الأربعاء, أبريل 30, 2025
الرئيسيةاخبار السودانالفاشر: حشد وحصار.. مخاوف من انفجار الأوضاع

الفاشر: حشد وحصار.. مخاوف من انفجار الأوضاع

جبراكة نيوز

تقرير: عيسى دفع الله

أكثر من شهر وما يزال سكان مدينة الفاشر يعيشون في حصار فرضته قوات الدعم السريع بغية الهجوم على قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، وهي آخر حصون الجيش في إقليم دارفور بعد سقوط أربع فرق في نيالا وزالنجي والجنينة والضعين.

ومنذ خروج القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح عن الحياد وإعلانها قتال الدعم السريع الشهر الماضي كثفت قوات الدعم السريع هجماتها في محيط ولاية شمال دارفور وفرضت حصارا على عاصمة الولاية ما انعكس سلبيا على حياة 530 ألفا من النازحين الذين وصلوا مدينة الفاشر من مختلف مدن دارفور بعد اندلاع حرب 15 أبريل حسب إحصائيات منظمة الهجرة الدولية، فضلا عن الآلاف من النازحين القدامى في معسكرات النازحين.

قلق دولي

حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي من أن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرضون “لخطر شديد ومباشر”، وذلك مع تفاقم أعمال العنف والتهديد “بإطلاق العنان لصراع طائفي دموي في جميع أنحاء دارفور”.

وقبل أسبوع، قالت إديم ووسورنو مديرة العمليات بمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) إن “ثمة تقارير مستمرة بشأن معارك في الأجزاء الشرقية والشمالية من المدينة، ما تسبب في نزوح أكثر من 36 ألف شخص”، مشيرة إلى أن منظمة “أطباء بلا حدود” عالجت أكثر من 100 ضحية في الفاشر خلال الأيام الأخيرة.

وأضافت ووسورنو أن “العدد الإجمالي للضحايا المدنيين يرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير”، محذرة من أن “أعمال العنف تشكل خطرا شديدا وفوريا على سكان الفاشر، وهذا يهدد بإثارة مزيد من العنف في أجزاء أخرى من دارفور”.

حصار اقتصادي

يقول المصور محمد جمال، وهو أحد سكان مدينة الفاشر، لـ “جبراكية نيوز” إن المدينة محاصرة اقتصاديا والهدف تجويع المواطنين. ويؤكد جمال، أن البضائع والسلع الاستهلاكية تتم مصادرتها في الشوارع والطرقات المؤدية للمدينة.

وطالب جمال بضرورة تحييد السلع بجميع أنواعه وأهمها المواد الغذائية والمحروقات نسبة لأهميتهما القصوى في رفع حدة المعاناة عن كاهل المواطنين.

وأعاب جمال اهتمام القنوات العربية بصورة مبالغة مع معركة الفاشر كما يسمونها. وأضاف هذا المسلك الخطير ساهم في ازدياد المخاوف وسط المواطنين خاصة ذويهم بالخارج.
وأضاف نعم التوقعات تنذر بمعارك قد تكون هي الأشرس، ولكن هناك توقع آخر يقول إن الفاشر ستظل آمنة “ولا قامت للحرب قائمة هنا”، نسبة لتوازن القوى العسكرية، فقوة الدفاع قد تدفع بالمهاجم للانسحاب.

فصل دارفور

بينما يقول شادي علي، إن الدعم السريع أعد نفسه للهجوم على الفاشر منذ أكثر من شهرين، حيث قام بسحب قواته من كافة المناطق التي سيطر عليها في دارفور بل وحتى القوات التي كانت تهاجم بابنوسة قام بسحبها وتجميعها في الضعين تحضيرا لهجوم الفاشر.

وينفى شادي في حديثه لـ “جبراكة نيوز” فرضية فصل الإقليم ويؤكد عكس الآراء السائدة التي تقول بأن الهجوم على الفاشر هو بغرض فصل إقليم دارفور. وتضيف شادي “لا أرى أي مصلحة للإمارات في فصلها، في تقديري إنها محاولة لمساومة الشعب والجيش السوداني بإقليم دارفور بعد أن فشلت الخطة (أ) وهي إسقاط سلاح المدرعات في الخرطوم ومن ثم إجبار الشعب والجيش على التفاوض والقبول بعودة الدعم السريع إلى ما كان عليه قبل 15 أبريل.

لكن الآن تحولوا إلى الخطة (ب) وهي إسقاط مدينة الفاشر بسبب رمزيتها التاريخية كعاصمة للإقليم ومن ثم الدخول في تفاوض”.

ماذا تعني سيطرة؟

وحول إرهاصات الحرب يقول المحلل السياسي طارق العبيد لـ “جبراكة نيوز” حاليا تطوق قوات الدعم الفاشر من كل الاتجاهات ويعمل الجيش على إنزال جوي للذخيرة للفرقة العسكرية التابعة له ما يشير قطعا لمعركة وشيكة لا يعرف مدتها ولا نتائجها.

وعن سؤال ماذا تعني سيطرة الدعم السريع على الفاشر؟ يؤكد العبيد، أنه عمليا يصبح إقليم دارفور كاملا خارج سيطرة السلطة المركزية وهذا يطرح أسئلة عن تكرار سيناريو جنوب السودان من جديد؟
وحول من يدفع الثمن؟ يقول العبيد، إن ملايين النازحين بالفاشر و بمخيمات اللجوء في تشاد وفي ولايات السودان الأخرى يترقبون مستقبلا يزداد قتامة.

ودفعت اشتباكات الفاشر إلى تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة التي كانت مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد أعرب عن “قلقه العميق” إزاء هجوم وشيك تجهز له قوات الدعم السريع في السودان على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السبت.

وقال مجلس الأمن في بيان إنه يعرب عن “قلقه العميق إزاء الهجوم الوشيك لقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها” على مدينة الفاشر.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات