الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةعالمإفريقيابين الصمود والأمل، تحديات اللاجئين السودانيين في أوغندا

بين الصمود والأمل، تحديات اللاجئين السودانيين في أوغندا

جبراكة نيوز

مقام كسار*

في الخامس عشر من أبريل/ نيسان 2023 وجد السودان نفسه في مأزق وحالة من عدم اليقين التام، إذ أدى الصراع إلى نزوح آلاف الأسر والأشخاص وتشتت المجتمعات المحلية.

ومع استمرار الحرب في السودان، لجأ عدد من السودانيين إلى دول الجوار وكانت أوغندا إحدى أكثر الوجهات تفضيلا للعديد من الأسر والأفراد التي قررت مغادرة البلاد، حيث تزايدت اعدادهم في اوغندا مع ازدياد رقعة الحرب وتمددها شيئاً فشيئاً في السودان.

ومن الأسباب التي جعلت عدداً كبيراً من السودانيين يفضلون دولة أوغندا، هو ذلك الترحيب العالي الذي أظهرته حكومة أوغندا عبر تسهيل عملية دخول اللاجئين السودانيين وتوفير الخدمات الممكنة لهم.

الحرب في السودان، اتسمت بالاضطرابات السياسية والعنف والتي نتجت عنها أزمة إنسانية كبيرة، إذ واجهت العديد من الأسر السودانية الخيار القاسي المتمثل في مغادرة منازلها بحثا عن الأمان والاستقرار. أوغندا، بتقاليدها العريقة المتمثلة في توفير الملجأ للفارين من الصراعات، حيث فتحت أبوابها للسودانيين، ووفرت لهم الفرص التي تؤهلهم لتأسيس سبل العيش والحياة الكريمة من جديد. ومع ذلك لم تكن الرحلة الانتقالية من السودان الي أوغندا سهلة بل كانت ومازالت مليئة بالتحديات.

هذا وشكل التدفق المفاجئ للاجئين ضغوطا على الموارد والبنية التحتية في المناطق التي استقروا فيها السودانيون. ومع ذلك، ورغم صدمة النزوح وفقدان المنازل والأحباء، فقد أظهر العديد من الأفراد والأسر السودانية قوة وتصميما لا يصدقان على إعادة بناء حياتهم الجديدة.

ومن الصعوبات التي تواجهه السودانيين هي، فقدان الدعم النفسي وقلة المنظمات والشركات التي تقدم الاستشارات والموارد التعليمية لمساعدة المجتمعات على التعامل مع الصدمات والآلام العاطفية والنفسية الناجمة عن الصراع.

لقد برز التعليم كمحور ومطلب أساسي للاجئين في ظل بحثهم عن توفير فرص لأطفالهم الذين تعطلت مساعيهم الأكاديمية بسبب الصراع، حيث ما ازال السودانيون يبحثون بحثاً حثيثاً عن مدراس وجامعات تستوعب قدرات أبنائهم لمواصلة المسيرة التعليمية التي انقطعت بسبب الصراع.

امتدت قدرة المجتمع السوداني على الصمود إلى ما هو أبعد من الاحتياجات المباشرة إلى التطلعات المستقبلية، فبرغم الظروف الصعبة التي يعانون منها حالياً، فهم لم يتوقفوا عن تأسيس  برامج ريادية.  كما انخرط العديد منهم في برامج التدريب المهني، لتمكين أنفسهم من إعادة بناء حياتهم والمساهمة في الاقتصاد المحلي، من خلال تزويد أنفسهم، وزملائهم من السودانيين بالمهارات والموارد التي يحتاجون إليها لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

ورغم أن التحديات الكبيرة، إلا أن هناك شعورا سائداً بالأمل داخل السودانيين في أوغندا بالتضامن بين المجتمعي والدعم الذي يتلقونه من إخوانهم الذين سبقوهم الي أوغندا. ورغم تلك الجهود، لا يزال الطريق إلى التعافي طويلا وشاقا بالنسبة للاجئين السودانيين في أوغندا. إن التأثيرات التي تركتها الحرب في نفوس السودانيين عميقة، ولا يمكن شفاء جراحات النزوح بين عشية وضحاها في ظل التعقيدات المصاحبة لمحاولات حل الصراع وبناء السلام في السودان.

ومن المهم أن يواصل المجتمع الدولي دعم أوغندا في جهودها الرامية إلى تقديم المساعدة للاجئين السودانيين. إذ تظل المساعدات الإنسانية وتمويل البنية التحتية والموارد التعليمية ضرورات حاسمة  لضمان الاندماج الناجح للسودانيين في المجتمع الاوغندي. ومن خلال الاندماج، يستطيع السودانيون ومضيفيهم الأوغنديون خلق مستقبل متماسك بأواصر الاخوة ومليئ بالأمل والقدرة على الصمود والعيش المشترك.

————————————
*مقام كسار- كاتبة سودانية مقيمة في أوغندا

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات