الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةاخبار السودانمواطنون يواجهون ظروفا مأساوية في منطقة الجبال الشرقية بولاية جنوب كردفان بسبب...

مواطنون يواجهون ظروفا مأساوية في منطقة الجبال الشرقية بولاية جنوب كردفان بسبب الحرب

جبراكة نيوز/ خاص

جنوب كردفان – مهند مرشد

فرضت الحرب الدائرة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، منذ الخامس عشر من أبريل 2023، تأثيرًا بالغًا على حياة ومعيشة السودانيين ولا سيما سكان الجبال الشرقية بولاية جنوب كردفان. تسببت هذه الحرب في انعدام الأدوية الضرورية المنقذة للحياة، غلاء المواد الغذائية، أزمة الوقود، بجانب ضيق فرص كسب العيش الذي زاد من حالات السرقات للأسواق ومحلات شراء الذهب من قبل عصابات مسلحة.

ورسم مواطنون تحدثوا ل “جبراكة” صورة قاتمة ومأساوية للظروف القاسية التي يعيشونها في منطقة الجبال الشرقية بولاية جنوب كردفان.

قال المواطن موسى الشنبلي متحدثا لـ”جبراكة نيوز”، إن القطاع الصحي في الجبال الشرقية منهار، وأضاف إذا لدغتك عقرب تحتاج ليومين للوصول إلى أبو جبيهة حتى يتم إسعافك وذلك بسب ندرة وغلاء الوقود، بجانب وعورة الطريق وتكرار الصراعات الأهلية التي تحدث دائما وتخلق خطورة في التنقل من مكان إلى آخر.

وأشار الشنبلي، إلى أنه يمكن الحصول على تصريح للوصول إلى “كاودا” المدينة التي تسيطر عليها الحركة الشعبية شمال، حيث توجد بها رعاية صحية جيدة. وأضاف أن العائق التى تحدثنا عنها تدفع السكان دائما بالاكتفاء وبدرجة كبيرة بالعلاج البلدي.

وأوضح الشنبلي، أن سكان الجبال الشرقية معظمهم عمال وموظفي الدولة، لذلك إنعدام الرواتب يضيق عليهم الحياة، حيث  لا يكفي ما يزرعونه للاكل بحد الكفاف. وذهب الشنبلي، إلي أن السكان يواجهون أزمة كبيرة في توفير الوقود الذي يعتمدون عليه في تشغيل وسائل نقلهم للوصول إلي مناطق التعدين. لافتا إلى أن المراة في تلك المناطق لديها دورا كبيرا في تسيير أمور البيت، وهي تواجه العمل الشاق في التنقيب التقليدي.

وأكد الشنبلي أن العائد من التنقيب ضعيف جدا بسب مغادرة المستثمرين لمناطق التعدين بسبب الهشاشة الأمنية التي فاقمها وضع الحرب بحسب حديثه لـ”جبراكة نيوز”، وأن هذه الظروف وضعت النساء أمام مصير قاسي وزادت من معاناتهن فى الحصول سبل العيش الكريم.

وأكد المواطن (أ. د)، وهو تاجر يعمل في تجارة الصمغ عن تأثيرات السلبية الكبيرة للحرب في حصاد الصمغ وتجارته، وأرجع ذلك إلى عدم وصول التجار والعمال هذه السنة والذين يأتون من شرق السودان إلي الغابات بسبب المخاطر الناجمة عن الحرب، مما أثر سلبا علي حياة التجار والعمال المحليين الذين كانوا يعتمدون عليهم.

وفي ذات السياق، كشف تاجر آخر من مدينة القولات ل “جبراكة” بأن منطقة الجبال الشرقية تشهد غلاء شديدا سببه انعدام الوقود و وسائل الترحيل التي فاقمت من معاناة التجار والمواطنين بشكل عام. وأضاف قائلا إن سكان هذه المناطق يعتمدون على العمل في مناجم الذهب، ولكن الحرب طردت الكثير من المستثمرين وتوقفت المناجم عن العمل مما انعكس سلبا علي الأوضاع الاقتصادية للتجار.

منوها إلى أن هذه الظروف زادت من حالات السرقات المسلحة للمحلات التجارية، وخلق حالة من التخوف الدائم من التعرض لمثل هذه السرقات او التصفيات الجسدية في حالات المقاومة.

من أبرز مدن منطقة جبال الشرقية الواقعة في ولاية جنوب كردفان هي: كالوقي، التقولا، الليري شرق وغرب، ومدينة تلودي.

وحسب تقارير لمنظمة الصحة العالمية، “قد أعاق الصراع المستمر في السودان بشكل كبير قدرة مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان على الوصول إلى الإمدادات الطبية الطارئة الأساسية وتوصيلها إلى مناطق النيل الأزرق وجبال النوبة”.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات