جبراكة نيوز
تقرير- ابوبكر الصندلي
بعد توقف المفاوضات بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع أكثر من أربعة أشهر، يعيش والسودانيون والاوساط الإعلامية والصحفية علي المستويين الإقليمي والدولي بفارق الصبر ولهفة كبيرين لعودة واستئناف المفاوضات عبر منبر جدة. وحسب تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان توم بيريللو الذي كشف عن أن المفاوضات ربما تستأنف في الثامن عشر من ابريل بين طرفي الصراع. لكن ستظل عددا من الأسئلة في اذهان المراقبين والمهتمين بالشان السوداني في ظل الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل 2023، وهي حرب غير مبررة بل تعتبر حربا عبثية.
دور الوساطة والمجتمع الدولي
وارتكبت في هذه الحرب فظائع من طرفي الصراع تمثلت في: انتهاكات في حقوق الانسان، نزوح الملايين داخلياً إلي أماكن أكثر أمنا ولجؤ ملايين أخري إلي دول الجوار.
وفي سبيل ايقاف الحرب، مارست المجتمع الدولي ضغوطا لطرفي الصراع للجلوس في طاولة المفاوضات في مدينة جدة برعاية أمريكية والمملكة العربية السعودية الا أن المفاوضات توقفت لتعنت الطرفين.
حيث لجأ كل طرف لتسويق نفسه عب جولات أقليمية قامت بها كل من قائد القوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو افريقيا وعربياً. ولكن يبقي السؤال الابرز هو هل تتخطي الجولة القادمة من المفاوضات المرتقبة بين الطرفين الخلافات الاساسية التي بسببها تعثرت المفاوضات في جولاتها السابقة؟
مع الاشارة بأن الوساطات الدولية والاقليمية قد بذلت جهودا جبارة لعملية السلام من خلال دفع قادة سياسين، منظمات مجتمع مدني شخصيات عامة، صحفيين وقادة الرأي، قادة كفاح مسلح ولجان مقاومة.
آراء حول منبر جدة للتفاوض
قال الصحفي علاء الدين بابكر أن السودانين تعبوا من الحرب، والظاهر أن مدافع الطرفين ضد المواطن. وأضاف علاء الدين بقوله “إذا لاحظنا الطيران ضرب في دارفور ليست هناك اية ضحايا للدعم سريع وانما كل الذين ماتوا هم مواطنين وكذلك الانباء الوارد من الجزيرة تؤكد موت المواطنين دون العسكريين، بالتالي هذه الحرب مصممة ضد المواطن حسب قول علاء الدين”.
وقال علاء الدين أن الخاسر والنازح واللاجئ والذي فقد منزله هو المواطن، وعليه نحن كمواطنين حريصين علي إيقاف الحرب وأعتقد أن منبر جدة مؤهل لايقاف ذلك، لان الرباعية عندها يد في السودان واليات ضغط التي يمكن أن تضغط بها طرفي النزاع لإيقاف الحرب، وأضاف أنه بنظر للمفاوضات بتفاؤل.
في ذات السياق، قال الصحفي محمد أحمد موسي من ولاية شمال دارفور ،أن الجولة القادمة من المفاوضات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في جدة التي من المحتمل انعقادها في الثامن عشر من أبريل الجاري تعتبرخطوة في الاتجاه الصحيح.
وأشار محمد إن التفاوض يحتاج لارادة الطرفين للوصول لسلام دائم ومستدام في البلاد، أضاف محمد إن القضية الجوهرية في الوقت الحالي هي اسكات صوت البندقية ،لأن ماتمر به البلاد يتطلب فتح الممرات لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوداني. مؤكدا التفاوض في هذا التوقيت يعبر عن إرادة راسخة إن قضايا السودان لايمكن أن تحل بالبندقية بل بالحوار فقط يمكن أن تحل كل قضايا السودان المتجذرة.
