كلماتنا عرائس من الشمع لمن القى السمع وهو شهيد!
الصادق بشير
بيرمنجهام
سنظل نصدح ونصالح ونخاصم بما نؤمن وستظل كلماتنا عرائس من الشمع في الثبات والصمود والكفاح المستميت بكل عنفوانه في الجريان السريع والاستجمام البطيئ حيث شتات المنبع وغُرز الجراح في المهاجر والمنافي والى حيث خلِصت الأيام والظروف ..والنوايا ..وعلى نواياكم ترزقون
ايها الرفاق تشعب المصب في رحلة خانها الزاد وافضال الظهر يومها من حكمة لقمان وسماحة عثمان ومن عدل الفاروق والخالدات من النساء في ذكريات الملاهم والعبور الى الجنان المبطنة بالرحمات كملهمة سمية بنت الخياط ساعات البأس والصمود ولحظاتها في الاختبار والرضى ..
رحلتنا الآن لم تكن سبع ليالي وثمانية ايام حسوما ولم تكن اعجاز خاويات من النخل كما النخل والصرعى سيان حينما عصوا وتجبروا على المولى وغرتهم الاماني والدنيا والهتهم التكاثر في المال والبنون وانتصروا لذواتهم واحيوا العصبية النتنة التي قبرتها الجاهلية الاولى ..فاعادوا نبشها من غابر الايام ..
نعم لم تحن المعجزة بعد..وما إني ارى الشجر تسير يارفاق..فليت من بيننا زرقاء اليمامة ليجلي لكم النظر قبل الطوفان ..وحينها فالجودي ليست ببعيد المرفأ ولا الطوفان داهم الخطر.
رحلتنا الان تُخللها شلالات الطمى المتراكم والرمال المتحركة والسيول الجارفة فضلًا عن مصدات الرياح العليل منها والعواتي ولم ياتي الصرصر بعد والتي باتت موانع سُدت بهن النسيم المرتقب للسقف الموعود وليست (السماء ذات البروج يارفاق ) بل غُلفت بهن القلوب صوب التاهب النفسي العاطفي في الإلتحام الوجداني للتفكير الثوري الجمعي والذي تشكل في لحظة نشوء متفرد ومدهش وثق لميلاد مكون جيني يومها جهازه العضوي والحركي والروحي نتاج كل تقاطعات السودان في الانسان السوداني والارض السودانية حيث ضجيج المدن ودوي اصوات الماكينات لامتدادات كساوي الخضرة والبساتين من الزرع والنبات التي جملت القرى والبوادي برائحة المطر على الجروف وصوت القماري وعلى التلال والاشجار في صفوة زرقة السماء التي أوجدت الرئة السودانية ودفعت بالهواء السودانية شهيقا وزفيرا صنعت يومها ملامح إنسانية الإنسان السوداني في خارطة كل اجزائه لنا وطن يوم أن حاكت إبر الخياط والتطريز ثوب وجلباب الوطن المطرز بالعلم والنشيد الوطني لِيُقيد التاريخ سجلا وطنيا في الجغرافيا والتاريخ أن القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة السودانية بالخرطوم العاصمة كانت الارض التي جملت الثوب والجلباب بزاهيات اللون وحلو النشيد بيدْ أن ذات القيادة وفي ذات الارض والموقع قد مزقت الحشا وأسست للشتات في لحظة تاريخية اجتمع فيها الشى ونقيضه..
الجميل بكل مدهشاته وروائعه الساحرة حينما تواثق السودانيون لإسقاط الطاغيه وقد كان ..في لوحة جمالية وملهمة بطولية قل ان ياتي به التاريخ الحديث ..وعلى النقيض الاخر مداخل الخبث وممرات القبح بكل مآلاتها من جرم وكفر وصلف وفجور حينما تامر دواهي المكر والجريمة في عشوائيه القتل المحرم وفنون (القتل السريع ).. ولم ينفض الغبار في المدى المنظور حتي ولو استبانت الأشياء لغدا طالما العدالة نفسها اسيرة المحابس وقد اصابها الرعب الشديد خلف القضبان وقد احاط بها الجلاد كإحاطة السوار بالمعصم ..
