جبراكة نيوز- مهند مرشد

وسط كل القبح الناتج عن الحرب وتداعياتها، ووقوف الجميع حيارى إزاء ما يمكن تقدميه للمتضررين وللتخفيف عن ثقل حياتهم التي تحولت إلى جحيم لا يحتمل، لم يكن الفن بعيدا عما يجري، إذ برزت مبادرة أدبية، وأخرى فنية لتخفيف ما خلفته الحرب من أضرار.

بادر القاص والروائي الهادي علي راضي بعمل ورشة “أساسيات فن القصة القصيرة وتقنياتها” على منصة واتساب، ودعا المشاركين فيها لتقديم مساهمات مالية لم يحدد سقفا لها، تاركا الأمر للمقدرة المتاحة، وذلك لجمع المبلغ المتحصل لدعم “مطبخ مركزي” يقدم وجبة يومية لمراكز الإيواء بمدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، وكذلك لدعم شبكة عيادات علاج الوافدين في المنطقة نفسها، وقد لاقت المبادرة ترحيبا واسعا من قبل المهتمين.

دعم المطابخ

قال راضي عن مبادرته في حديث لـ”جبراكة نيوز”، إنها ذات بعدين، أولهما معرفي يتمثل في تقديم مادة تريفية في فن القصة القصيرة ومساهمة في تمليك أدواتها للمشاركين، كما لها بعد إنساني يتمثل في حث المستهدفين للمساهمة في دعم مطبخ “منظمة كوستي للثقافة والتنمية”، المعني منذ ما يقارب العام بتقديم وجبة لعدد 22 مركز ايواء داخل كوستي، وكذلك توظيف نصف المساهمات لدعم مبادرة “شبكة العيادات المجانية لعلاج الوافدين”، التي درجت على تقديم خدمات صحية لصالح النازحين إلى ولاية النيل الأبيض.

وتابع راضي: “هذا ما نستطيع تقديمه في هذه اللحظة التاريخية من عمر البلاد”، وأشار إلى أن من واجبه أن يحاول تقديم شيء قدر المستطاع بتوظيف ما يمتلك من مهارة في هذا المجال وتقديم فائدة لآخرين وفي مقابل ذلك، دعم العمل الإنساني، وأضاف: “العمل الإنساني لا ينفصل بأي شكل من الأشكال عن البعد المعرفي”.

يذكر أن المبادرة تضم في المجموعة المخصصة لها على تطبيق واتساب ما يزيد عن 200 شخص ممن لهم علاقة بكتابة القصة القصيرة والمهتمين.

ويشار إلى أن الهادي علي راضي روائي وقاص حصل على العديد من الجوائز الأدبية العالمية منها والمحلية، وصدرت له مجموعة من الأعمال من بينها مجموعته القصصية “فنتازيا أنثى الشط” الحاصلة على جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي العام 2016، ومجموعة “عسف العسس”،  ورواية “فريق الناظر”، وغيرها من الأعمال المنشورة.

كما عرف راضي بتأسيس العديد من المبادرات الثقافية في السودان. وبعد اندلاع الحرب ظل يدعو لإيقافها، مع مساهماته الإنسانية في دعم النازحين في مراكز الإيواء.

حفل داعم

وفي جاتب آخر من جوانب الفنون أقام الفنان مازن حامد بالتعاون مع مؤسسة رتينة، ومنظمة حاضرين، في العاشر من مايو الجاري، حفلا جماهيريا كبيرا لتقديم مساهمات لصالح مطابخ مركزية في ولاية الخرطوم، وذلك في العاصمة المصرية القاهرة، ومنح كامل دخل الحفل لدعم المطابخ التي تقدم وجبات للمقيمين في مناطق النزاع ويواجه السكان فيها صعوبة في الحصول على الأساسيات الضرورية.

وقالت “رتينة” في تقرير للرأي العام نشر الأربعاء على صفحة المؤسسة بالفيسبوك إن عائدات حفل مازن حامد،  بلغت 30 ألف دولار أمريكي، تذهب جميعها لدعم المطابخ المركزية في السودان.

وأشار البيان إلى أن المبلغ المذكور جمع من دخل الحفل مبلغ 3 آلاف دولار، وتجمع الأطباء بأمريكا (سابا)، منحت المبادرة مبلغ 15 ألف دولار، وعبر الحملة الإسفيرية جمعت المبادرة من أشخاص دفعوا قيمة التذكرة دون حضور الحفل كمساهمة منهم مبلغ 12 ألف دولار.