحة فئة محددة تربطهم علاقات حميمة كالدم ، الثقافة، اللغة، الدين، الجغرافية، المهنة وهلمجرا، كل ذلك يأتي خصمًا من حقوق الآخرين من البسطاء والكادحين الذين لا حول ولا قوة لهم علي الرغم من أنهم شركاء أصيلين في هذه الدولة و كان بامكانهم أن يتقاسموا موارد هذا البلد بإنصاف، لأن المواطنة هي أساس للحقوق والواجبات وليس هناك معيار اخر الا الظلم الذي جعلهم يتفوقون على الاغلبية و بسببه تسيدوا على المشهد الذي جعل منهم يأكلون السحت ويدَّعون النبل والأخلاق.
اجتماعيًا@
يتمظهر التفوق الاجتماعي على أساس ان كل هذه الموارد اتت إليهم ككسب موروث من دون ادنى درجة من الإجتهاد و لا يولون اهتماماً بأن للآخرين كذلك حقوق في السراء والضراء ، إنها لعنة الانتهازية وحب الذات ، غالبًا تجدهم يقفون ضد اي تغيير واضح قد يجردهم من امتيازاتهم و لذلك يقاتلون لحد الجنون من اجل الإبقاء علي الوضعية الظالمة و بناءاً على ذلك تظهر ظاهرة التمرد والقتال من أجل استرداد الحقوق وفي خاتمة المطاف تتمزق الدول وتتفكك بسبب الأنانية الزائدة و غياب دولة القانون التي يتساوى فيها الجميع وينتهي ظاهرة التخلف الاجتماعي.
دينًيا@
متي ما يعتقد البشر بأن هناك دين محدد يجب ان يسود ويبقي هو الكل في الكل كمدخل للتشريع وسبيل لنيل الحقوق والواجبات وعبره تتم مصادرة حقوق الآخرين من خلال ممارسة ضغوطات سياسية واجتماعية وثقافية لجعل منهم مواطنين بلا قيمة انسانية علي الرغم من معرفتهم بأن هناك اختلاف وتمايز بين الشعوب وان ذلك يدركها العالم بأسره بأن من غير الممكن ان تفرض قيمة واحد لإدارة الشعوب، الا في ظل أفيون الشعوب كما قال كارل ماركس عندما تمردت الشعوب الاوروبية على الكنائس حينما بدأت ثقة الناس تتزعزع في الكنيسة لأن تطور الدول و إزدهارها تتم بسواعد أبنائها جميعًا ولن ينهض بلد بنصرة ايديولوجية او ثقافة معينة.
فينبغي علينا الاستفادة من تجارب الشعوب والتعلم من الدروس السيئة التي مضى ومن دون ذلك لن نرتقي بوطننا الى العلا و الحفاظ على ثروته التي تتهافت عليها الدول من كل حدْبٍ وصوب
أخلاقيًا@
عندما يمارس الإنسان السياسة من دون مراعاة للقيم الأخلاقية بلاشك سوف تتعالى عليه الفضيلة و تترفع عنه وتنتصر المصالح الشخصية لا سيما شهوة السلطة والجاه وبسط الهيمنة والتسلط مع انعدام الإلتزام بقواعد اللعبة السياسية منهجاً ومبدأً التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة للشعوب وينعم المجتمع وتتحقق دولة الرفاهية التي توفر متطلبات الحياة الكريمة من تعليم ، صحة ، علاج ، أمن ، ضمان إجتماعي ، سكن ، حرية ومساواة الي الخ.
سوف نتاول في المقال القادم بالتفصيل السياسيات الاجتماعية (Social Policy ) بإعتباري دارس و متخصص في هذا المجال بالتحديد حتي تعم الفائدة للجميع.
الصادق بوش
ت 24/6/2021
bosh444@hotmail.com
أحدث التعليقات