وقال إن الحوار هو أنبل وأشرف الوسائل التي تحقق الاهداف، حيث أبان بأن الجوله القادمة ستحدث ردود فعل ايجابية. مضيفا بأن النقطة الأهم من هذه الجولة هي دخول أطراف جديدة في عملية الوساطة كمصر لعلاقتها الازلية بالسودان. وختم محمد حديثة بأن تحدث الجولة القادمة تاثير في حل مشكلة السودان وايقاف الحرب، وتابع نأمل ونتطلع الي سلام مستدام في السودان حيث قال أن عشم السودانين كبير في وقف الحرب مطالبا بإعطاء أولوية للوضع الانساني الحرج في البلاد.
ترحيب نائب القائد العام بجهود السلام
من جهة أخري رحب نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق شمس الدين كباشي في تصريحاته الاخيرة
في القضارف بجميع المبادرات الداعية للحل السلمي ،وفق شروطاً محددة.
أهل الفن- نحن رسل سلام
قال الفنان السيد يونس، المشهور بسيد الوكالة، وهو من مبدعي جنوب دارفور أن المفاوضات القادمة ستحقق تقدم إيجابي وقال إن الطرفين من جلدة ووطن واحد وداعيا الرجوع لصوت العقل. وأضاف يونس بأن الذي يحدث لا يشبه السودانين، لذلك نحن نتفائل خيرا في المفاوضات القادمة، لأننا رسل سلام ومحبة، نتمني أن يعم السلام البلاد.
نقابة الصَّحفيين ندعم أية خطوة داعية لوقف الحرب
وقالت هانم أدم، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين السودانين أن الجوله القادمة تعتبر خطوة مهمة يتطلع لها كل الشعب السوداني، لأنها يمكن أن تؤدي الي ترتيبات لايقاف الحرب. وأبان هانم ان نقابة الصَّحفيين السُّودانيين بدورها تعمل علي إيقاف علي الحرب منذ اندلاعها في الخامس عشر من أبريل 2023 ومازالت تدعوا الي إنهاء الحرب في البلاد وتعزيز التحول الديمقراطي. مطالبة بذل مزيد من الجهود لتخفيف من معاناة المواطنين. وقالت إن وقف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي يمثل لنا كصحفيين مصلحة استراتيجية، وكاشفة ان الحرب الدائرة حدثت فيها الكثير من الانتهاكات.
وأضافت هانم للأسف حتي المدن الامنه تمددت لها الحرب التي أجبرت نزوح الأهالي الي مدن اخري، في ظل الكثير من الصعوبات حيث توقفت الحياة تماما . وأكدت أن المواطنين هم من دفعوا ثمن هذه الحرب اللعينة التي شردت أكثر من سبعة ملايين شخص، منهم 1.5 مليون لجؤوا الي دول الجوار. وقالت حسب تقديرات الامم المتحدة أن السودان موعود بمجاعة كبيرة وهذه واحدة من الاشكاليات الكبيرة التي تتطلب وضعها في الحسبان.
وذهبت هانم قائلة: نلاحظ بأن رغم تحذيرات الامم المتحدة الا أن الكثير غير مهتمة الي خطورة الأمر الذي أدي الي توقف عددا من المصانع في الخرطوم والولايات وبالتالي توقف الانتاج، لذلك لابد من تسريع المفاوضات. وقالت هانم أنها تتوقع مفاوضات مختلفة تماما عن سابقاتها مع اعتبار كل إخفاقات الجولات السابقة ونقاط الخلاف. وقالت إن الوساطة ستستفيد كثيراً من النقاط الخلافية السابقة خاصة تحدي جدية الطرفين في أهمية التوصل لسلام وايقاف الحرب.
تصريحات عبدالفتاح البرهان
أحدثت كلمة القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق اول عبدالفتاح البرهان ردود فعل واسعة حول تاثيرها في الجولة القادمة للمفاوضات بمنبر جدة. حيث اعتبرها بعض محللون متعمدة لربك المشهد السياسي وإعادة الخطاب الحربي مجددا للواجهة. بينما يراها اخرون انها لم تحدث أي تاثير في خضم الضغط الدولي والاقليمي الرامي لوقف الحرب. بينما يري الآخرون أن الدعم السريع هو الأقرب للجنوح للسلم من خلال استجابتهم المتكررة للتفاوض من حين لاخر علي حد تعبير المراقبين.
أحدث التعليقات