عرض التلفزيون التونسي صورا للرئيس قيس سعيد يشارك حشدا يحتفل بقراره بإقالة رئيس الحكومة وتعليق عمل البرلمان في شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين وفق مانقلته وكالة رويترز.
فيما نقلت الوكالة نقلا عن شهود عيان إن مركبات عسكرية طوقت مبنى البرلمان التونسي في ساعة متأخرة من مساء الأحد بعد ساعات من إعلان الرئيس قيس سعيد تجميد عمل البرلمان لمدة شهر وإقالة الحكومة في خطوة وصفها رئيس البرلمان بأنها انقلاب.
وقالت المصادر إن الناس الذين تجمعوا في مكان قريب هتفوا للجيش ورددوا النشيد الوطني مع تطويق مركباته لمبنى البرلمان.
وذكرت رويترز إن الجيش التونسي منع راشد الغنوشي رئيس البرلمان من دخول مبنى البرلمان في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين وذلك بعد أن أعلن الرئيس قيس سعيد تجميد نشاط البرلمان.
أقال الرئيس التونسي قيس سعيد يوم الأحد الحكومة وجمد عمل البرلمان في تصعيد مثير للأزمة السياسية مما دفع أعدادا كبيرة من الناس للاحتشاد في العاصمة دعما له لكن معارضيه وصفوا هذه الاجراءات بأنها انقلاب.
وقال الرئيس إنه سيتولى رئاسة السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس وزراء جديد وذلك في أكبر تحد لدستور عام 2014 الذي وزع السلطات بين الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان.
وسرعان ما غمرت حشود من الناس العاصمة والمدن الأخرى وهم يهتفون ويطلقون أبواق السيارات في مشاهد تعيد إلى الأذهان الثورة التي أشعلت احتجاجات الربيع العربي التي هزت الشرق الأوسط.
ولكن لم يتضح مدى التأييد لإجراءات سعيد ضد الحكومة الهشة والبرلمان المنقسم وحذر سعيد من أي رد فعل عنيف. وقال في بيان بثه التلفزيون “انبه الكثير الذين يفكرون في اللجوء للسلاح… ومن يطلق رصاصة ستجابهه القوات المسلحة بالرصاص”.
وقال شاهدان إن مركبات عسكرية طوقت مبنى البرلمان بعد ساعات من بيان سعيد في الوقت الذي تجمع فيه أشخاص في مكان قريب يهتفون ويرددون النشيد الوطني. واندلعت احتجاجات كبيرة، دعا إليها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لكن لم يدعمها أي من الأحزاب السياسية الكبيرة، يوم الأحد وتركز معظم الغضب على حزب النهضة الإسلامي أكبر أحزاب البرلمان.
واتهم رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، وهو رئيس حزب النهضة الإسلامي المعتدل أكبر حزب بالبرلمان، الرئيس سعيد “بالانقلاب على الثورة والدستور” وذلك في اتصال هاتفي مع رويترز.
وقال الغنوشي “نحن نعتبر المؤسسات ما زالت قائمة وأنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة” الأمر الذي يثير تكهنات باحتمال نشوب مواجهات بين أنصار النهضة والرئيس.
وظلت حشود يصل عددها إلى عشرات الآلاف في شوارع تونس ومدن أخرى حيث أطلق البعض ألعابا نارية لساعات بعد إعلان سعيد في الوقت الذي كانت طائرات هليكوبتر تحلق في سماء المنطقة.
وقال الرئيس في بيانه إن الإجراءات التي اتخذها تتوافق مع المادة 80 من الدستور وأشار أيضا إلى المادة التي تقضي بتعليق حصانة أعضاء البرلمان.
وقال “لم نكن نريد اللجوء للتدابير على الرغم من توفر الشروط الدستورية ولكن في المقابل الكثيرون شيمهم النفاق والغدر والسطو على حقوق الشعب”.
وتم انتخاب الرئيس والبرلمان في انتخابات شعبية منفصلة في 2019 في حين تولى رئيس الوزراء هشام المشيشي منصبه في الصيف الماضي ليحل محل حكومة أخرى لم تستمر سوى فترة وجيزة.
وتعهد سعيد، المستقل دون وجود حزب خلفه، بإصلاح نظام سياسي معقد يعاني من الفساد. في غضون ذلك أسفرت الانتخابات البرلمانية عن برلمان مقسم لم يشغل فيها أي حزب أكثر من ربع المقاعد.
أحدث التعليقات