جُبراكة نيوز- آلاء محمد
ولاية الجزيرة- الحصاحيصا
في جولة داخل مركز إيواء النازحين بمدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة، قامت بها “جُبراكة نيوز” التقينا العديد من النساء، في محاولة لعكس الأوضاع التي تعانيها النساء، بشكل خاص في دور ومراكز إيواء النازحين
بينما يُعايش العالم هذه الأيام حملة “16 يوم من أجل مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي” التي تنظمها وتدعمها الأمم المتحدة، والتي تركز الجهود للارتقاء بوضع المرأة ومناهضة العنف الواقع عليها، يعشن نساء السودان واقعاً مزرٍ، نتيجة لما خلفته الحرب من أوضاع انعكست عليهن، فأضافت لمأساتهن المتمثلة في واقعٍ يعاني من مشكلات التخلف الاجتماعي –أضافت له مأساة جديدة، تمثلت في النزوح والتشرد، والافتقاد لأبسط مقومات الحياة، وفقدان الأمن والخصوصية.
وكحال الملايين من السودانيين الذين نزحوا وتشردوا جرّاء الحرب التي اندلعت في الخرطوم في الخامس عشر من أبريل الماضي، نزحن مئات النساء من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة، سواءً بصحبة أسرهن أو لوحدهن، والكثير منهن نزحن بصحبة أطفال لهن، حيث مثلت الولاية المتاخمة لولاية الخرطوم ملجأً لملايين المواطنين الذين فروا من ويلات حرب الخرطوم، فاستقبلت الولاية ما يزيد عن 3 ملايين نازح ونازحة، عبر تخصيص أكثر من 400 مركز إيواء في مختلف مدن الولاية.
معظم المراكز التي خُصصت للنازحين، تم تخصيصها عبر جهدٍ شعبي، في ظل غياب الدور الحكومي مع تعطل دولاب الدولة بسبب الحرب الدائرة، فنشط أثناء هذه الأزمة شباب وشابات لجان المقاومة ومتطوعين في محاولة تحويل عدد من المرافق العامة، كالمدارس والداخليات ومباني المؤسسات الحكومية، إلى مراكز لإيواء للنازحين، كما عملوا على محاولة سد احتياجات النازحين عبر الجهد الشعبي أو بالتنسيق مع المنظمات الإنسانية، ورغم ذلك فإن حال المراكز لم يرقَ إلى أن يمثل بديلاً ملائماً لفقدان المسكن، إذ يزدحم النازحون في غرف ضيقة، وفي بيئة تفتقد لأساسيات الحياة، مع غياب الكثير من الخدمات الصحية.
مركز داخلية كلية التربية بمدينة الحصاحيصا بولاية الجزيرة (121 جنوب الخرطوم)، هو أحد المراكز التي خصصها المواطنون والشباب بالمدينة لاستقبال النازحين، وتم افتتاحه منذ الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب في أبريل الماضي، وكان المركز عبارة عن داخلية مخصصة لطالبات كلية التربية.
الناظر للمركز سيدرك سريعاً مدى المأساة التي يعيشها النازحون هناك البالغ عددهم 841 نازحٍ ونازحة، 80% منهم من النساء والأطفال، بحسب إفادة مشرفين على المركز تحدثوا لـ “جبراكة نيوز“.
فمن نظرة أولى ستصطدم أعينك بغرف ضيقة، تكتظ بساكنيها، تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، كالإنارة أو المراوح، وأحياناً تنظر غرفاً دون شبابيك، وبيئة تحوي الكثير من النفايات متراكمة على الأطراف من ساحة المركز.
في تلك البيئة، استمعنا للعديد من الشكاوى، التي تركزت على عكس معاناة النساء في ظل هذه الظروف، والتي كانت عبارة عن شكاوى صحية، بالنسبة للعديد من النساء الحوامل والمرضعات، وشكاوى أخرى من انعدام الخصوصية وعدم ملاءمة المكان للحوجات النسائية.

أحدث التعليقات