الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةاخبار السودانحوار: بابكر فيصل لـ«جبراكة نيوز»، جهات إقليمية ودولية تسعى لإشراك المؤتمر الوطني...

حوار: بابكر فيصل لـ«جبراكة نيوز»، جهات إقليمية ودولية تسعى لإشراك المؤتمر الوطني في السلطة

حوارات: جبراكة نيوز

بابكر فيصل، باحث مختص بشؤون حل النزاعات ومحلل مهتم بالجماعات الإسلامية، وعضو الهيئة القيادية لتنسيقة القوى المدنية “تقدم” ويشغل رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي، وفاعل أساسي في المشهد السوداني وسط القوى المدنية التي تسعى لإيقاف الحرب.

حاورته “جبراكة نيوز” في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وتناولت معه مختلف القضايا حول الراهن السياسي وسير أعمال المؤتمر التأسيسي لـ”تقدم”.

حوار: عيسى دفع الله

*ما هو التقييم العام للمؤتمر التأسيسي لـ”تقدم” وما هي التحديات والعقبات؟

المؤتمر حسب تقييمنا حقق نجاحا كبيرا للغاية خصوصًا مع الصعوبات التي واجهت لجنة التحضير في الوصول للمؤتمر بعد التأخر لأكثر من مرة.

واجهتنا عقبات مرتبطة بالمسائل الإدارية وخروج المشاركين من داخل وخارج السودان والتواصل مع مختلف الأطراف والفئات، فكانت تحديات كبيرة لكن اللجنة التحضيرية قامت بعمل كبير استمر لأكثر من ثلاثة شهور وفي الأخير ظهر في الافتتاح أن نسبة الحضور قاربت الـ95% من المشاركين.

لقد كانت عملية حقيقية بدأت من القواعد وليست عملية صورية، التصعيد من مستوى المحليات إلى المستوى القومي والمشاركات الخارجية والمشاركات النوعية من مختلف الفئات المجتمعية وكلكم استمعتم في كلمات الافتتاح إلى المزارعين والرعاة ورجال الدين ورجال الأعمال…الخ.

أعتقد حتى الآن نحن راضين تماما عن ما تم ونتمنى في بقية الأيام وصولا إلى الجلسة الختامية وصدور البيان الختامي أن تسير الأمور بنفس الوتيرة إن شاء الله.

*ثم ماذا بعد المؤتمر، ما المتوقع؟

هناك هدفان رئيسيان من قيام  المؤتمر:

الهدف الأول هو التركيز الكبير على المعاناة الإنسانية وظهر في اليوم الأول خلال الجلسة الأولى التي كانت مخصصة للموضوع الإنساني، نبرز فيه وجه “تقدم” المتقدم في التعامل مع القضية الإنسانية.

والهدف الثاني هو الرؤية السياسية لما بعد مرحلة المؤتمر والتأسيس واختيار الهياكل الدائمة لـ”تقدم” والرؤية – بإذن الله  – ستشتمل على أمور كثيرة منها ما تم التركيز عليه بشكل كبير وهو مقترح قيام المائدة المستديرة بين الأطراف السودانية للوصول إلى النقاط المشتركة في القضايا الأساسية المرتبطة بإيقاف الحرب وانطلاق العملية السياسية.

الهدف الثالث هو إجازة النظام الأساسي وتكوين الهياكل الدائمة والثابتة لـ”تقدم” هذه هي الأهداف الرئيسية وباكتمالها ينتهي المؤتمر ونبدأ في المرحلة القادمة من حشد كل الموارد والطاقات من أجل إيقاف الحرب عبر وسائلنا المعروفة في التواصل الجماهيري مع كافة قطاعات الشعب السوداني والتواصل السياسي مع القوى السياسية والتواصل الدبلوماسي مع القوى الإقليمية والدولية.

*بالنسبة لتوسيع المشاركة هل من تصور لتحالف مستقبلي أم تبقى “تقدم” كما هي؟

السودان يحتاج الآن إلى أكبر جبهة مدنية تمثل قطاعات الشعب

قد تكون لاحظت حتى هذا المؤتمر ليس مثل الاجتماع الأول الذي تم في أديس أبابا في أكتوبر من العام الماضي، فمنذ ذلك التاريخ قررت “تقدم” أن تنفتح بالكامل على مختلف القوى السياسية والمجتمعية والشبابية وتنظيمات المرأة وكل مكونات المجتمع السوداني.

