جبراكة نيوز- أبو بكر الصندلي
ناجية من دارفور تروي مأستها مع حرب السودان
تروي الناشطة في العمل الطوعي بولاية جنوب دارفور، سامية سيف الدين، حكايتها مع الحرب والأهوال التي مرت بها أثناء المعارك الطاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
تقول سامية “كنت برفقة مجموعة من النساء، إحداهن حامل، خرجنا للتسوق وجلب بعض الاحتياجات المنزلية من السوق التي لا تبعد كثيرا من المنزل. لم نكن نتوقع ونحن نسير في الطريق نتسامر أن تقع بالقرب منا دانة وتنفجر وسطنا، انهرنا كلنا على الأرض من شدة الانفجار. المرأة الحامل التي كانت برفقتنا أجهضت جنينها ونزفت حتى خفنا أن تموت في الشارع”.
تصمت سامية لثوان، وكأنها تحاول إبعاد الصور المؤلمة لما حدث لها مع رفيقاتها، ثم تواصل كلامها وتقول لـ”جبراكة نيوز”: “كان هناك شاب يمر بجوارنا في لحظة سقوط الدانة، وجدناه بعد الانفجار معلقا على فروع إحدى الأشجار، وقد أصيب عدة إصابات. امرأة أخرى كانت تسكن قريبا من المكان اتجهت نحونا سريعا، وبمساعدتها استطعنا أن نتحرك ونحمل المرأة التي اجهضت جنينها ونتجه إلى أقرب المستشفى، بمساعدة رجل يعمل خفيرا في موقع قريب أيضا من مكان الانفجار”.
تقول سامية إنهم أخذوا المرأة المصابة وهي على حافة الموت، وهناك أجروا لها الإسعافات الأولية، مع غياب الأطباء، حيث انتظروا كثيرا إلى أن حضرت إحدى الطبيبات وقدمت الخدمة العلاجية اللازمة للمصابة، وتضيف: “بفضل الله تمكنا من إنقاذها وأخذها إلى البيت وهي في حالة صعبة، وتم إجلاءنا نحن البقية بواسطة مجموعة من الشباب المتطوعين، وسط كثافة عالية للأعيرة النارية”.
تتذكر الناشطة سامية، تلك الأيام بكثير من الأسى والحزن، وتقول لـ جبراكة نيوز: “أما الحادث الثاني الذي شهدته وكان أقسى وأكثر ألما، فوقع لامرأة حبلى أيضا، كانت جارتي”.. تسكت مرة أخرى وتمسح دموعا بدأت بالتحدر على وجهها ثم تقول: “قتلتها دانة أمام المنزل. تركت طفلتها الصغيرة، ونحن الآن من نرعاها”.
تضيف سامية في حزن:
“هذه الحادثة أثرت علي نفسيا بشكل عميق ولا زلت أعاني من آثارها حتى الآن”.
يذكر أن مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور شهدت معارك عنيفة في الأشهر الأولى للحرب، قبل أن تسقط بيد الدعم السريع أواخر ديسمبر الماضي.
وجراء تبادل النيران المكثف والاسقاط المتبادل للدانات بين الجهتين المتقاتلتين توفي الكثير من سكان نيالا متأثرين بالشظايا والتدوين العشوائي للقذائف.
عام مر على اندلاع الحرب في السودان، قتل أكثر من 15 ألف مواطن سوداني، بحسب البيانات الرسمية للأمم المتحدة، وتشرد ما بين النزوح واللجوء أكثر من ثمانية ملايين سوداني، ويواجه ملايين السودانيين الآن خطر الموت جوعا إلى جانب التعرض للقذائق العشوائية وقصف الطيران.
وحذر مجلس الأمن الدولي قبل أيام من أن نحو 800 ألف مواطن معرضون للخطر في مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، التي تتعرض لحصار عنيف من قوات الدعم السريع، ويتوقع أن تشهد المدينة معارك دامية في حال نفذ الدعم السريع هجومها على المدينة.
الناجون والناجيات من حرب الجيش والدعم السريع، سواء من خرج من السودان ومناطق النزاع، أو من لا يزال داخل المناطق المشتعلة، يعانون من الآثار النفسية القاسية لما شهدوه من قتل وتدمير وفقدان لأقرب الناس إليهم.
أحدث التعليقات