جبراكة نيوز
تقرير: مهند مرشد
راجت أنباء عن توقف خدمة الإنترنت الفضائي “ستار لينك”، في السودان بداية من 30 أبريل الجاري، ويعتمد على هذه الخدمة الكثير من سكان الولايات التي تشهد انقطاعا لخدمات الاتصالات بسبب الحرب، و بالتالي عدم الحصول على المعاملات المالية المرتبطة بالإنترنت.
قال (ع. ع)، من ولاية الجزيرة في حديث لـ”جبراكة نيوز”، إنه في حال توقفت خدمة “ستار لينك” سيقودنا ذلك إلى مجاعة لأننا في مدني نعتمد عليه في الوصول على الأموال عبر المعاملات البنكية القليلة التي تصلنا من المعارف خارج الولاية بحد تعبيره.
ولفت إلى أن جميع الأجهزة تسيطر عليها قوات الدعم السريع ولا يستطيع المواطنون الحصول على الخدمة الا مقابل دفع 3 آلاف جنيه لكل ساعة، مشيرا إلى أنه من النادر أن يدخل أحد في ود مدني للخدمة لغير غرض اتمام المعاملات المالية أو الاطمئنان على الأهل والمعارف خارج الولاية.
وأكد بأن الحاجات الضرورية من مأكل ومشرب متوفرة وهي في معظمها من البضائع التي تم سرقتها من أسواق المدينة. وأضاف أنهم يعتمدون في شراء احتياجاتهم على الأموال التي تأتيهم عبر الحسابات البنكية المختلفة وعن طريق “استار لينك”.
وأبدى نازح بولاية النيل الأبيض – فضل حجب اسمه، -تخوفه الشديد من توقف الخدمة التي قال إن بعض أفراد أسرته المقيمين في شرق النيل بولاية الخرطوم يعتمدون عليها في التحويلات التي يرسلها لهم بعد نزوحه من الخرطوم.
وقال إن بقية أسرته ليس لديهم أعمال وينتظرون تحويلاته التي تصلهم عبر خدمة الإنترنت الفضائي التي توفرها عناصر يتبعون للدعم السريع في شرق النيل، ولفت في حديثه لـ”جبراكة نيوز”، إلى أن هذه القوات تفرض نسبة 20% مقابل الحصول على الكاش وتابع: “الناس ما عندها حل غير السكوت على الظلم”.
وأوضح في حال توقفت هذه الخدمة سيكون مجبرا للذهاب لولاية الخرطوم لتقديم المساعدة المالية للأسرة، مستدركا خطورة الذهاب مع حمل مبلغ من المال مما يمكن أن يعرضه للنهب.
وبحسب إفادات وصلت لـ”جبراكة نيوز” من مواطنين في ولايتي الخرطوم والجزيرة تؤكد إرتفاع سعر الحصول على ساعة من الخدمة المقدمة إذ تتراوح ما بين 3000 إلى 4000 جنيه.
وقال التاجر بولاية جنوب كردفان المعروف بالشنبلي، إن توقف هذه الخدمة يعتبر كارثة تواجههم، وأكد أنهم لن يستطيعوا العمل لأنهم يعتمدون بشكل كلي على الخدمات البنكية بالهواتف التي لا تعمل إلا بخدمة الاستار لينك، في عمليات البيع والشراء.
وأشار إلى أنهم سيواجهون مشكلة أمنية لأن الأموال ستتراكم في المحلات وأن المباني في مناطقهم هشة وسهلة الكسر بواسطة الصوص والنهابين، ونوه في حديثه لـ”جبراكة نيوز”، إلى أن ظروف الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد يشكل خطورة بالنسبة لحمل مبالغ كبيرة لشراء البضائع من الأسواق.
وقال إنهم هو وزملائه في السوق بداوا يبحثون عن خطط بديلة تجعلهم يأمنون أموالهم وعن كيفية استمرار عملهم، وأكد أن كثيرا من التجار إذا توقفت هذه الخدمة سيتوقفون عن التجارة الأمر الذي أعتبره كارثيا بالنسبة لهم وللمواطنين.
وبعد انقطاع الاتصالات في ولايات دارفور، كردفان وولاية الجزيرة والخرطوم، اعتمدت هذه الولايات على خدمة “استار لينك” وسيلة في التواصل وإجراء المعاملات البنكية.
ويعتبر توقف هذه الخدمة من أكبر المعيقات لوصول المساعدات للأفراد داخل المناطق التي تشهد انقطاع للاتصال، الامر الذي يجعلهم في عزلة تامة.
وكانت منظمة “حاضرين الخيرية” أكدت توقف خدمة الإنترنت عبر الاتصال الفضائي المعروفة بـ “استار لينك”، بنهاية شهر أبريل الجاري.
وقالت في بيان – أطلعت عليه “جبراكة نيوز” – إنها بحثت مع خبراء في مجال الاتصالات إمكانية التواصل مع الشركة المشغلة للعدول عن قرارها ومنح السودان حالة استثنائية نسبةً للظروف التي يمر بها.
وأضافت إنها بصدد البحث عن حلول بديلة لدعم المطابخ المركزية في ولاية الخرطوم، وتوفير الأموال اللازمة لتشغيلها قبل التوقف المتوقع للخدمة نهاية الشهر الجاري.
أحدث التعليقات