جبراكة: غرب كردفان
مهند مرشد
يواجه النازحون من بابنوسة إلي “الكلاعيد”، أوضاعاً متردية بسبب العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي أجبرتهم بترك منازلهم الآمنة ليواجهوا مصائر شديدة البأس تحت ظلال الأشجار مع الجوع والمرض. يعيش ما يزيد عن خمسة ألف مواطن تحت ظروف البرد والمطر في الغابات، مع غياب الرعاية الصحية وتوفر الغذاء.
والمنطقة المسماه بـ”الكلاعيد”، هي منطقة زراعية صغيرة بها دونكي للسقيا، تقع جنوب مدينة بالبنوسة بولاية غرب كردفان وهي تفتقر لادني مقومات الحياة، حيث نزح إليها الكثيرون بعد احتدام المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت الناشطة الحقوقية والتي تقيم في المنطقة فاطمة احمد لـ”جبراكة نيوز”، إن الجميع كانوا يعيشون طوال فترة الشتاء، تحت الظلال التي يصنعونها بربط ملاياتهم بالأشجار للوقاية من البرد. ولفتت فاطمة إلى حدوث حالات وفاة جراء البرد للأطفال بسبب البرد وكثير من النساء أصبن بالأنيميا (مرض فقر الدم).
وتابعت فاطمة قائلة، الناس تجاوزت مرحلة والبرد القارص بانقضاء فصل الشتاء ولجأت لصنع مساكن صغيرة من خشب يسمى “الغبيش” مشيرة إلى انهم الآن سيواجهون خطر موسم الخريف الذي بدأ يهطل فعليا في مناطق كتيرة. وأضافت فاطمة بأن النازحين لايملكون ملتزمات (مشمعات) تقيهم من الأمطار، وقالت إن أبرز إحتياجات الناس ومطالبهم هي توفير المشمعات لمواجهة الأمطار في موسم الخريف.
وعن الوضع الصحي أكدت فاطمة أن هنالك غياب تام للرعاية الصحية والخدمات الصحية، لافتة بوجود طالبة تمريض واحدة تبيع بعضا من المسكنات، ومخفضات الحرارة ومضادات حيوية للأطفال، مشيرة بعدم وجود فحوصات طبية أو مقابلات للاطباء او توفر محاليل وريدية.
وتابعت فاطمة: “اللي يتمكن من السفر إلي المدينة بتعالج والما بقدر حا يموت هنا”. مؤكدة موت العديد من النازحين خاصة الأطفال بسبب انعدام الرعاية الطبية.
وعن أوضاع الحوامل كشفت الناشطة فاطمة معاناتهن مع الولادة، حيث يوجد قابلتين إثنين يجتهدن بقدراتهن المحدودة على عمليات الولادة “ويتركن الباقي على الله بحسب تعبيرها”.
وأكدت أنه لا توجد منظمات التي من ممكن أن تقدم المساعدات الضرورية لهؤلاء النازحين، وقالت “من يستطع من الرجال مطاردة الأسواق لجلب ما يستطيع لأسرته ومن لايستطيعون ويعيشون أوضاعا سيئة”. ونوهت فاطمة بأن الجيمع يعشون ظروفا إقتصادية طاحنة بسبب فقدان العمل ومصادر كسب العيش.
مازالت مدينة بابنوسة الواقعة في ولاية غرب كردفان، تشهد مواجهات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دون أن يحقق أياً من طرفي النزاع انتصاراً حاسما، الأمر الذي ساهم في تهجير ونزوح الغالبية العظمى من السكان إلى مدن وقرى أخرى هربا من جحيم المعارك.
أحدث التعليقات