والابواب موصدة تجاه من اشتهى متعة السباحة ليساير حركة ورياح التيار الوطني السليم وفق ما يمليه علينا الضمائر الحية ومن قوانا الوطنية الحية ..نعم ولهذه ستظل كلماتنا عرائس من الشمع حتى اذا متنا في سبيلها دبت فيهن الروح وكتبت لهن الحياة وهتفت بلادنا لجيل العبور والتروس لثورة شذت في صنوها كل الثورات يومها …شكرا لؤلئك الذين لامسوا غربتي عبر الاثير واطمأنوا على السؤال..شكرا لاولئك الذين لامست اناملهم جبيني وشدوا ساعد على المجداف.. فأنا بخير وتلك كانت وعكة على صحتي وقد رحلت ..
والذي لم يرحل أنين الوجع الذي لازم الوطن الجريح فألزمه الملاءة البيضاء على سرير المشفى عله يفيق من ضغط هذا الاحتضار فأثقل على كاهلنا تطبيب الجراح والكل منّا يغنى على ليلاه فالبعض فينا في سباق التشفي ووأد الاناث والأنثى تصرخ وهم يقهقهون كما النوادي والملاهي تعج بهم وهم سكارى وماهم بسكارى ولكنهم قوم يعمهون وقد عميت عندهم البصيرة والرأفة والفضيلة ومنهم من فتن وحاكى مسيلمة الخطى طريقا وأبو جهل رائدا والجاهلية في مجالسهم تُعمر وروادهم يُشمرون سواعد البغي والطغيان والغرور ..والاخر من رهط المشفقون على بلاد حوت ماثره كالفراديس فيضها منن ..فجر النيل في اباطحها ..يكفل العيش وهي تحتضن ..هؤلاء هم الان على على شرفات الطوارى وغُرف الانعاش لقياس حمى النسر العليل واختبار درجات الضغط المهول الذي حوى هذا النسر وقد ارهقتهم عذابات الجدة والاب والام الرؤوم وكذا الطفل الرضيع واولئك والذين دبّ في أوصالهم اليأس والملل والعزوف عن الجميل كدبيب الصهباء على الأعضاء والكرى بين اهداب الجفون ..
علمتنا الحياة أن نصرخ فيهم ونقول ..أفيقوا ايها الشامتون فان نوائب الدهر تدور..وهي ذات الحياة التي علمتنا نواسي الفرد منّا بإيّاك تجني سكرًا من حنظل .. فالشيء يرجع بالمذاق لأصله يارفاق ..
ولهذا نجاهر ونُسمِع من به صمم أو ذكرى لذوات القلوب العامرة في النفس اللوامة والمطمئنة والتي لامست السمع وقد القى السمع وهو شهيد نقول لكم بالصوت الصارخ في جملة مبتداها حرف توكيد ..إن الشوارع لاتخون ..إن الشوارع لاتخون يارفاق ..ولهذا أيضًا يظل التامر على الثورة واجهاض مبادئه خيانة للوطن والتراب مثلهم كمثل الذين ناصروا المتآمرين ودونت توقيعاتهم لحظات سقوط ضمائرهم والتي وثقت للعنة والانحطاط الاخلاقي والانساني في الخامس والعشرون من اكتوبر في واحدة من اكبر مسلسلات التامر على البلاد والتي دُونت على يوميات التحرى الوطني كإحدى أنتن نفايات الدم السريع والقتل السريع …حينما تواثقوا على الجريمة الحمراء وعلى شاكلتهم طاروا وها هم قد وقعوا ..كما والطيور على اشكالها تقع ..ولكن لاحياة لمن تنادي ياوطن
وستظل دارفور عصية على الانبطاح والانكسار مهما عظم الافاكون وتآمر المتآمرون في شراكة الخزي والتخوين والهبوا ظهور العُزل بالنار والسياط والبارود..فصبرا ال ياسر فان موعدكم الجنة وإن لفي التاريخ عبر ومواعظ لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوي…
أحدث التعليقات