الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةاخبار السودانوفق تسلسل زمني.. «أطباء بلا حدود»: لا مكان آمن في الفاشر شمال...

وفق تسلسل زمني.. «أطباء بلا حدود»: لا مكان آمن في الفاشر شمال دارفور

جبراكة نيوز: كمبالا

نقل نائب المنسق الطبي لأطباء بلا حدود في الفاشر، د. برينس دجوما سفاري، صورة قاتمة عما يجري في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش السوداني والقوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح المساندة له ضد قوات الدعم السريع والمليشيات المحلية المتحالفة معها.

وقال – وفق تسلسل زمني للأحداث بعد اندلاع القتال العنيف في الفاشر – إن المستشفى الجنوبي الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في المدينة استقبل مئات المصابين منذ احتدام القتال في 10 مايو، ففي خلال الأيام الخمسة التي تلت اندلاع المعارك يوم الجمعة 10 مايو استقبل المستشفى 454 جريحًا.

وأضاف د. برينس، في تغطية على موقع “أطباء بلا حدود، نشرت أمس الجمعة”  أن “56 شخصًا فارقوا الحياة متأثرين بجراحهم، بيد أن أعداد الجرحى والقتلى مرجّحة أن تكون أعلى من ذلك بكثير، فما زالت الاشتباكات شديدة وتمنع وصول الكثيرين إلى المستشفى.

وأشار إلى أن شمال دارفور كانت منطقة آمنة نسبيًا مقارنةً بمناطق أخرى من دارفور. لكن هناك اليوم قناصة في الشوارع، ويطال المنطقة قصف عنيف، ولم يعد في المدينة مكانٌ آمن.

مستشفى الأطفال

وأردف بالقول: “حين اندلعت الاشتباكات يوم الجمعة، اشتد القصف وإطلاق النار بالقرب من مستشفى الأطفال الذي تدعمه أطباء بلا حدود. هذا المستشفى ليس ببعيد عن قاعدة تابعة لقوات الدعم السريع حيث كانت القوات المسلحة السودانية تحاول تدمير المعدات العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع.

وقال: أن المستشفى آنذاك كان به نحو 115 طفلًا يتلقون العلاج إثر معاناتهم من مشاكل عدة كالملاريا والالتهاب الرئوي والإسهال وسوء التغذية. وحين بدأ القتال يقترب من المستشفى، أخلى معظم المرضى ومرافقيهم المكان بحثًا عن ملاذ آمن. فتوجه بعضهم إلى المستشفى الجنوبي من دون أن نعلم أين لاذ الباقون، مشيرا إلى بقاء 10 أطفال في وحدة العناية المركّزة، فيما بقي ثلاثة في وحدة المواليد الجدد. كما بقي الفريق الطبي والأطباء والممرضون في المستشفى لمواصلة علاج هؤلاء الأطفال.

وبين أن اليوم ذاته الذي شهد تلك الاشتباكات العنيفة، وصل 160 جريحًا إلى مستشفى الجنوب، بينهم 19 طفلًا و31 امرأة. وكان 25 من هؤلاء الجرحى في حالة مستعصية عند وصولهم وتوفوا متأثرين بجراحهم.

وواصل د. برينس في سرد الأحداث بقوله: تجددت الاشتباكات باكرًا في صبيحة اليوم التالي، وكانت قريبة من مستشفى الأطفال مرة أخرى، كما كانت عنيفةً للغاية. وقد سقط خلال القتال الكثير من شظايا القنابل على المستشفى. فانهار سقف وحدة العناية المركزة ومات طفلان نتيجةً لذلك. هذا واصيب الكثير من مرافقي المرضى وتوفي أحدهم وفقد آخرٌ ساقه.

تجدد الاشتباك

وقال د. برينس دجوما سفاري: وقعت اشتباكات عنيفة مرةً أخرى يوم الأحد وتلقينا 130 جريحا آخرين في مستشفى الجنوب. توفي 16 منهم متأثرين بجراحهم، فيما تواصل قدوم المزيد والمزيد من الجرحى في ظل استمرار القتال. يعمل المستشفى فوق طاقته وأمامه مهام هائلة. خضع بعض المرضى لعمليات جراحية، إلا أن هناك 40 آخرين ما زالوا ينتظرون.  منوها إلى أن الأوضاع إذا استمرت على حالها “فأخشى أن تنفذ منا الإمدادات الطبية اللازمة لتدبير كل هذه الحالات. القتال الدائر حاليًا يعني أننا غير قادرين على إدخال المزيد من الإمدادات، لذا فإننا بحاجة ماسة إلى إمكانية التحرك بأمان وإذنٍ من الأطراف المتحاربة كي يتسنى لنا أن نفعل ذلك”.

وأكد نائب المنسق الطبي لأطباء بلا حدود أن خروج مستشفى الأطفال عن الخدمة يعني خسارتنا مستشفى آخر في ظل شح المرافق الصحية العاملة في السودان أساسًا. كان مستشفى الأطفال الأصلي قد تعرض للسرقة في بداية الحرب، فأجلي الأطفال إلى المرفق الذي تضرر بفعل الضربة الجوية يوم السبت.

وقال: علينا اليوم أن نجد وسيلة نضمن بها استمرارية علاج الأطفال الذين تكون حالتهم حرجة. فمستشفى الجنوب مليء وبالتالي فإن الأطفال الذين نُقلوا إليه الجمعة موجودون في مرفق مكتظ للغاية، علمًا اننا نبحث في كافة الخيارات، لكن ما من حل فوري في الوقت الراهن.

وأوضح نائب المنسق الطبي لأطباء بلا حدود، أن القتال قد خلف آثارًا مدمرة على حياة السكان المدنيين. ولا بد أن تتذكر الأطراف المتحاربة التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني الذي ينصّ على حماية المدنيين والمرافق والطواقم الصحية.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات