الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةاخبار السودانمهرجانات الموت وجرح السودان النازف في دارفور.. متى تنتهي؟

مهرجانات الموت وجرح السودان النازف في دارفور.. متى تنتهي؟

تقرير: الجبراكة نيوز

موجة حزن عاتية أصابت مجتمع دارفور بعد المجازر البشرية التي أرتكبت ضد سكان عاصمة سلطنة المساليت، ومقتل شقيق السلطان وحاكم الولاية الجنرال خميس عبدالله ابكر وشقيقه، والتمثيل بجثتيهما في مشهد عبثي يحتفى فيه الجنجويد بمهرجانات الموت المجانية ضد السكان الأصليين أصحاب الأرض، والتاريخ، والحضارة في رحلة بحثهم عن ديمقراطية مفقودة كما يُخيل لهم.

كما إستباحت مليشيا الدعم السريع، مدينة كتم بشمال دارفور و زالنجي بوسط دارفور، ونيالا، واخيرا مدينة طويلة في مشهد أكثر دموية و وحشية من أحداث الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي جرت في 2003م وما تلاها من أعوام، الذل والهوان عشاها إنسان دارفور المتسامح الطباع.

الجنينة مدينة مخضرة، تربض على ضفاف وادي “كجا”، وهى لا تبعد عن الحدود التشادية سوى عشرات الكيلومترات، حيث يمكن أن تقطع هذه المسافة سيرًا على الاقدام. فرضت المليشيات العربية بقيادة نائب الوالي كرشوم بتحالف مع الدعم السريع، واسناد من مليشيات التجمع العربي الذي جمع من الشتات الأفريقي لاحتلال دارفور وتغيير التركيبة السكانية في عملية إحلال و إبدال بدأت منذ العام 2003م في القري والفرقان وانتقلت الآن إلى المدن والحواضر.

فرض كرشوم ومليشياته حصارًا على مدينة الجنينة مع قذف مستمر بالدانات والمتفجرات واستباحة الممتلكات العامة والخاصة، ونهب كل شيء في المؤسسات، المنازل، قتل الشباب، اغتصب النساء. قال الفارون إلى تشاد أنهم نجوا باعجوبة بعد مواجهتهم مصيرا لم يتوقعوه أن يصدر من إنسان سوى في يوم ما، حيث ذبح شباب قبيلة المساليت أمام أهلهم، وقطع أوصالهم وعذب بعضهم حتى الموت.

إهانة الفارين

المشاهد الموثقة بعدسات أفراد مليشيات الجنجويد للفارين إلى تشاد في مواكب جماعية تعكس حجم المعاناة والمأساة التي عايشها إنسان الجنينة، الذي أذله الجنجويد بعد أن احتضنتهم دولة تشاد واغدق عليهم بالنعم والعطايا  لأهل السلطنة من إيواء و احتضان قد يسجله التأريخ فى صحائفه عبر الدهور.

من قتل خميس؟

الجهة التي قتلته حاولت جاهدة أن تحول عملية مقتل بدم بارد بعد الغدر به إلى حالة جدل عقيم كما حدث مع جريمة فض اعتصام القيادة ومذابح دارفور، وغيرها من الجرائم التي ما زال الكثير من مرتكبيها طلقاء ويمارسون المزيد من الفظائع في السودان.

إتهمت القوات المسلحة السودانية، عبر بيان لها بتوقيع الناطق الرسمي بإسمها “قوات الدعم السريع”  “بإختطاف الوالي خميس ابكر وقتله”. كما ذكرت “المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن مقتل السيد خميس، بمن في ذلك من يتحملون مسؤولية القيادة. وقال “إلى جانب مسؤولية الجناة المباشرين، كان الوالي أبكر معتقلا لدى قوات الدعم السريع وكانت مسؤوليتهم تحتم إبقاءه آمنا”.

السؤال الاكثر إلحاحا اليوم لعامة الناس، هو كيفية السيطرة على الأوضاع في الجنينة، ومنع تمددها حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه رغم تجاوز عدد القتلى والجرحى حاجز ال(5) ألف غير الالاف من الفارين إلى تشاد. ومع التصعيد في وسائط التواصل، والتعبئة الاجتماعية، يبدو أن مصير رواندا ينتظر اهل الجنينة ودارفور لو بقيت الجيش السوداني والحركات المسلحة في حالة إنتظار.

دور الجيش

القوات المسلحة في كل دارفور لا تتحرك إطلاقًا، وهي في حالة دفاع مستميت عن مناطقها العسكرية الرئيسية في حواضر الولايات الخمس، بعد ان أخلت أغلب حامياتها فى المحليات، وفي ذات الوقت إستمر الدعم السريع هجماته  ونهب الأسواق وممارسة القتل وتشريد المواطنين بنصب بوابات النهب في الطرق وسط صمت مطبق من الجيش الذي يبدو أنه لا يأبه لحال المواطن ولسان حاله يقول “كل حد يحمي نفسه”. ولذلك عمليًا فان الجيش لا دور له علي الأرض في دارفور، حسب ما يراه الكثير من المراقبين.

كما تحكمت مليشيات الجنجويد على السلع الغذائية التي زادت أسعارها أضعاف مضاعفة بعد سيطرتهم على محطات الوقود، ومخازن المواد الغذائية، وفرض رسوم عشوائية على كل السلع، مما ساعد في زيادة أسعارها أضعافا مضاعفة.

حركة نزوح جنوبًا

تخرج يوميًا من مدينة نيالا مئات الشاحنات محملة بالأسر التي ضاق بها حال الحياة متجهة نحو دولة جنوب السودان بحثًا عن الأمان والغذاء بعد أن توقفت عجلة الحياة في أغلب مدن دارفور بسبب تمدد الحرب، إتساع رقعتها، التضيق على المواطنين، وحرمانهم من الزراعة، والارتفاع الجنوني في الأسعار، لذلك من المتوقع أن تستمر عملية النزوح إن لم تتوقف الحرب.

بلا كهرباء بلا اتصالات
بعد خروج ولايات غرب ووسط دارفور من شبكات الاتصالات الثلاث بصورة كاملة خاصة خروج شبكة سوداني منذ أكثر من شهر بسبب عطل فني اصاب مقر الشركة الرئيسي في نيالا اثناء المعارك، وهي الشبكة التي كانت تمد كل مدن دارفور حتى شرق تشاد. إضافة لخروج شبكة “ام تي أن” وتبقت الان شبكة زين فقط وهي أيضًا أصابها الضعف بعد نهب بطاريات الطاقة الشمسية التي تدمها بالطاقة، إضافة إلى نهب خزانات الوقود التي تشغل المولدات ولم يتبقي مصدر طاقة أخري غير الكهرباء العامة التي هي أيضًا متذبذبة بسبب شح الوقود.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات