جبراكة نيوز

كوستي- مهند مرشد

يواجه المصابون بأمراض الكُلى في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض أزمة صحية خطيرة بسبب نقص محاليل تعقيم ماكينات إزالة الشوائب من الدم، والتي يخضع للعلاج بواسطتها مرضى الفشل الكلوي وغيرهم ممن يعانون من مشاكل في الكُلى، ويعاني المركز الوحيد بالمدينة من نقص البدرة الطبية والكلى الصناعية والسيور التي تستخدم في عملية غسيل الكُلى، والعديد من المعدات الطبية اللازمة لإجراء عملية ما يتعارف عليه ب “غسيل الكلى” والتي يمثل عدم توفرها خطر يهدد حياة المرضى.

صعوبة في وصول الإمداد من بورتسودان

وبحسب مصادر طبية تحدثت لـ” جبراكة نيوز” فإن المحاليل الخاصة بعملية “غسيل الكلى” كانت منعدمة بشكل تام حتى الأربعاء الماضي، وتم توفير جزء قليل منها، قدّروا أنها ستكفي حتى يوم الأربعاء القادم فقط.

وأضافت المصادر أن الأزمة تعود لجملة من الأسباب، على رأسها صعوبة وصول الإمدادات الطبية من مدينة بورتسودان إلى ولاية النيل الأبيض، بسبب صعوبة الحركة والإمداد وتوقف عمليات الاستيراد وصعوبة وصول المساعدات الطبية في ظل الحرب التي تعانيها البلاد، كما أشارت المصادر إلى أن مركز غسيل الكلى بكوستي يقدم خدماته الطبية مجانا، مما يمثل تحدياً إضافياً في ظل الأوضاع الحالية.

حياة المرضى في خطر ومبادرات أهلية لإنقاذ الوضع

ويقول الشاب “م. أ”، والذي يرافق والدته ذات ال 55 عاما داخل المركز ل ” جبراكة نيوز” إن والدته تخضع لعملية غسيل الكلى مرتين في الأسبوع، وأضاف إنه مع سوء الأوضاع الأخيرة بالمركز بسبب نقص المعدات الطبية الأساسية واحتمالية انعدامها بالكامل، بات يشعر بالخطورة على حياة والدته، مشيرا إلى صعوبة الحصول على العلاجات المطلوبة بشكل فردي نسبة للأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي يعانيها المواطنون جراء الحرب.

وبحسب “م. أ” فإن أهالي المرضى قد قاموا بإنشاء مبادرة تحت اسم “جمعية أصدقاء مرضى الكلى” والتي تتكون من أهالي المرضى والمتطوعين، بهدف تقديم المساعدات لهم، عبر محاولة إيجاد طرق بديلة لسد النقص وحشد الدعم للمراكز العاملة في تقديم الخدمة.

وفي إطار جهود الجمعية، أوضح “م. أ” إنه قبل نحو أسبوع، وحينما كانت المحاليل منعدمة، قاموا بتكليف أحد أعضاء المبادرة بالذهاب إلى مدينة ودمدني لجلب الأدوية والمعدات الطبية اللازمة من مخزون مراكز غسيل الكلى هناك. ويوضح “م. أ” إن الدافع للاستعانة بمراكز ودمدني بالتحديد، هو علمهم بوجود كبير بتلك المراكز بعد خروجها من الخدمة بسبب سيطرة قوات الدعم السريع عليها في ديسمبر الماضي.

ويتابع “م. أ” أنه بعد وصول مندوب المبادرة إلى مركز غسيل الكلى بودمدني وجد قوة عسكرية تتبع لقوات الدعم السريع تسيطر على المركز، وطالبت القوة العسكرية بأوراق رسمية من حكومة ولاية النيل الأبيض، بالإضافة إلى دفع مبلغ 2.5 مليون جنيه للقوة المسيطرة على المركز.

وبحسب ما قال، فإن المبادرة قد قامت بإبلاغ وزير الصحة بولاية النيل الأبيض، والذي بدوره التزم بدفع المبلغ لقوات الدعم السريع عبر عضو المبادرة لجلب المستلزمات الطبية.

مناشدة بالتدخل العاجل واستخدام الطيران لإيصال المساعدات

وأعرب متحدث باسم المبادرة عن قلق “جمعية أصحاب الكلى” عن من أزمة عدم توفر الدواء والمعدات اللازمة، كما طالب الحكومة والمنظمات الدولية والمحلية، أن تساهم في توصيل المعينات اللازمة للمرضى من بورتسودان عبر الطيران، حتى يطمئنوا على سلامة مرضاهم، وفقا لما قال.

ويشار إلى أن ولاية النيل الأبيض بها خمسة مراكز لغسيل الكلى، أربعة منها قيد الخدمة وهي: كوستي، الدويم، تندلتي، وقد خرج عن الخدمة مركز القطينة بسبب الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها المنطقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.