مركزية مؤتمر الكنابي، هو جسم مطلبي متحدث باسم سكان الكنابي في السودان، تم تأسيسيه منذ تسعينات القرن الماضي، وانخرط في العملية السياسية بوصفه أحد الأجسام التي شاركت في حوار جوبا للسلام تحت بند القضايا الوطنية ذات الخصوصية، وشاركت مركزية المؤتمر عبر مظلة الجبهة الثورية قبل أن تتناوشها الانقسامات.
“جبراكة نيوز” التقى الأمين العام للمركزية، د. جعفر محمدين، في حوار سريع يسلط الضوء على مسيرة الجسم المطلبي وعلى بعض قضايا سكان الكنابي في وسط السودان، خصوصا ما أثير حول النزاع في منطقة “ود النور” بولاية الجزيرة، كما تطرق الحوار أيضاً إلى الأوضاع السياسية الراهنة وموقف المركزية منها.
ماهو أبرز ما تم إنجازه لصالح قضية سكان الكنابي في الفترة الماضية.. وما هي العقبات التي واجهتكم؟
بخصوص قضية الكنابي فإن أبرز م تم إنجازه في الفترات السابقة هي ادخال قضية الكنابي في منبر جوبا التفاوضي ضمن القضايا القومية ذات الخصوصية، لكن للأسف الشديد، ولأسباب تتعلق بتأخر تنفيذ بعض مخرجات اتفاق جوبا للسلام، تأخر قيام المؤتمر العام لمناقشة قضايا سكان الكنابي التنموية التي نصت في اتفاقية جوبا لسلام السودان، لكن ما زلنا نعتبر أن مجرد إيلاء القضية مكانتها ضمن اتفاق جوبا فهو خطوة نحو طريق طويل للنهوض بأوضاع سكان الكنابي في السودان.
“رغم التعثر في تطبيق بنود ومواثيق الاتفاق، إلا أنا لم نجلس مكتوفي الأيدي، فقد قمنا في مركزية المؤتمر بعقد عدد من الجولات وقفنا فيها على أوضاع أهالينا في الكنابي”
تعثّر تنفيذ اتفاق جوبا كما تم النص عليه، ألقى بظلاله على عدد من القضايا الخاصة به، ومن ضمنها قضية سكان الكنابي.
ورغم التعثر في تطبيق بنود ومواثيق الاتفاق، إلا أنا لم نجلس مكتوفي الأيدي، فقد قمنا في مركزية المؤتمر بعقد عدد من الجولات وقفنا فيها على أوضاع أهالينا في الكنابي، من أجل الوقوف أكثر على أوضاعهم من القرب، ومواصلة الطريق نحو اقتلاع حقوقهم كاملة.
أبرز العقبات في الفترات السابقة هي الهجوم العنصري البغيض على العمال الزراعيين سكان الكنابي ووصفهم بأنهم غير سودانيين بالرغم انهم سودانيين لديهم امتداد في جذور التاريخ السوداني منذ القدم، ومشاركتهم بائنة وواضحة كشمس في كبد السماء، عبر ما قدموه لكل السودانيين عبر أعمالهم في المشاريع الزراعية، كواحدة من أهم موارد الدولة السودانية.
وأشير تحديدا إلى دورهم في الثلاثينات من القرن الماضي حينما ضرب الكساد العالم أجمع، وكاد أن ينهار مشروع الجزيرة، عمال وسكان الكنابي هم نهضوا بالمشاريع الزراعية وقتها في السودان، وبالذات مشروع الجزيرة.
كما أن لهم أدواراً وطنية أخرى لعبوها إبان المهدية، عندما ناصروها، ثم ما بعد الاستقلال أثناء الثورات الوطنية، فقد شاركوا فيها جميعها كأثر الفئات المظلومة والمهمشة، وحتى ثورة ديسمبر المجيدة ثورة 2019 كان اخر المواكب موكب الجنقو مسامير الارض في اعتصام القيادة العامة في نفس اليوم تم فض اعتصام القيادة العامة حينها قدمنا الشهداء والجرحى.
أقول ذلك لأثبت أن سكان الكنابي كانوا دائما جزءا أصيلا ضمن حراك السودانيين للتحرر من سلطات القمع ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، لكن هناك بعض الأصوات حاولت مرارا تصويرهم كأغراب، وهو ما عمق من وضعهم المهمش.
طغى على الميديا مؤخرا تداول كبير لصراع ونزاع في قرية ود النور في ولاية الجزيرة بين سكان الكنابي ومجموعات أهلية هناك.. ما القصة؟
بخصوص منطقة ود النور، فالحقيقة أن السلطات هناك قامت بتخصيص خطة سكنية لجيع الأهالي بالمنطقة، والمخطط لم يخصص لأهالي الكنابي بل لجميع السكان، لكن بعض الجهات روجت أن السلطات قامت بانتزاع الأراضي من الأهالي وتعويض الملاك الأصليين لصالح أهالي الكنابي.
“قامت بعض الجهات بتأجيج الملاك السابقين لاسترجاع أراضيهم، بحجة أن الأراضي ستخصص لسكان الكنابي، وهذا باطل”
أحدث التعليقات