الأربعاء, أبريل 30, 2025
الرئيسيةاخبار السوداناقليم دارفورهل فشلت الدعم السريع في السيطرة على آخر قلاع الجيش بدارفور؟

هل فشلت الدعم السريع في السيطرة على آخر قلاع الجيش بدارفور؟

 تقرير: عيسى دفع الله

يبدو أن قوات الدعم السريع فشلت في السيطرة على آخر معاقل الجيش السوداني في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد هجمات استمرت زهاء الأسبوعين لم تفلح خلالها في اختراق دفاعات المدينة المُحصنة بشباب المقاومة من المستنفرين أبناء المدينة إلى جانب ترسانة من قوات القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح الموقعين على اتفاق جوبا للسلام.

أربع فرق

قبل حلول ديسمبر الماضي بسطت الدعم السريع سيطرتها الكاملة على أربع من ولايات دارفور بعد معارك شرسة مع الجيش الذي حوصر بمقراته وانقطع عنه الإمداد العسكري وجاع الجنود.

وحسب مراقبين بعد وصول قائد ثان قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو إلى دارفور دخل في مساومات مع الإدارات الأهلية التي بدورها تفاوضت مع أبنائها في الجيش وسحبتهم، الأمر الذي أجبر من تبقى على الانسحاب إلى الفاشر المدينة التي احتضنت كل الفارين من جيوش فرق الجيش بدارفور.

قصف خارجي

بعد أكثر من (10) محاولات لقوات الدعم السريع لاختراق دفاعات مدينة الفاشر من المحورين الشمالي والشرقي وصد الهجمات من قبل الجيش وحلفائه بعد تقدم محدود للقادمين تحولت الدعم لاستراتجية جديدة وهي قصف المدينة من الخارج بالمدفعية الثقيلة وصواريج (الكورنيت) مستهدفة معسكرات النازحين في (نيفاشا) و(أبوشوك) مما خلف قتلى وجرحى خلال أيام الاثنين، الثلاثاء، والأربعاء إلى جانب استمرار قصف المدينة عشوائيًا في مسعاها للسيطرة على آخر ولاية متبقية بدارفور.

 أيام عصيبة

مساء الأربعاء قال شهود عيان من الفاشر إن قوات الدعم السريع قصفت مناطق واسعة في القطاع الغربي للمدينة، وسقط عدد كبير من القذائف على منازل المواطنين مما أدى إلى نشوب حرائق في (7) منازل وتسبب الحريق في وفاة (4) من المواطنين وإصابة (13) آخرين ونزوح عشرات الأسر من منازلهم.

داخل المعسكر

أيام عصيبة يعيشها سكان الفاشر بسبب القصف العشوائي للأعيان المدنية، إذ سقطت قذيفة صاروخية في السوق الكبير (حجر قدوم) أدت لمقتل (5) من المواطنين في الحال وجرح العشرات.

ممر آمن

جددت منظمة أطباء بلا حدود دعوتها إلى أطراف النزاع في الفاشر إلى زيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة، وحماية المدنيين، والعاملين في المجال الصحي والمنشآت الصحية.

وأعلنت أطباء بلا حدود إجلاء بعض أعضاء فريقها الإداري من مدينة الفاشر، إلى مواقع أخرى داخل شمال ‎دارفور بسبب القتال العنيف المستمر في المدينة.

وأضافت في تعميم صحفي الثلاثاء إنه “لضمان سلامة فريقنا، تواصلنا مع جميع أطراف النزاع لإنشاء ممر آمن لهم للسفر عبره. كما سيعود فريقنا إلى المدينة عندما يصبح الوضع أكثر استقرارا، ولكن في هذه الأثناء، سيواصل الفريق العمل من موقعه بالتعاون مع وزارة الصحة في المستشفى الجنوبي، ‏حيث ندعم أقسام الجراحة والأمومة، وكذلك مساندة فرقنا في مخيم زمزم، حيث لا تزال جميع مرافقنا تعمل بكامل طاقتها”.

 غرف الطوارئ

المجموعات التطوعية في مدينة الفاشر فقدت أحد أفرادها الشابة ساجدة عبد المولى، التي صعدت روحها بطلقة طائشة أثناء أداء واجبها في المستشفى الجنوبي، ووسط التصعيد العسكري تتضافر جهود الشباب ويستمر عمل غرف الطوارئ والمبادرات الإنسانية لتقديم العون للأسر النازحة في الجانب الطبي بإجلاء الجرحى ورعايتهم وتوزيع المياه والوجبات الغذائية لمراكز الإيواء.

نزوح مرة أخرى

نزح النازحون مجددا من المعسكرات التي هجروا إليها مجبرين بعد اندلاع حرب 2003 م، ويقول الناشط الطوعي من مدينة الفاشر عبدالحفيظ الغالي: في مشهد مؤسف ومحزن نزح أغلبية المواطنين من معسكر أبوشوك للنازحين بالفاشر وخاصة البلكات الشمالية إلى مناطق مجهولة جراء إحداث يوم الأربعاء التي تعرض فيها المواطنون لإنتهاكات واسعة من قبل الدعم السريع تمثلت في النهب والسلب والتنكيل والضرب بالأعيرة النارية داخل منازلهم.

وأكد الغالي، أن تمركز الدعم السريع شمال معسكر أبوشوك أدى إلى تخوف النازحين خاصة بعد الانتهاكات التي ظلت تمارسها والقذائف التي تطلقها بصورة عشوائية داخل المعسكر.

 غارات جوية

سلاح الجو التابع للجيش السوداني كثف هجماته على مناطق تمركزات قوات الدعم السريع في الفاشر إلى جانب غارات على مناطق كبكابية ومليط التي يتدفق منها المقاتلون.  حسب بعض المراقبين، فقد أسهمت غارات الطيران في تخفيف الضغط على مدينة الفاشر وخلفت خسائر في صفوف الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها وهو الأمر الذي لم يحدث في أربع من فرق دارفور التي سقطت.

حيث لم يتدخل سلاح الجو إلا في الأيام الأخيرة من سقوط الفرقة 16 نيالا والفرقة 21 زالنجي مما يرجح فرضية صعوبة سقوط الفرقة السادسة مشاة في الفاشر التي يتحصن فيها عدد كبير من المقاتلين مع توفر عتاد حربي يوازي ما هو متوفر عند الدعم السريع مع تفوق الجيش بسلاح الطيران والحاضنة الاجتماعية.

بيد أن الأبواب تظل مشرعة للإجابة عن السؤال هل فشل الدعم السريع في السيطرة على آخر قلاع الجيش السوداني بدارفور؟

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات