جبراكة نيوز: مهند مرشد
أدى النزاع الدائر في ولاية شمال كردفان وتحديدا بمنطقة جبل الدائر إلى فرار مئات الأسر من جحيم الحرب المستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ونزحت إلى مدينة كوستي خلال الأسابيع الماضية ما يزيد عن 1000 أسرة، من قرى جبل الدائر بولاية شمال كردفان بحسب ما قال عضو غرفة طوارئ كوستي لـ”جبراكة نيوز” وذلك بعد احتدام النزاع بين الجيش والدعم السريع في الأسابيع الماضية.
واستقبل النازحون في بعض مدارس طرفية خصصت لهم بعد اكتظاظ المدارس بنازحي الخرطوم وولاية الجزيرة، والمدارس التي نزلوا بها هي مدرسة الكلية، حي 54، 64 ومدرسة الانقاذ مربع 2، مدرسة قوز السلام ومدرسة أبو شريف، بجانب عدد من المدارس المفتوحة سابقا وأضافوا لها عدد من الإسر.
بيئة خطرة
وقال عضو غرفة طوارئ النيل الأبيض كوستي (أ. أ)، لـ”جبراكة نيوز”، إن المدارس الطرفية تنعدم فيها البيئة المناسبة للسكن، لأنها مفتوحة وغير مسيجة ويمكن أن تكون فيها خطورة نسبة لانتشار الجريمة في بعض الأحياء، ويسهل عدم السياج عمليات السطو من قبل مرتادي الإجرام، وعدم السياج يجعل الأسر مكشوفة وهذا شيء عرفيا يعد غير لائق بالنسبة للأسر، وأضاف: كما تنعدم في هذه المراكز المرافق العامة أو بها مشاكل كبيرة تجعلها غير صالحة للاستعمال.
وكشف عضو الغرفة في حديثه لـ”جبراكة نيوز”، عن مشاكل بيئية في المدارس مشيرا إلى أن الأسر تفتقر للسرائر والفرشات للنوم، وإضافة لنقص في أواني حفظ الماء ونقله.
وأوضح بأن كل الأسر النازحة يواجهون صعوبة الحصول على المواد الغذائية، لافتا للظروف الاقتصادية المعروفة المصاحبة لحالات النزوح.
وكشف عن انعدام دواء مرضى الضغط والسكري، وكذلك غياب الرعاية الصحية للأطفال في المراكز، ولفت إلى أن ارتفاع درجة الحرارة التي تعيشها المدينة هذه الأيام قد يؤدي إلى الإصابة بالسحائي، أو أمراض ذات صلة بسخونة الجو، وكذلك غياب الرعاية الصحية بالنسبة للحوامل في مراكز الايواء.
وأوضح أن عددا كبيرا من المنظمات الانسانية أوقفت منذ فترة أعمالها تحسب لاندلاع المعارك داخل مدن الولاية الرئسية، غياب المنظات التي تعم في الدعم النفسي والحماية.
ودعا عضو الغرفة المنظمات لتكثييف جهودها في تخفيف معاناة الأسر والأفراد في معسكرات النزوح.
ويذكر أن عدد مراكز الايواء في مدينة كوستي وصل منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 104 مركزا وهي في معظمها مدارس التعليم الأساسي بجانب بعض الداخليات الطلابية، وبعد معارك منطقة جبل الدائر فتحت 5 مراكز جديدة للسكن، بالإضافة لمجموعات كبيرة من النازحين من شمال كردفان اتجهت نحو معارفهم في المدن والقرى الآمنة.
تسول وارتفاع أسعار
وفي ذات السياق قال أحد العاملين في سوق محاصيل كوستي لـ”جبراكة نيوز”، إن كثيرا من نازحي كردفان إلى كوستي هذه الأيام يستعينون بشاحنات نقل المحاصيل في توصيلهم للمدينة نسبة لعدم كفاية وسائل النقل وعدم تمكن الأسر من تحمل مصروفات السفر عبر وسائل النقل المريحة، وتابع: “لما يصلوا السوق الشعبي كوستي بلقوا ما عندهم جهة يمشوا عليها بقعدوا في مظلات سوق المحاصيل”. وقال إن بعضهم تدعوهم الحاجة للتسول لتلبية احتياجاتهم الأولية من مأكل ومشرب.
يأتي ذلك والبلاد تشهد حالة غير مسبوقة في ارتفاع الأسعار المتأثرة بسعر الدولار المتصاعد بشكل يومي مقابل الجنيه السوداني.
وبحسب الأمم المتحدة فإن السودان يمثل حاليا أكبر أزمة نزوح في العالم، ويمكن أن يصبح قريبا واحدا من أسوأ أزمات الجوع، حيث يواجه أكثر من ثلث السكان، أي 18 مليون شخص، انعدام الأمن الغذائي الحاد. كما يشارف 5 ملايين شخص على حافة المجاعة في المناطق المتضررة من النزاع.
أحدث التعليقات