جبراكة نيوز – كمبالا

عيسى دفع الله

“حرماني من دراسة الهندسة التي كانت رغبتي، وذلك عندما أتى الأستاذ بقائمة الكليات التي يحرم على ذوي الإعاقة الدراسة فيها. لكني درست التربية رغم إنها مدرجة في ذات قائمة المنع” بتلك العبارات الحزينة افتتحت رئيسة اتحاد المعاقين في جنوب دارفور والمغنية زينب آدم صالح المعروفة ب (زوبة) حديثها في احتفائية منتدى الجذور للحوار الثقافي بقاعة هام تاور في كمبالا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

تطرقت فيها زوبة لقضايا ذوي الإعاقة والمشكلات التي يعانون منها والتي من بينها عدم قدرتهم للاعتماد على النفس. حيث زوبة، إن كل إعاقة لها خصوصية تميزها عن الأخرى، لأن الحقوق مختلفة بين الإعاقات البصرية والجسدية والسمعية.

وأضافت زوبة قائلة، أن هناك من يولد معاقا وهناك إعاقة أثناء الولادة وإعاقة ما بعد الولادة، وكشفت عن أن الإعاقات ما بعد الولادة مرتبطة بالتطعيم وشلل الأطفال.

حيث أشارت زوبة بأن في الفترة من 1991-1997 كانت جرعات شلل الأطفال غير متوفرة والدولة غير معترفة بوجود المرض، اما والسبب الآخر هو عدم تدريب الممرضات على تطعيم الأطفال مما تسببت في الإعاقات الحركية، فضلا عن تخفيف جرعة التطعيم ليصل لأكبر عدد من الأطفال.

وعن أسباب الإعاقات البصرية في جنوب دارفور أوضحت زوبة، أن هناك دودة تدخل في العيون وتسبب الإعاقات البصرية، وهذه الدودة كانت منتشرة في محلية برام والردوم.

إلى جانب أسباب أخرى منها إستخدام القطرات وعدم التعامل مع أمراض الطفولة مثل الرمد وغيرها بطريقة مسؤولة ومعالجة المشكلات في وقت مبكر.

وعن أبرز المشكلات التي يعاني منها ذوو الإعاقة أشارت زوبة إلى ضعف الشعور بالانتماء للمجتمع ومضايقات من الأطفال أثناء فترة الطفولة ونظرة الازدراء في المناسبات.

هذا بجانب الوصمة “أنت معاق إذن أنت منبوذ في المجتمع” وأضافت الإعاقة ليست وصمة أو عيبا يقلل من شأن الإنسان، ولكن عدم قبول المجتمع للمعاق يولد الشعور بالضعف والتوتر والتفكير من منطلق الإعاقة.

وأكدت زوبة أن المجتمع يصنع معنى الإعاقة ويحدد هو سوى أم غير سوى.
وطالبت زوبة، بضرورة تمكين ذوي الإعاقة من الوظائف والمدارس وتوفير إمكانية الوصول للمباني وغيرها.

حراك نسوي

الناشطة النسوية صباح يوسف، نددت بتعرض النساء ذوات الإعاقة للعنف بشكل أكبر، وقالت خلال حديثها في المنتدى إن ذوات الإعاقة يتم تعويضهن على أنهن ناقصات ويتم معاملتها كتمثال ويتناولونها في قصص التنمية البشرية بمفهومها البسيط.
وأضافت صباح، نحتاج لحراك نسوي جديد في السودان يقوم على إحترام النساء والأولويات المختلفة.

ميزانيات

واعتبرت الناشطة النسوية زينب ضرار، عدم ظهور ذوي الإعاقة في القوانين والسياسات وعدم تخصيص ميزانيات في التعليم والصحة لهم يشكل انتهاك لحقوقهم التي يجب على الدولة أن توفرها لهم.