جبراكة نيوز – الرهد

غادرت “عائشة” برفقة أسرتها مدينة الرهد في ولاية شمال كردفان بسبب التفلتات الأمنية التي عمت المنطقة نتيجة للحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ أكثر من عام.

وقالت عائشة لـ”جبراكة نيوز” إن شبح الجوع وخوفها على أفراد أسرتها هو ما أجبرها على الخروج من بيتها والنزوح إلى مكان آخر بحثا عن الأمان وحاجاتهم الغذائية.

وأضافت النازحة عائشة إنها تخوفت من تعرض بناتها للاعتداء، بعد شيوع أنباء عن حالات اغتصاب في مناطق النزاع، لذا خرجت بهم نحو مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض.

وعن الأوضاع المعيشية في مدينة الرهد قالت “ملوة” الذرة وصلت 3 آلاف جنيه وطحنها بمبلغ 700 جنيه”، موضحة أنهم بلا عمل يساعدهم على مواجهة غلاء الأسعار، فلقد أصبحوا عاجزين عن توفير أبسط الاحتياجات.
وأوضحت عائشة أن قوات الدعم السريع تسيطر على السوق المحلي في الرهد، وتتحكم في بيع السلع، مشيرة إلى أن البضائع التي تأتي إلى السوق يتم نهب أجزاء منها وفي أحيان تنهب بالكامل.

وكشفت عائشة في حديثها لـ”جبراكة نيوز” أن الحاجة تدفع بعض النساء للعمل مع أفراد من الدعم السريع في غسل الملابس والطبخ وهو أمر عدته خطرا قد يعرضهن للاستغلال.

وأكدت أن الدعم السريع يفرض حظر التجوال في المدينة منذ الخامسة مساء حتى السادسة صباحا.
ومنذ مطلع مايو العام المنصرم سيطرت “الدعم السريع” بالكامل على محلية الرهد التي تبعد حوالي 30 كيلومترا من الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان.

وتقول آخر احصاءات الأمم المتحدة أن نحو 15 ألف مدني قتلوا نتيجة للنزاع الدائر في السودان منذ الخامس عشر من أبريل العام المنصرم، وأن نحو 8 ملايين سوداني نزحوا داخل السودان أو لجأوا إلى الدول المجاورة.

وتواجه النساء في السودان بشكل خاص أوضاعا مأساوية بعد الحرب، إذ تعرضن للاعتداءات والاغتصاب.

ووفقا للأمم المتحدة بلغ عدد تلك الانتهاكات ما يقارب 370 انتهاكا، أكثرها وقع في إقليم دارفور إذ بلغت 56 حالة عقب سيطرة قوات الدعم السريع على الإقليم.