جبراكة نيوز- محمد الفاضل
حذر د. أمير عوض محمد محجوب المدير السابق لمركز بحوث الحياة البرية في السودان، والمنسق الحالي لمشروع تعزيز المحميات الطبيعية بمحمية جبل الداير، من الآثار الوخيمة لقرار فك حجز محمية جبل الحسانية بولاية نهر النيل.
وأبان د. أمير في حديث لـ “جبراكة نيوز” أن ثمة آثار تتعلق بالواقع المحلي والعالمي ستنعكس على السودان جراء القرار المرتقب، فعلى المستوى المحلي قال الخبير في الحياة البرية إن آثار فك حجز المحمية سيطال كل المحميات الأخرى على رأسها محمية الدندر الطبيعية، أحد أهم المحميات الطبيعية على المستوى الأفريقي، والتي قال إنها تعاني من استهداف وتغول وهجمة شرسة ممن وصفهم بـ “بعض ضعاف النفوس والساسة”.
وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان قد أشار الجمعة الماضية في مخاطبة جماهيرية لأهالي منطقة جبل الجلف بولاي نهر النيل إلى عزمه على فك حجز المحمية، ما يترتب عليه رفع يد الدولة والجهات المختصة عنها، بما سيؤدي بدوره يهدد استمرار سلامة وأمان الحياة البرية هناك، بحسب الخبير في الحياة البرية.
وأشار د. أمير إلى أن القرار سيؤثر على سمعة السودان في المحافل الدولية المختصة بدعم وحماية الحياة البرية، موضحا أن السودان مصادق وموقع على عدد من المعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بحماية التنوع الحيوي والحياة البرية، بما سيؤثر على مستقبل أي تعاون دولي لاحقاً.
وقال الخبير في التنوع الحيوي، والمنسق الحالي لمشروع تعزيز المحميات الطبيعية بمحمية جبل الداير إن مثل هذه القرارات تتخذ عبر قرار جمهوري، وإنما تتم عبر مؤسسات الدولة المعروفة، أهمها -والحديث له- الإدارة العامة لحماية الحياة البرية التي تتبع لوزارة الداخلية، والتي على رأسها فريق شرطة، بالإضافة إلى مركز بحوث الحياة البرية، والذي يضم علماء وبروفسورات متخصصين في مجال الحياة البرية، الجامعات والكليات،مجالس البيئة “المجلس الاعلي للبيئة” والجمعيات الطوعية.
وأشار المدير السابق لمركز بحوث الحياة البرية، إلى أن هناك تجارب سابقة في فك حجز محميات في السودان، مشيراً إلى قرار فك حجز منطقة الرهد المحجوزة والتي تقع شمال محمية الدندر بولاية القضارف، منوهاً إلى أن القرار لم يُتخذ بهذه الطريقة، وإنما تم تكوين لجنة من المختصين والتي بدورها دفعت بالتقارير، وبناءً عليها تم فك الحجز، بعد أن درست أبعاد القرار وآثاره على الحياة البرية والتنوع الحيوي، منوها أن الأراضي الخاصة بالمنطقة آلت بعد عملية فك الحجز بعد فك الحجز إلى الحياة البرية، بالإضافة إلى تخصيص جزء منها للزراعة المطرية، للغابات والمراعي.
وأبان الخبير في الحياة البرية أن محمية جبل الحسانية مسجلة ضمن “الغازيتا الرسمية” عبر شهادة بحث، كمحمية قومية.
ونوه د. أمير إلى أن السودان يسعى استراتيجيا، عبر الجهات المختصة بالحفاظ على التنوع الحيوي والحياة البرية والغابات، إلى الوصول بالمناطق المحمية والمحجوزة إلى ما نسبته نسبة 25%من مجمل مساحة السودان ذاكراً أن نسبة المساحة المحجوزة حاليا تبلغ 6%.
وتقع محيمية جبل الحسانية في إقليم شبه صحراوي بولاية نهر النيل بمساحة 5528 كيلومتر مربع، تم حجزها في العام 2003 وأدرجتها اليونسكو في العام 2021 ضمن القائمة الارشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي، وهي القائمة الأولية المؤهلة إلى قائمة التراث العالمي التي تصدرها وتصنفها اليونسكو.
أحدث التعليقات