وفي الحقيقية مع القوى السياسية خلقنا حلقات تواصل مع الحزب الشيوعي ومع حزب البعث الاصل ومع  حركة عبدالعزيز الحلو وحركة عبدالواحد ومع مختلف قوى الثورة، بحيث أن ندعوها للانضمام إلى “تقدم” أو في حال تعذر انضمامها تقدم تكون معنا في تنسيق قوي من أجل الوصول لمرحلة العملية السياسية، وقبل ذلك مقترح المائدة المستديرة حتى اللحظة طبعا قدمت لنا أكثر من 80 طلبا للانضمام ونظرنا فيها وأجزنا 20 طلبا وهم مشاركون الآن في المؤتمر التأسيسي وندرس بقية الطلبات ونحن منفتحون على كل الاضافات. نعتقد أن السودان الآن يحتاج إلى أكبر جبهة مدنية تمثل قطاعات الشعب السوداني، بالتالي لسنا منغلقين بل منفتحين على كافة السودانيين.

*الدكتور عبدالله حمدوك وقع إعلانا مع عبدالواحد نور من جهة وعبدالعزيز الحلو من جهة أخرى بصفته رئيس وزراء سابق وليس رئيس تنسيقية القوى المدنية “تقدم” كيف ترى ذلك؟

نتداخل مع القوى السياسية لجذبها لصالح الكتلة الديمقراطية المدنية الكبرى

هو في الحقيقة مواصلة لسؤالك السابق نحن في “تقدم” قررنا بأي شكل أن يجب أن نصل كل القوى السياسية والحركات وغيرهم من أجل الانضمام، ولذلك ما التزمنا بالشكليات مثلا حركة عبدالعزيز الحلو وافقت أن توقع معنا باسم “تقدم” والآن عندها وفد مشارك بصفة مراقب، حركة عبدالواحد رفضت وقالت إنها عندها رؤية أكبر من “تقدم” لذلك نحن لم نتمسك بهذه الشكليات وتم  التوقيع، وهذا حيكون أسلوبنا في التعامل مع كل القوى السياسية ونحاول بأي شكل أن نتداخل معها على أساس أن نجذبها لصالح الكتلة الديمقراطية المدنية الكبيرة.

*الحركة الشعبية لم توقع معكم على الأجندة المطروحة من “تقدم”؟

هي وقعت على إعلان نيروبي وهو يمثل “تقدم” ولو به بعض الاختلافات الطفيفة لكن في مجمله الإعلان يمثل “تقدم” وهو في صالح تأسيس الرؤية الجديدة لما بعد الحرب، هنالك بعض الأمور الصغيرة – إن شاءالله – بعد ما نكون هياكلنا الدائمة سنواصل الحوار فيها مع الأطراف عبدالعزيز وعبدالواحد إلى أن نصل لاتفاق كامل.

*هل لديكم معلومات عن استئناف مفاوضات جدة؟

حتى اللحظة التي أتكلم معك فيها ليس هناك أي تفاصيل. نحن على تواصل مع الوساطة والمسهلين إلى يوم أمس المساء، لا جديد حتى الآن، ولم يتم تحديد بتاريخ معين لاستئناف المنبر لكن الجهود مستمرة ونتوقع أن يستأنف في الفترة القريبة القادمة.

نتوقع أن يستأنف منبر جدة في الفترة القريبة القادمة

*هناك حديث عن توسعة للمنبر؟

الحكاية طبعا لو تذكروا سلفا تمت في المفاوضات التي حدثت في المنامة، مفاوضات المنامة تمت بواسطة خمسة مسهلين هم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وجمهورية مصر والبحرين. وفي تصريح للمبعوث الأمريكي على هامش اللقاءات التي تمت في مؤتمر باريس ذكر أن الوساطة في جدة وافقت على توسيع المنبر بحيث أن يضم الإمارات ومصر.

