الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةاخبار السودانمدينة كوستي: مأساة الحرب وقساوتها بعيون الشعراء والكتاب والسودانيين

مدينة كوستي: مأساة الحرب وقساوتها بعيون الشعراء والكتاب والسودانيين

جبراكة نيوز: النيل الأبيض/ مهند مرشد

احتضنت ولاية النيل الأبيض آلاف الفارين من جحيم الحرب المندلعة في السودان منذ عام، ومن بين ما احتوتهم الولاية المبدعون، الكتاب والمثقفون، الذي اتخذوها وجهة آمنة بعدما واجهوا عناء القصف والمدافع والترويع وتوقف طبيعية الحياة وانتشار الأمراض والجوع الموت والدمار بسبب القتال.

سعت “جبراكة نيوز”، لاستنطاقهم عن أثر الحرب والنزوح عليهم، وتعصمهم من الكتابة حالة الصدمة، رغم إثارة الحدث للكتابة الابداعية فيه، إلا أن وعيهم الإبداعي يرفض الانصياع لغواية الكتابة لأن ما حدث أكبر من ما يتصوره.

يصف الشاعر والمثقف عبد الله الزين في حديثه ل”جبراكة نيوز” النزوح بأنه حالة أقل ما توصف به هي الانتزاع من حالة السُكنى إلى التشرد واللا أمان، بالتالي أثرها بالغ القسوة، النازح في توهان وزوغان نفسي أشبه بالمرض والأعياء الروحي والبدني، ويتابع الزين: “النزوح إزاحة وجدانية وإن كان نزوحي لمدينة كوستي قد خفف هذه الأعراض”.

وفي تعليقه عن توقع نشوب حرب في الخرطوم قال: كنت أتوقع نشوب هذه الحرب في عاصمة السودان ومدنه وقراه وكل المؤشرات تقول ذلك، حالة التمليش والتجييش والخوف من نظافة الثورة وسلميتها التي أعيت أعداءها… ليس من بد لإيقاف كل ذلك إلا بهذا القبح الإنساني المسمى حربا.
وتابع: إمكانياتي الكتابة عن الحرب حالياً صعبة، أنا في قلب الحدث وبالتالي الرؤية تكاد تنعدم كمن يضع مرآةً على وجهه مباشرة؛ قطعاً لن يرى ملامحه، أحتاج بعض مسافة لأنظر فيها وفيَ لأكتب.

وفي رسالة وجهها للأطراف المتحاربة قال: “أوقفوا هذا النحر المجاني للشعب السوداني الذي يعاقب بلا جريرة”.

ويشار إلى أن عبد الله الزين صدر له كتاب “انجلينا تمثال الصمت” وهو نص ابداعي وكتابة حرة، ولديه ثلاثه دواوين لم تصدر بعد، وهو عضو مؤسس لجماعة عمل الثقافية التي عملت مبادرة مفروش المشهورة لبيع وتبادل الكتب بالخرطوم.

الكاتب الهادي علي الرضي، حاصل على جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي عن مجموعته “فتازيا انثى الشط”. (جبراكة نيوز)؟ كوستي

والروائي والقاص الهادي علي راضي الذي أجبرته المعارك لترك منزله وذاكرته بالخرطوم، بحثا عن النجاة بصحبة أبنائه الثلاث، يعبر راضي عن حالة النزوح: “أن تخرج من منزلك قسرًا، من مكانك الحميم، الذي كنت فيه مستظلًا بدفء الأسرة – بالرغم من شظف العيش- لكنك مرتاح وتخطط حياتك وحياة أسرتك.. أن تخرج من هذه الأجواء قسرًا وتكون نازحًا، لا شيء أقسى من ذلك”.

ولفت إلى انه توقع الحرب منذ انقلاب اكتوبر 2021، لكنه لم يتوقعها بهذه البشاعة بحسب تعبيره.
وتابع “هذه الحرب نسفت مخيال المبدع.. المبدع يستلهم الأحداث من الواقع ويرفعها إلى منصة الفن مستصحبًا الخيال.. لكن واقع هذه الحرب تجاوز الخيال.. لذا، إن كان هنالك ثمة كتابة، ليس الآن”.

وفي رسالته للأطراف المتحاربة قال صاحب رواية “عسف العسس”، ليعلموا أن المد الثوري ما زال مستمرًا، وستحقق ثورة ديسمبر غاياتها في الحرية والسلام والعدالة، شاءوا أم أبوا.
ويذكر أن راضي حاصل على جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي عن مجموعته “فتازيا انثى الشط” وصدرت له مجموعتان ورواية واحدة، بينما عطلت الحرب صدور عملين اخرين.

والروائي ورئيس نادي القصة السودان محمد خير عبد الله
قال: “لم يكن يتوقع أن يحدث ما حدث، لست وحدي بل أكثر العقول ذات الميول السياسية لم تتخيل أن تجتاح عاصمة البلاد جحافل عسكرية لم ينجو منها حتى الجيش”.

مسترسلا بأن القلم والدبابة لا يتقابلان في ساحة واحدة، لابد من أن يفسح القلم المكان للدبابة لتفعل الحدث، والقلم يخزن ويخزن حتى يأتي وقته ليسجل ما حدث.
وتابع: لا أملك حق أن أهدي نصيحة لمتحاربين، في ساحة أجهلها، فقد أجترح شعار يدعو للحرب أكثر من السلم.
وصدر لمحمد خير مجموعة من الروايات من بينها “المانوس” و “الاغلف” وغيرها.

ومنذ انلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تعالت الأصوات المنبهة من اشتعال الحرب الأهلية في جميع مناطق السودان.
وتتدخل الحرب في السودان عامها الثاني وسط تعقيد الأوضاع وغياب للحلول التفاوضية، وخلفت آلاف القتلى وملايين المهاجرين من مناطقهم فرارا من عبثيتها.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات