بعد فشل هجومهم الخاطف لإسقاط النظام في كييف، خفّضت القوات الروسية مستوى طموحاتها لتركيز جهودها على السيطرة على منطقة دونباس الأوكرانية حيث باتت تدور حرب استنزاف بعد مئة يوم على اندلاع النزاع.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن بلاده ستنتصر في مقطع فيديو نُشر على انستغرام، في اليوم المئة من الغزو الروسي.
واعتبر الكرملين، الجمعة، أنه حقق “بعض” أهدافه، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف “سيتواصل هذا العمل، حتى تحقيق كل أهداف العملية العسكرية الخاصة”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في اليوم المئة من الغزو إن موسكو فشلت في تحقيق أهدافها الأولية المتمثلة في الاستيلاء على كييف ومراكز الحكومة الأوكرانية، لكنها تحقق نجاحا تكتيكيا في دونباس.
الغزو بدأ في 24 فبراير الماضي
وأضافت الوزارة في إفادة دورية على تويتر “بالقياس على الخطة الأصلية لروسيا، لم يتم تحقيق أي من الأهداف الاستراتيجية”.
الغزو
فجر 24 فبراير، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاقه “عملية عسكرية” للدفاع عن “جمهوريتين” انفصاليتين، هما دونيتسك ولوغانسك بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا، بعدما أقر باستقلالهما قبلها بثلاثة أيام.
ودخلت القوات الروسية صباحا الأراضي الأوكرانية من روسيا وبيلاروس.
وفي 26 فبراير، تلقى الجيش الروسي أمرا بتوسيع نطاق هجومه على أوكرانيا “في كافة الاتجاهات”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي شراء أسلحة وتسليمها لأوكرانيا في خطوة غير مسبوقة. وفرضت دول غربية عقوبات اقتصادية صارمة أكثر فأكثر على روسيا، تم تشديها مع مرور الوقت.
وغزت القوات الروسية أوكرانيا برا وبحرا وجوا في أكبر هجوم تشنه دولة على دولة أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث نفذت ضربات جوية في عدة مناطق، ومنها العاصمة كييف.
وخلال الأيام الأولى للغزو، دخلت قوات برية من شمال وشرق وجنوب أوكرانيا، وتوغلت في عدة مدن ومنها تشيرنيهيف وسومي، وسمعت سلسلة انفجارات في كييف وكراماتورسك المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا، وفي خاركيف، ثاني أكبر مدينة، وأوديسا على البحر الأسود، وماريوبول على بحر آزوف.
كما دوت انفجارات في لفيف، المدينة الواقعة في غرب أوكرانيا والتي نقلت إليها الولايات المتحدة وعدة دول أخرى سفاراتها بعد بداية الغزو.
مفاوضات
وفي 28 فبراير، بدأت موسكو وكييف الجولة الأولى من المفاوضات.
واشترط بوتين الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية ونزع سلاح أوكرانيا و”اجتثاث النازية” فيها وضمان “وضعها الحيادي” لإنهاء الغزو. وتطالب موسكو منذ أشهر بضمان عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وفي الثاني من مارس، وصلت قوات روسية محمولة جوا إلى خاركيف شرق أوكرانيا، ثاني مدن أوكرانيا، والقريبة من الحدود مع روسيا. جنوبا، سيطر الجيش الروسي على خيرسون القريبة من القرم، وأصبحت أول مدينة أوكرانية يستولي عليها.
وفي الثامن منه، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حظرا على الغاز والنفط الروسيين.
وفي العاشر منه، رفض قادة الدول الـ27 الأوروبية مطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لانضمام بلاده سريعا إلى الاتحاد الأوروبي، لكنهم فتحوا المجال أمام إقامة علاقات وثيقة أكثر.
إسطنبول
عقد الجانبان الروسي والأوكراني مفاوضات مباشرة بين وفدي البلدين لعدة أيام في مدينة إسطنبول التركية أواخر مارس الماضي.
وفي نهاية مارس، أعلن الكرملين أن المفاوضات التي جرت بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول لم تفض إلى نتائج “واعدة جدا” ولا أي “تقدم”.
ماريوبول
وفي 21 مارس، نددت بروكسل بـ”جريمة حرب كبرى” في مدينة ماريوبول الساحلية، المطلة على بحر آزوف. وحوصر عشرات آلاف السكان في المدينة. وتعرضت حضانة ثم مسرح كانا يضمان مدنيين إلى القصف.
وفي 24 منه، قرر حلف شمال الأطلسي (ناتو) تسليح أوكرانيا في مواجهة التهديد بهجوم كيميائي أو نووي وتعزيز دفاعاتها في الشرق. وفي اليوم التالي، أعلنت موسكو تركيز جهودها على “تحرير دونباس”.
بوتشا
وفي الثاني من أبريل، أعلنت أوكرانيا استعادة السيطرة على منطقة كييف بعد انسحاب القوات الروسية التي توجهت نحو الشرق والجنوب. وأثار اكتشاف عشرات الجثث في مدن عدة قرب كييف بينها بوتشا، ردود فعل دولية قوية.
وفي الثامن منه، أدت ضربة على محطة كراماتورسك (شرق) إلى سقوط 57 قتيلا على الأقل. وقالت منظمة العفو الدولية إن هناك “أدلة دامغة” على أن القوات الروسية ارتكبت “جرائم حرب” عندما كانت تحتل منطقة خارج العاصمة الأوكرانية في فبراير ومارس الماضيين.
وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير نشر في مايو الماضي، إن من بين جرائم الحرب حالات قتل خارج نطاق القانون معظمها فيما يبدو عمليات إعدام بدون محاكمة لمدنيين.
وأضافت المنظمة أن المدنيين عانوا أيضا من انتهاكات مثل “إطلاق النار الطائش والتعذيب” على يد القوات الروسية خلال هجومها على كييف في المراحل الأولى من الغزو.
“موسكفا”
وفي 14 أبريل، أكد الأوكرانيون أنهم شنوا ضربة صاروخية على الطراد موسكفا، وهو سفينة حربية تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود. وبحسب موسكو، غرق الطراد بعد اندلاع حريق على متنه نجم عن انفجار ذخائر.
وفي 21 منه، أعلن بوتين السيطرة على ماريوبول لكن كان لا يزال يقاوم نحو ألفي جندي أوكراني متحصنين في مصنع آزوفستال للصلب مع ألف مدني.
وفي 27 منه، أقر الجيش الأوكراني بتقدم الروس في الشرق مع سيطرتهم على عدة مدن في خاركيف ودونباس.
السويد وفنلندا
وفي الثالث من مايو، أطلقت القوات الروسية وتلك الموالية لموسكو “هجوما قويا” على مصنع آزوفستال. وفي الثامن منه، فقد أثر 60 شخصا إثر عملية قصف استهدفت مدرسة في منطقة لوغانسك.
وفي 18 منه، قدمت السويد وفنلندا طلبين للانضمام إلى الناتو، وهو الأمر الذي أزعج روسيا، التي كانت تقول إن من أحد أهداف “العملية الخاصة” في أوكرانيا، هو منعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ووقف تمدد الناتو شرقا.
وفي 19 منه، وافق الكونغرس الأميركي على صرف 40 مليار دولار لدعم جهود الحرب في أوكرانيا. في اليوم التالي، تعهدت مجموعة السبع بتقديم 19,8 مليار دولار لمساعدة كييف.
آزوفستال
أحدث التعليقات