جبراكة نيوز: النيل الأبيض/ مهند مرشد
احتضنت ولاية النيل الأبيض آلاف الفارين من جحيم الحرب المندلعة في السودان منذ عام، ومن بين ما احتوتهم الولاية المبدعون، الكتاب والمثقفون، الذي اتخذوها وجهة آمنة بعدما واجهوا عناء القصف والمدافع والترويع وتوقف طبيعية الحياة وانتشار الأمراض والجوع الموت والدمار بسبب القتال.
سعت “جبراكة نيوز”، لاستنطاقهم عن أثر الحرب والنزوح عليهم، وتعصمهم من الكتابة حالة الصدمة، رغم إثارة الحدث للكتابة الابداعية فيه، إلا أن وعيهم الإبداعي يرفض الانصياع لغواية الكتابة لأن ما حدث أكبر من ما يتصوره.
يصف الشاعر والمثقف عبد الله الزين في حديثه ل”جبراكة نيوز” النزوح بأنه حالة أقل ما توصف به هي الانتزاع من حالة السُكنى إلى التشرد واللا أمان، بالتالي أثرها بالغ القسوة، النازح في توهان وزوغان نفسي أشبه بالمرض والأعياء الروحي والبدني، ويتابع الزين: “النزوح إزاحة وجدانية وإن كان نزوحي لمدينة كوستي قد خفف هذه الأعراض”.
وفي تعليقه عن توقع نشوب حرب في الخرطوم قال: كنت أتوقع نشوب هذه الحرب في عاصمة السودان ومدنه وقراه وكل المؤشرات تقول ذلك، حالة التمليش والتجييش والخوف من نظافة الثورة وسلميتها التي أعيت أعداءها… ليس من بد لإيقاف كل ذلك إلا بهذا القبح الإنساني المسمى حربا.
وتابع: إمكانياتي الكتابة عن الحرب حالياً صعبة، أنا في قلب الحدث وبالتالي الرؤية تكاد تنعدم كمن يضع مرآةً على وجهه مباشرة؛ قطعاً لن يرى ملامحه، أحتاج بعض مسافة لأنظر فيها وفيَ لأكتب.
وفي رسالة وجهها للأطراف المتحاربة قال: “أوقفوا هذا النحر المجاني للشعب السوداني الذي يعاقب بلا جريرة”.
ويشار إلى أن عبد الله الزين صدر له كتاب “انجلينا تمثال الصمت” وهو نص ابداعي وكتابة حرة، ولديه ثلاثه دواوين لم تصدر بعد، وهو عضو مؤسس لجماعة عمل الثقافية التي عملت مبادرة مفروش المشهورة لبيع وتبادل الكتب بالخرطوم.

أحدث التعليقات