الجزيرة: جبراكة نيوز
مهند مرشد
يتخوف سكان غرب المناقل بولاية الجزيرة من اقتحام قوات الدعم السريع لقراهم، مع تفاقم معاناتهم بسبب توقف الحياة الطبيعية جراء الحرب الدائرة منذ أبريل من العام الماضي. شح المياة الصالحة للشرب، انقطاع خدمات الكهرباء والاتصالات ضاعفت معاناة سكان تلك القرى في غرب المناقل بولاية الجزيرة.
وقال أحد أبناء قرية “ود النورة”، فضل حجب اسمه لـ”جبراكة نيوز”، إن قوات الدعم السريع تدخل القرية في يومي “الأحد والخميس” السوق المحلي بشكل راتب على متن سيارات وتمارس النهب وسلب وتهجير الموطنين.
وأضاف فرح الطاهر وهو أحد أبناء قرية “الكوة الجديدة”، لـ”جبراكة نيوز”، إن قريتهم والقرى المتاخمة لها أصبحت مهددة بشكل يومي باقتحام قوات الدعم السريع لها، لافتا إلى أن المطاردات التي يشنها الجيش السوداني بالأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران تسبب هي الاخري ترويع السكان.
وتابع الطاهر في حديثه لـ”جبراكة نيوز” “نتخوف من دخول قوات الدعم السريع مدينة المناقل التي يسيطر عليها الجيش السوداني، وبالتالي سيكون دخول قرانا الواقعة غربها سهلا لهذه القوات لتمارس النهب والاغتصابات.
وأشار إلى أن الهجرة والنزوح بسبب هجمات الدعم السريع لبعض القرى الواقعة غرب المناقل في تزايد مستمر. وأوضح فرح أن كل من إستطاع ماليا غادر القرية خوفا على نفسة وممتلكاته، ومن لا يملكون المقدرة على الخروج ظلوا مستسلمين في القرية.
وبحسب إفادات بعض السكان لـ”جبراكة نيوز”، نزح لهذه القرى أعداد كبيرة من ولاية الجزيرة، تم استقبالهم كنازحين في المنازل بحكم الروابط الأهلية. وأشاروا إلى أن المنازل في هذه القرى مكتظة بالنازحين، وإذا استمرت اقتحامات الدعم السريع سيتم فتح المدارس للنازحين، أو تكون الهجرة نحو النيل الأبيض.
وتابع الطاهر قائلا، أن الوضع الصحي في هذه القرى تعتمد على “قطع الغيار” وهي وحدات صحية توجد بالقرى لتقديم الخدمات الطبية البسيطة، حيث يلجأ السكان هنا إلى مستشفيات الجاموسي والماطوري وهي تفتقر الي كافة أجهزة الفحص والعلاج.
هذا ويتم تحويل المرضى إلى مستشفى المناقل، الذي يعتبر ذات تكلفة عالية مع انعدام الرواتب منذ بداية الحرب. وقال عدم توفر الدواء أصبح يهدد حياة المرضى، مضيفا بحدوث وفيات كثيرة بسبب عدم المقدرة لتوصيل المرضى لتلقي الخدمات الصحية المنعدمة في هذه القرى.
ومنذ منتصف ديسمبر العام الماضي سيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة وسط السودان، دون خوض معارك تذكر مع قوات الجيش السوداني.
وقالت لجان مقاومة ود مدني إنها وثقت مقتل ما يزيد عن 800 شخص بواسطة قوات الدعم السريع منذ دخلوها للولاية، بالإضافة الي أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين.
وقال بيان المقاومة الذي أطلعت “جبراكة نيوز” على نسخة منه، إن هذه القوات نهبت آلاف السيارات ومئات من الآلات الزراعية.
أحدث التعليقات