الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةعالمإفريقياعالقون بين "تسني" و"أسمرا"... معاناة ممتدة للسودانيين في إرتريا

عالقون بين “تسني” و”أسمرا”… معاناة ممتدة للسودانيين في إرتريا

جبراكة نيوز- محمد الفاضل

يعيش آلاف السودانيين معاناة ممتدة منذ قرابة الشهر في دولة إرتريا الجارة، بعدما علق الكثيرون منهم في أثناء محاولة إكمال إجراءات الزيارة أو الإقامة لعدد من الدول التي حاولوا المغادرة إليها.

واتجه مواطنون سودانيون إلى دولة إرتريا في ظل توقف نشاط عدد من سفارات الدول في السودان؛ بسبب أحداث الحرب الدائرة، أبرزها المملكة العربية السعودية، والتي يقصدها السودانيون تاريخيا بأعداد كبيرة، بغرض الإقامة الدائمة كأسر أو بغرض الزيارة أو للعمل.

وتمثل إرتريا معبراً لعدد من الدول الأخرى في ظل زيادة كلفة تذاكر الطيران من داخل السودان نسبة للقيود والتكاليف الإضافية التي فرضتها شركات الطيران العالمية على الرحلات من السودان كونها آتية من منطقة نزاعات.

ويتسنى للسودانيين الدخول إلى الأراضي الإرترية عبر رحلة قصيرة تبدأ من مدينة كسلا شرق السودان إلى المعبر الحدودي بين البلدين، والذي لا يستغرق الوصول له أكثر من نصف ساعة، ما دفع بالسودانيين إلى اتخاذ الدولة الجارة الوجهة الأبرز في أثناء محاولة الوصول لمحطاتهم الأخيرة.

بداية الأزمة

فتحت إرتريا المعبر الحدودي على نحو مفاجئ في أعقاب الحرب، إذ ظل المعبر مغلقا لسنوات، كما سهلت الحكومة الإرترية إجراءات الدخول للسودانيين، فضلاً عن تقديم خدمات أخرى كالوجبات وبصات الترحيل التي تقدمها بشكلٍ مجاني للقادمين من السودان.

كانت الخطة بالنسبة للسودانيين تتمثل في الوصول إلى العاصمة الإرترية أسمرا، لإكمال الإجراءات عبر وكالات السفر المتخصصة بالنسبة للمغادرين إلى المملكة السعودية ومقابلة سفارة المملكة في إرتريا –إذ أغلقت السفارة السعودية مكاتبها في السودان في أعقاب الحرب-، أو السفر عبر مطار أسمرا مباشرة للمغادرين إلى دول أخرى.

في بدايات شهر نوفمبر الجاري تفاجأ السودانيون بتوقف الحكومة الإرترية عن منح السودانيين إذن الدخول إلى أسمرا بعد الدخول إلى إرتريا، حيث عزت الحكومة الإرترية ذلك نسبة للازدحام الكبير الذي خلفه تواجد آلاف السودانيين في العاصمة الإرترية.

وروى شهود عيان لـ “جُبراكة نيوز” عن أوضاع السودانيين هناك، حيث شاهدوا آلاف الأسر التي تقطن في العراء أو في المساجد في انتظار استكمال إجراءاتهم، والتي قال شهود العيان أن سبب عدم استكمالها يعود إلى الازدحام الذي خلفه تواجد السودانيين أمام أبواب الوكالات لحجز موعد لمقابلة السفارة السعودية عبر الوكالة المعنية.

وبلغت مدة إقامة أحد الأفراد الذين تحدثوا مع “جُبراكة نيوز” إلى أكثر من ثلاثة أسابيع داخل أسمرا، ما اضطره إلى العودة إلى مدينة كسلا مرغما مع أسرته البالغ عددهم أربعة أفراد.

وقال (م ص) أن احتياط الكلفة المالية التي قدرها للإقامة حتى انتهاء الإجراءات بدأت في النفاد، مبيناً أنه كان يضع خطة مالية لفترة لا تتجاوز عشرة أيام بحسب شهادات لمغادرين في الأيام الأولى، وهو ما تفاجأ بعدم حدوثه، بحسب ما قال لـ “جُبراكة نيوز”.

وأبان أنه مضطر لاستكمال سفر عائلته عبر أسمرا، نسبة لأن أوراق الزيارة المسبقة قد حُدِدِت بأن جهة الدخول للملكة هي دولة إرتريا.

وأضاف أن عدم توفر الإنترنت وصعوبة الاتصالات عقّد من أمر تواجدهم في العاصمة الإرترية، فضلاً عن كلفة المياه الغالية نسبياً كما قال. وتحصر السلطات الإرترية خدمات الإنترنت في مناطق محددة، ممثلة في “كافيهات” محددة في العاصمة الإرترية.

وعن أسباب تواجد السودانيين في العراء وفي المساجد، أفاد محدثنا أن ذلك يعود إلى أن معظم الفنادق قد امتلأت في أسمرا التي يبلغ عدد سكانها 358,100 نسمة، ما شكل ضغطاً على الخدمات والمرافق العامة بسبب تواجد السودانيين.

خطوات حكومية إرترية

 في ظل حالة الازدحام التي شكلها تواجد السودانيين في أسمرا، اتخذت الحكومة الإرترية قراراً بإيقاف أذونات الدخول “مؤقتا” إلى أسمرا، ريثما يتمكن عدد مناسب من السودانيين من مغادرة المدينة، بحسب إفادات مواطنين سودانيين هناك على لسان مسؤولين إريتريين.

ورغم ذلك لم توقف الحكومة الإرترية أذونات الدخول إلى أراضيها إلا أنها حصرتها في الوصول إلى مدينة تسني أو كرن، اللتين تبعدان مئات الكيلومترات من العاصمة أسمرا.

ويقول سودانيون هناك أن التواجد في المدينتين “مؤقتاً” لا يشكل حلاً للأزمة “بل تعقيداً لها” نسبة لانعدام الكثير من الخدمات فيهما، إضافة إلى ميقات عودة الدخول لأسمرا لا يعرف حتى الآن.

مُمُارسات عقّدت الأزمة

وأبان متحدثون لـ “جُبراكة نيوز” إن السلطات الإرترية سمحت استثنائيا لبعض القادمين لأسمرا عابرين، الذين كان من المفترض أن لا يقيموا في أسمرا، أي أولئك الذين حجزوا تذاكر سفر إلى دول أخرى خلاف المملكة العربية السعودية، لكن يقول البعض أن بعض الممارسات المخادعة عقدت الأزمة.

وأبانوا أن بعض الوكالات نشطت في حجز تذاكر “وهمية” بأسعار زهيدة لعدد من المواطنين السودانيين تُبين أن وجهتهم ليست المملكة السعودية، لتلغيها لاحقا بعد سماح السلطات الإرترية لهم -استثنائيا- بدخول أسمرا، ما دفع بالسلطات بعدم السماح بأي استثناءات بعد اكتشاف حقيقة التذاكر.

وحتى الآن لا تبدو هناك بوادر حل للأزمة، إذ ما زال آلاف السودانيين عالقين هناك، بينما يتعذر السفر عبر أي من الدول الأخرى نسبة لتكاليف السفر العالية خاصة للأسر، وكذلك يصعب السفر عبر السودان إلى أي من الدول التي تتطلب تأشيرة دخول مسبقة نسبة لتكاليف السفر العالية من السودان، ولصعوبة الإقامة في الدول التي تمثل خياراً ثانياً.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات