حوارات: جبراكة نيوز
بابكر فيصل، باحث مختص بشؤون حل النزاعات ومحلل مهتم بالجماعات الإسلامية، وعضو الهيئة القيادية لتنسيقة القوى المدنية “تقدم” ويشغل رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي، وفاعل أساسي في المشهد السوداني وسط القوى المدنية التي تسعى لإيقاف الحرب.
حاورته “جبراكة نيوز” في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وتناولت معه مختلف القضايا حول الراهن السياسي وسير أعمال المؤتمر التأسيسي لـ”تقدم”.
حوار: عيسى دفع الله
*ما هو التقييم العام للمؤتمر التأسيسي لـ”تقدم” وما هي التحديات والعقبات؟
المؤتمر حسب تقييمنا حقق نجاحا كبيرا للغاية خصوصًا مع الصعوبات التي واجهت لجنة التحضير في الوصول للمؤتمر بعد التأخر لأكثر من مرة.
واجهتنا عقبات مرتبطة بالمسائل الإدارية وخروج المشاركين من داخل وخارج السودان والتواصل مع مختلف الأطراف والفئات، فكانت تحديات كبيرة لكن اللجنة التحضيرية قامت بعمل كبير استمر لأكثر من ثلاثة شهور وفي الأخير ظهر في الافتتاح أن نسبة الحضور قاربت الـ95% من المشاركين.
لقد كانت عملية حقيقية بدأت من القواعد وليست عملية صورية، التصعيد من مستوى المحليات إلى المستوى القومي والمشاركات الخارجية والمشاركات النوعية من مختلف الفئات المجتمعية وكلكم استمعتم في كلمات الافتتاح إلى المزارعين والرعاة ورجال الدين ورجال الأعمال…الخ.
أعتقد حتى الآن نحن راضين تماما عن ما تم ونتمنى في بقية الأيام وصولا إلى الجلسة الختامية وصدور البيان الختامي أن تسير الأمور بنفس الوتيرة إن شاء الله.
*ثم ماذا بعد المؤتمر، ما المتوقع؟
هناك هدفان رئيسيان من قيام المؤتمر:
الهدف الأول هو التركيز الكبير على المعاناة الإنسانية وظهر في اليوم الأول خلال الجلسة الأولى التي كانت مخصصة للموضوع الإنساني، نبرز فيه وجه “تقدم” المتقدم في التعامل مع القضية الإنسانية.
والهدف الثاني هو الرؤية السياسية لما بعد مرحلة المؤتمر والتأسيس واختيار الهياكل الدائمة لـ”تقدم” والرؤية – بإذن الله – ستشتمل على أمور كثيرة منها ما تم التركيز عليه بشكل كبير وهو مقترح قيام المائدة المستديرة بين الأطراف السودانية للوصول إلى النقاط المشتركة في القضايا الأساسية المرتبطة بإيقاف الحرب وانطلاق العملية السياسية.
الهدف الثالث هو إجازة النظام الأساسي وتكوين الهياكل الدائمة والثابتة لـ”تقدم” هذه هي الأهداف الرئيسية وباكتمالها ينتهي المؤتمر ونبدأ في المرحلة القادمة من حشد كل الموارد والطاقات من أجل إيقاف الحرب عبر وسائلنا المعروفة في التواصل الجماهيري مع كافة قطاعات الشعب السوداني والتواصل السياسي مع القوى السياسية والتواصل الدبلوماسي مع القوى الإقليمية والدولية.
*بالنسبة لتوسيع المشاركة هل من تصور لتحالف مستقبلي أم تبقى “تقدم” كما هي؟
السودان يحتاج الآن إلى أكبر جبهة مدنية تمثل قطاعات الشعب
قد تكون لاحظت حتى هذا المؤتمر ليس مثل الاجتماع الأول الذي تم في أديس أبابا في أكتوبر من العام الماضي، فمنذ ذلك التاريخ قررت “تقدم” أن تنفتح بالكامل على مختلف القوى السياسية والمجتمعية والشبابية وتنظيمات المرأة وكل مكونات المجتمع السوداني.
وفي الحقيقية مع القوى السياسية خلقنا حلقات تواصل مع الحزب الشيوعي ومع حزب البعث الاصل ومع حركة عبدالعزيز الحلو وحركة عبدالواحد ومع مختلف قوى الثورة، بحيث أن ندعوها للانضمام إلى “تقدم” أو في حال تعذر انضمامها تقدم تكون معنا في تنسيق قوي من أجل الوصول لمرحلة العملية السياسية، وقبل ذلك مقترح المائدة المستديرة حتى اللحظة طبعا قدمت لنا أكثر من 80 طلبا للانضمام ونظرنا فيها وأجزنا 20 طلبا وهم مشاركون الآن في المؤتمر التأسيسي وندرس بقية الطلبات ونحن منفتحون على كل الاضافات. نعتقد أن السودان الآن يحتاج إلى أكبر جبهة مدنية تمثل قطاعات الشعب السوداني، بالتالي لسنا منغلقين بل منفتحين على كافة السودانيين.