ونعرف سلفا أن المنبر ضم الاتحاد الافريقي والايقاد منذ مفاوضات جدة الثانية في أكتوبر الماضي وبالتالي نحن بهذه المشاركة نكون مطمئنون بأن كل الأطراف الفاعلة والمؤثرة في القضية السودانية تكون موجودة في جدة.

*بعد عام من الحرب لا يزال الإسلامون فاعلين في المشهد؟

نعم واضح هم سيظلوا دعاة لاستمرار هذا النزيف الذي أشعلوه وليس من اليوم، فهم منذ قيام الثورة عقدوا العزم على أن يعرقلوا طريقها منذ مسيرات الزحف الأخضر ورفع سعر الدولار والمضاربة فيه وإطلاق عصابات “تسعة طويلة” وغلق الميناء …الخ مرورا بالانقلاب العسكري الذي تم في 25 أكتوبر وصولا إلى الحرب ويريدون استمرارها حتى تتم مكافأتهم بأن يصبحوا جزءا من العملية السياسية وهذا ما نرفضه تماما نحن في “تقدم”.

الإسلاميون لن يكونوا جزءا من العملية السياسية وهذا ما نرفضه تماما في “تقدم”

*المؤتمر الوطني ما يزال فاعلا في المشهد كيف ترى ذلك؟

المؤتمر الوطني ليس حزبا سياسيا طبيعيا، حزب عنده كيانات مسلحة وكتائب ومليشيات الآن في هذه اللحظة تحارب على الأرض، البنيان المرصوص والبراء والفرقان والخ…. هذا حزب عنده نواة صلبة موجودة في القطاع الأمني والعسكري وجهاز المخابرات والشرطة والجيش، هذا حزب عنده تمكين، بدأنا نقلل من دوره في فترة الحكم لكنه عاد بعد الانقلاب بالكامل والآن يسيطر على جهاز الدولة وعلى بيروقراطية الحكم  في السودان.

المؤتمر الوطني حزب لديه نواة صلبة في القطاع الأمني والعسكري

وهذا الحزب تمكن خلال الـ(30) سنة من السيطرة على كل مفاصل الاقتصاد في السودان، وبالتالي إذا لم يكن هناك ضمان لتحجيم الحزب في كل هذه الأمور وتخلع منه هذه الامتيازات سنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة ولن نصل إلى ديمقراطية فاعلة، لذلك لن نستجيب للابتزاز وسنسعى مع جماهير الشعب وكافة القوى للضغط في اتجاه إبعاد هذا الحزب من أي عملية سياسية قادمة.

*هنالك تحركات دولية وإقليمية متمثلة في الاتحاد الأفريقي لعقد لقاءات مع المؤتمر الوطني؟

نحن طبعًا عندنا معلومات كاملة عن أن جهات إقليمية ودولية تسعى لإشراكهم، ونحن الآن في رؤيتنا السياسية كما ذكرت طرح  كامل وتصميم لعملية سياسية بأطرافها ومائدتها المستديرة وبكل ما يتعلق بالقضايا المفترض أنها تناقش، وبالتالي سنطرح هذا الأمر للشعب السوداني والقوى السياسية وكافة الفاعلين والمجتعين الإقليمي والدولي ولن نخضع لأي نوع من الضغوط، وقبل هذا أيام الحرية والتغيير حاولوا بمشاركة المبعوث الأممي في حينها فولكر ومشاركة البرهان وحميدتي وجماعة اعتصام ما يسمون أنفسهم بالكتلة الديمقراطية ونحن قطعاناها وفشلت، وهذا الأمر سيتكرر مرة أخرى إذا أصروا على إشراك الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، ونحن لن نخضع لأي نوع من الضغوط لجهات إقليمية أو دولية، وفي نفس الوقت نحن منفتحون على كافة القوى السياسية عدا المؤتمر الوطني حتى هؤلاء الذين يساهمون الآن ويشاركون في موضوع الحرب نحن ما عندنا مانع إذا أعلنوا وقوفهم مع وقف الحرب وعدم استمرارها وإنهم ينضموا إلى ركب العملية السياسية.

*المجموعات التي مع المؤتمر الوطني – التابعة للإسلاميين – هل يمكن أن تكون جزءا من منبر جدة؟

بأي شكل من الأشكال لا يمكن لأن هