الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةتقاريرنازحو النيل الأبيض.. نقص في المساعدات وأزمة مياه ودواء

نازحو النيل الأبيض.. نقص في المساعدات وأزمة مياه ودواء

النيل الأبيض: جبراكة نيوز

مهند مرشد

نازحون في النيل الأبيض الحياة على حواف الموت.

يعبر الكثير من النازحين بولاية النيل الأبيض عن انزعاجهم من التوزيع الغير العادل للمساعدات الإنسانية. إذ تصل بعض المراكز كميات كافية من المساعدات، بينما تعاني مراكز إيواء أخرى من نقص حاد في معينات الحياة الضرورية، ويرى البعض أن ذلك يرجع لسوء الإدارة من قبل الجهات المعنية بشؤون النازحين.

قال الناشط في العمل الطوعي محيي الدين يوسف لـ”جبراكة نيوز”، إن التنسيق وتبادل المعلومات عن احتياجات المستفيدين بين المنظمات والمهتمين بالعمل الإنساني ضعيف. وأضاف يوسف قائلا، يتسبب ذلك في تركيز الخدمات المقدمة من قبل المنظمات في أماكن محددة، بينما لا تصل المساعدات لأماكن أخرى بشكل جيد بسبب غياب المعلومات لدى الجهات المانحة.

ودعا يوسف إلى أن يكون هنالك تنظيم للعمل الإنساني وأن يحدث تشبيك للعاملين فيه، وتقديم المعلومات بدقة لوضع النازحين والمتضررين ليمكنهم من تقديم الإغاثة بشكل عادل بين المستهدفين.

ونوه إلى ضرورة تدريب النازحين ولجانهم المشرفة على المستوى الصحي والقانوني، وتوعيتهم في جانب الحماية ليساعدهم على عكس مشاكلهم للجهات المسؤولة وإدارتها.

قال النازح من ولاية الخرطوم والمقيم مع أسرته في أحد المراكز بمدينة كوستي بكري حسن لـ”جبراكة نيوز”، إنهم لا يحصلون على المساعدات بنفس القدر الذي تقدم لمراكز أخرى بالقرب منهم. وتابع: “السلة السعودية والقطرية أدوها لمراكز قريبة لنا ولم تصلنا نحن”.
وقال لابد من أن تكون هناك رقابة من قبل وزارة الرعاية الاجتماعية أو جهة أخرى عليا لضمان وصول المساعدات بشكل عادل لجميع المراكز، لافتا إلى أن جميع النازحين والمقيمين بالمراكز حاجاتهم متساوية ويستحقون وصول المساعدات.

ويرى الناشط في العمل الإنساني فرح عثمان، أن الأولوية كانت للنازحين الأوائل في مراكز الولاية، أما من وفدوا مؤخرا يواجهون مشكال الحصر وتقديم معلومات عن أعدادهم واحتياجاتهم للمنظمات المختصة.

ويرجع عدم حصول كثير من المراكز على المساعدات إلى مقدرة مشرفي المراكز في الوصول إلى الجهات المختصة، ولفت في حديثه مع “جبراكة نيوز”، إلى سوء الإدارة في بعض المراكز، مؤكدا أن بالولاية مراكز لا تصلها أي مساعدات عينية ولا حتى وجبة من أي جهة نسبة للأسباب المذكورة.

وتعتبر أكبر الاحتياجات التي تواجه النازحين في ولاية النيل الأبيض تدني الخدمات البيئية والصحية، مع حوجة ماسة للمواد الغذائية، بحسب ما قال نازحون تحدثوا لـ”جبراكة نيوز”.
وأشار يوسف الى إن أبرز المشاكل في معسكرات النزوح وتحديدا جنوب الولاية منطقة الجبلين، ووسطها منطقة الجزيرة أبا، حيث انتشر فيها أمراض بسبب نقص المياه وتلوثها، بالإضافة للأمراض المعروفة مثل الملاريا مع نقص في الرعاية الصحية.

وأضاف أن المياه سعرها مرتفع جدا، إذ يبلغ 1500 جنيه، ومتوسط الأسرة برميلا واحدا للاستهلاك اليومي  وهذا يعتبر تكلفة عالية بالنسبة للنازحين.

ولفت محيي الدين إلى أن النازحين يواجهون ضيق فرص العمل وهذه تؤثر على النواحي الاجتماعية، محذرا من تفاقم الوضع الاقتصادي في زيادة التفكك الأسري، زيادة عمالة الأطفال بالأعمال الشاقة التي تعرضهم لمخاطر الاستقلال، خاصة الأطفال الذين يعملون بالمنازل. وقال بأن غياب الدخل يخلق مشاكل في التغذية والصحة بجانب المشاكل النفسية الناتجة عن سوء الأوضاع الاقتصادية. كما أن البعض يعتمد على المهن الهامشية ذات العائد الضئيل حسب قوله.

وبالنسبة للوضع الصحي أكد يوسف عدم وجود مراكز صحية معينة ومجانية لتقديم الرعاية الصحية بالنسبة لكبار السن، أصحاب الأمراض المزمنة، المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، لافتا إلى الارتفاع الشديد لأسعار الأدوية في السودان التي يواجهها النازحون والسكان على حد سواء.

وتضم ولاية النيل الأبيض آلاف النازحين من ولاية الخرطوم منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، حيث تم ايواء النازحين، في المدارس. ولكن بعد دخول الحرب إلى ولاية الجزيرة نزح الآلاف أيضا إلى الولاية، ومازالت تدفق النازحون إليها من ولايات شمال كردفان والجزيرة، مستمرة.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات