جبراكة نيوز- فريق التحرير
ينفذ عاملون في القطاع القضائي ومحاميين إضراباً عن العمل مع تنظيمهم اعتصاماً بمباني محكمة أم بدة الجزئية، على خلفية احتجاجهم على اعتداء وقع على أحد المحامين، بعد توجيه من قاضي محكمة أم بدة لأفراد من الشرطة بالاعتداء عليه.
قاضٍ يوجه بالاعتداء على محامي
وبحسب إفادات شهود تحدثوا لـ “جبراكة نيوز” فإن القاضي نجيب حسن النجيب أمر أفرادا من شرطة المحكمة الأثنين الماضي، بالاعتداء على المحامي مبارك الجنيد، على خلفية إصرار الأخير على استكمال إجراءات إعلام شرعي.
وقال المحامي بشارة يوسف لـ “جبراكة نيوز” إن تفاصيل الحادثة تعود ليوم الإثنين الماضي، حينما حضر المعتدى عليه إلى المحكمة في إجراء روتيني، لكنه تفاجأ بتماطل القاضي عن القيام بعمله.
وأوضح “يوسف” أن المعتدى عليه ظل في انتظار القاضي منذ الصباح حتى إلى ما بعد تناول القاضي لوجبة الإفطار، وعند الدخول مجموع من المحامين إلى قاعة المحكمة، طلب منهم القاضي بالخروج من القاعة متعذراً باداء الصلاة.
ويضيف “يوسف” إنه بعدما طالت فترة الانتظار قام عدد من المحامين باقتحام القاعة، ليطالبهم القاضي بالانصراف حالا، وهو ما رفضه المعتدى عليه، فلم يكن من القاضي إلا أن أمر شرطة المحكمة بالاعتداء عليه.
رواية المعتدى عليه
وبحسب رواية المحامي المعتدى عليه، بابكر الجنيد، في مقطع فيديو مبثوث على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن القاضي نجيب الحسن نجيب بعدما باشر عمله المعتاد في استلام الملفات المقدمة له، قام بإجراءات ملفين فقط، ثم طالب المحامين بمغادرة القاعة بحجة تناول وجبة الإفطار.
وبحسب إفادته في مقطع الفيديو، فإن مجموع المحامين قاموا بالانتظار منذ الساعة الحادية عشرة ظهرا وحتى الساعة 12.30 ظهر ذلك اليوم.
ويضيف في مقطع الفيديو أن القاضي وعقب عودته من تناول الإفطار قام بإنهاء إجراء “ملفين” ثم طالب المحامين بمغادرة القاعة بحجة أداء الصلاة، موضحاً أن القاضي عقب خروج المحامين قام بإغلاق باب القاعة بواسطة الكراسي.
وذكر الجنيد أنه وبعد مرور قرابة ثلث ساعة من الانتظار لفتح الباب لاداء أعمالهم، قام بفتح باب القاعة وخاطب القاضي بأنه يريد إنجاز أعماله التي بين يدي القاضي.
وقال إن القاضي خاطبه مباشرة قائلاً: “أطلع بره يا زول” ما رفضه الجنيد، ويتابع إنه عقب رفضه الخروج، قام القاضي بمغادرة القاعة ثم العودة ومعه أفراد من شرطة المحكمة. وفى الحال وجه القاضي أفراد الشرطة قائلاً “طلعوا الزول دا بي اي شكل”، يضيف: ساعتها شرع الشرطي في الضرب مباشرة، مع قيام القاضي بإغلاق باب القاعة بالكراسي ليحول بيني وزملائي الذين استنجدت بهم، بعدما كدت “أن أفارق الروح”، حسب قوله.
وأوضح الجنيد أنه كان قد حذّر الشرطي من التدخل في المشكلة بينه والقاضي، منوها إلى أن القاضي يحق له اتخاذ إجراءات رسمية في حال وجود مشكلة، متأسفاً أن الشرطي لم يستجب.
وبحسب رواية المعتدى عليه فإن من أوقف حالة الاعتداء المستمرة كانوا زملاء المعتدى عليه، الذين قاموا باقتحام القاعة.
تصعيد واعتصام
في أعقاب الحادثة، تحرك مجموعة من المحامين وزملاء المعتدى عليه في حراك واسع، حيث نصبوا اعتصامهم في مباني المحكمة الجزئية بأم بدة مكان الاعتداء، وتصاعد التفاعل مع الاعتصام ليشمل إضراب فئات عاملة في الحكمة ما أدى إلى شلل تام في سير دولاب العمل.

ونصب المعتصمون منصة بمكان الاعتصام خصصوها للندوات والفعاليات التي تناولت جملة من القضايا ذات الصلة، كأخلاقيات مهنة المحاماة، والتثقيف القانوني، وإصلاح الجهاز القضائي.
وتوعد مجموعة المحامون المعتصمون بتصعيد الأمر عبر مذكرة سترفع إلى رئيس الجهاز القضاء بأمدرمان، كما كشفوا أنهم قاموا بتسليم مذكرة إلى السيد رئيس الجهاز القضائي بالخرطوم بحيثيات الحادثة، من أجل متابعة الإجراءات القانونية بحق المعتدي، منوهين إلى تاريخ السلطة القضائية الحديث شهد العديد من الممارسات الشبيهة التي تنتهك حقوق المحامين.
أحدث التعليقات