جبراكة نيوز-أبوبكر الصندلي
منذ اندلاع الحرب في السودان في الخامس عشر من أبريل٢٠٢٣م وجد صحفيو إقليم دارفور أنفسهم في مواجهة ظروف استثنائية، تعرض حياتهم للخطر سواء بالقتل أو الاعتقال التعسفي أو الاختطاف القسري، وذلك لطبيعة الإقليم الخاصة ووضعه الحساس من النزاع.
توقفت الصحف ووكالات الأنباء التي كان يعمل بها صحفيو الإقليم لاسيما في العاصمة الخرطوم، مثلما أغلقت الإذاعات المحلية بولايات دارفور الخمس، ولم يعد أمام الصحفيين – مع ازدياد المخاطر – سوى التفكير في الخروج من مناطقهم، فنزح بعضهم داخليا إلى الولايات الآمنة، بينما فضل آخرون اللجوء إلى دول الجوار، في ظل ظروف معيشية صعبة جراء فقدان مصادر الرزق.
قتل وتشريد
تقول نقابة الصحفيين السودانيين إن عدد الصحفيين النشطين في إقليم دارفور تراجع لأقل من “60” صحفياً، وذلك بعد مرور عام على اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع.
رئيس رابطة صحفي وإعلامي دافور عزالدين دهب، قال لـ جبراكة نيوز: فقدنا اثنين من صحفيي دارفور منذ اندلاع الحرب، في مدينتي زالنجي والفاشر، كما تشرد أغلب الصحفيين وتعطلت كل المؤسسات الصحفية.
ويضيف: هذا عام الرمادة بامتياز للصحفيين السودانيين بشكل عام ولصحفيي دارفور بشكل خاص.
وتابع: “ندعو طرفي النزاع بإيقاف الحرب وأن لا يعاملان الصحافة كعدو لهما فالصحافة تعمل من أجل البحث عن الحقيقة”.
ودعا منظمات الأمم المتحدة العاملة في مجال الإغاثة أن هبوا لإنقاذ الجوعى والمشردين في السودان. كما دعا المؤسسات الإعلامية والصحفية بتقديم العون للصحفيين العالقين في مناطق النزاع وبالأخص بإقليم دارفور.
ووجه دهب مناشدة للصحفيين الموجودين على الأرض باتخاذ أعلى درجات الحذر من أجل سلامتهم وأمنهم.
خطاب الكراهية
وحسب تصنيف مراسلون بلا حدود للعام2024م لحرية الصحافة في العالم يتزيل السودان الدول المنتهكة لحرية الصحافة ويحتل المركز “149” محققا نسبة “١٧%” وتأتي النرويج في المرتبة الأولي باعتبارها الاكثر تحقيقا للحريات الصحفية في العالم للعام2024م.
في ذات السياق قال الصحفي بروفسيور خليل عبدالله علي لـ”جبراكة نيوز”: إننا نشارك الصحافيين احتفالهم باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو كل عام، وحال السودانيين وزملاء مهنة البحث عن المتاعب في ظروف بالغة التعقيد تتمثل في الانتهاكات الممنهجة وفق أسس عرقية وجغرافية وتحديات اقتصادية ونفسية والتفتيش والاعتقال دون مرعاة قدسية وشرف المهنة.
وأضاف: فضلا عن تزايد خطاب الكراهية والنعرات العنصرية وانتشار الاشاعات والأخبار المضللة حول الانتصارات الوهمية في الوسائط دون الوجود الفعلي على أرض الواقع، وقيام دعاة الحرب بالتشكيك ونسف كل بصيص أمل يخطوه المدنيون والمجتمع الإقليمي والدولي نحو إيجاد حل سلمي لحرب السودان العبثية.
من جانبها تساءلت الصحفية إنعام النور قائلة: “كيف نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة، وضمن أي معايير للحرية والأخلاق والإنسانية في ظل ما يترجم على أرض الواقع في السودان من اغتيالات واستهدافات للحقيقة وللقلم والصورة ، ووأد مكتمل الأركان للجسم الصحفي جراء ممارسات طرفي الصراع.
أحدث التعليقات