إقليم دارفور- جبراكة نيوز
بعد أن يُسدِل الليل ستاره، تعلو أصوات الرصاص مصحوبة بهتافات الرجال وزغاريد النساء، عندها يتهامس مواطنو مدينة الضعين بخبر وصول وفد من سيارات الغنائم، قادمة من الخرطوم، محملة بالغالي والنفيس، وعلى متنها عدد محدود من الجنود.
تلك هي حالة تنام عليها الضعين كل يوم منذ ما بعد حرب 15 أبريل، وسيطرة قوات الدعم السريع -التي ينحدر أغلب قاداتها منها- على أحياء العاصمة المثلثة.
ومارس جنود الدعم السريع عمليات نهب واسعة أثناء القتال، طالت المنازل والمحلات التجارية التي هجرها سكانها تاركين خلفهم حصاد العمر في رحلة بحث عن نجاة الروح في الولايات الآمنة، وخارج الحدود للمقتدرين ولسان حالهم يقول “المال ملحوق” إن كان في العمر بقية.
سيارات فارهة
السيارات الفارهة، حطت عجلاتها بالضعين، التي لم تعرف لها دروباً من قبل، فهي سيارات غريبة على المدينة وساكينيها.
ووصلت إلى عاصمة شرق دارفور مجموعة كبيرة من السيارات الفارهة على متنها افراد من قوات الدعم السريع المنسحبة من الخرطوم التي تشهد معارك ضارية بمدنها الثلاث، رغم الهدن الموقعة بين المتحاربين في جدة بوساطة سعودية أمريكية، والتي لم تفلح في كبح جماح القتال، وعلّق الجيش مشاركت فيها مؤخراً.
وشاهد مواطنو الضعين مواكب من سيارات “اللاندكروز” الحديثة ملطخة بالطين يجوب بها أفراد الدعم السريع طرقات المدينة، وهم يلوحون بعلامات النصر.

أحدث التعليقات