*الدكتور عبدالله حمدوك وقع إعلانا مع عبدالواحد نور من جهة وعبدالعزيز الحلو من جهة أخرى بصفته رئيس وزراء سابق وليس رئيس تنسيقية القوى المدنية “تقدم” كيف ترى ذلك؟
نتداخل مع القوى السياسية لجذبها لصالح الكتلة الديمقراطية المدنية الكبرى
هو في الحقيقة مواصلة لسؤالك السابق نحن في “تقدم” قررنا بأي شكل أن يجب أن نصل كل القوى السياسية والحركات وغيرهم من أجل الانضمام، ولذلك ما التزمنا بالشكليات مثلا حركة عبدالعزيز الحلو وافقت أن توقع معنا باسم “تقدم” والآن عندها وفد مشارك بصفة مراقب، حركة عبدالواحد رفضت وقالت إنها عندها رؤية أكبر من “تقدم” لذلك نحن لم نتمسك بهذه الشكليات وتم التوقيع، وهذا حيكون أسلوبنا في التعامل مع كل القوى السياسية ونحاول بأي شكل أن نتداخل معها على أساس أن نجذبها لصالح الكتلة الديمقراطية المدنية الكبيرة.
*الحركة الشعبية لم توقع معكم على الأجندة المطروحة من “تقدم”؟
هي وقعت على إعلان نيروبي وهو يمثل “تقدم” ولو به بعض الاختلافات الطفيفة لكن في مجمله الإعلان يمثل “تقدم” وهو في صالح تأسيس الرؤية الجديدة لما بعد الحرب، هنالك بعض الأمور الصغيرة – إن شاءالله – بعد ما نكون هياكلنا الدائمة سنواصل الحوار فيها مع الأطراف عبدالعزيز وعبدالواحد إلى أن نصل لاتفاق كامل.
*هل لديكم معلومات عن استئناف مفاوضات جدة؟
حتى اللحظة التي أتكلم معك فيها ليس هناك أي تفاصيل. نحن على تواصل مع الوساطة والمسهلين إلى يوم أمس المساء، لا جديد حتى الآن، ولم يتم تحديد بتاريخ معين لاستئناف المنبر لكن الجهود مستمرة ونتوقع أن يستأنف في الفترة القريبة القادمة.
نتوقع أن يستأنف منبر جدة في الفترة القريبة القادمة
*هناك حديث عن توسعة للمنبر؟
الحكاية طبعا لو تذكروا سلفا تمت في المفاوضات التي حدثت في المنامة، مفاوضات المنامة تمت بواسطة خمسة مسهلين هم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وجمهورية مصر والبحرين. وفي تصريح للمبعوث الأمريكي على هامش اللقاءات التي تمت في مؤتمر باريس ذكر أن الوساطة في جدة وافقت على توسيع المنبر بحيث أن يضم الإمارات ومصر.
ونعرف سلفا أن المنبر ضم الاتحاد الافريقي والايقاد منذ مفاوضات جدة الثانية في أكتوبر الماضي وبالتالي نحن بهذه المشاركة نكون مطمئنون بأن كل الأطراف الفاعلة والمؤثرة في القضية السودانية تكون موجودة في جدة.
*بعد عام من الحرب لا يزال الإسلامون فاعلين في المشهد؟
نعم واضح هم سيظلوا دعاة لاستمرار هذا النزيف الذي أشعلوه وليس من اليوم، فهم منذ قيام الثورة عقدوا العزم على أن يعرقلوا طريقها منذ مسيرات الزحف الأخضر ورفع سعر الدولار والمضاربة فيه وإطلاق عصابات “تسعة طويلة” وغلق الميناء …الخ مرورا بالانقلاب العسكري الذي تم في 25 أكتوبر وصولا إلى الحرب ويريدون استمرارها حتى تتم مكافأتهم بأن يصبحوا جزءا من العملية السياسية وهذا ما نرفضه تماما نحن في “تقدم”.
الإسلاميون لن يكونوا جزءا من العملية السياسية وهذا ما نرفضه تماما في “تقدم”
*المؤتمر الوطني ما يزال فاعلا في المشهد كيف ترى ذلك؟
المؤتمر الوطني ليس حزبا سياسيا طبيعيا، حزب عنده كيانات مسلحة وكتائب ومليشيات الآن في هذه اللحظة تحارب على الأرض، البنيان المرصوص والبراء والفرقان والخ…. هذا حزب عنده نواة صلبة موجودة في القطاع الأمني والعسكري وجهاز المخابرات والشرطة والجيش، هذا حزب عنده تمكين، بدأنا نقلل من دوره في فترة الحكم لكنه عاد بعد الانقلاب بالكامل والآن يسيطر على جهاز الدولة وعلى بيروقراطية الحكم في السودان.
المؤتمر الوطني حزب لديه نواة صلبة في القطاع الأمني والعسكري
أحدث التعليقات