جبراكة نيوز: عيسى دفع الله

في أمسية مؤانسة بمقهى آفروكوش بكمبالا، إستهل الروائي والكاتب السوداني منصور الصويم حديثه قائلا بأن تاريخ الرواية السودانية وآفاق تطورها مرت بثلاث موجات في سياق اسهامها الثقافي في التقريب بين المجتمعات السودانية.

أشار الصويم، إلى أن هناك تغيرات حدثت في كل موجة من الموجات، بحيث كانت الموجة الأولى بسيطة ومباشرة وهي مقتبسة من الرواية المصرية، منوها إلى أن اللغة عند الأجيال السابقة خشنة. أما المرحلة الثانية كانت مع عيسى الحلو والطيب صالح الذي عمل على بناء الشخصيات وأحداث تغيرات جديدة.

وذهب الصويم في أن الموجة الثالثة لتطور الرواية قد حصل فيها تحولا لغويًا عند صباح سنهوري، في روايتها فردايس، ورواية كربون لمحفوظ بشرى، ومازن مصطفى الذي عمل على اللغة في رواياته.

وأوضح الصويم، أن الرواية السودانية أسست لنفسها مكانة جيدة بمرور الأجيال، ويمكن القول أن حقبة التسعينيات شهد كما هائلا من السرد الروائي وإنتاجا كبيرا للروايات. حيث توقع الصويم أن تشهد الفترة المقبلة تطورا في لونية الرواية السودانية التي يمكن أن يعرفها القارئ بمجرد الاطلاع عليها.

وحول الدوافع التي جعلته يتجه للسرد الروائي، يقول الصويم، اتجهت لكتابة الرواية وأنا في حالة غضب من الظروف  والقبضة الأمنية “لنظام الكيزان” بحيث تنعدم فيها أدوات ومواعين للتعبير، واضاف أن المواعين الحزبية لا تناسبني.

وقال الصويم  “كنت ميالًا للدراما وكنت أحلم بذلك للعمل في التلفزيون والسينما لكني اتجهت للكتابة للتعبير عن غضبي وهو انطبع على الكثير من الشباب حتى اليوم”.
وحول الوضع الراهن  في السودان، يؤكد الصويم، مازلنا في غضب وصدمة وأتمنى أن أستطيع الكتابة عن تجربة الحرب ومعالجة إشكاليتها.

وأفاد الصويم، أن الكتابة الروائية عمل احترافي له دوافعه مثل الرياضيات تضع الخريطة وتستمر في إنجاز العمل.
وحول التابوهات في الكتابة الروائية نبه إلى أهمية كسرها لتوصيل الرسالة كما في رواية “الجنقو مسامير الأرض” لعبد العزيز بركة ساكن، التي كان الجنس عنصرا مهما لتعرية هذا الجانب من الأدب.
وفي المقابل، قال الناقد السر السيد، الذي أدار النقاش إن الرواية تتأثر بالظرف التاريخي والفترة الزمنية التي صدرت فيها أصداء لكتاب عالميين مثل ماركيز ونجيب محفوظ وغيرها.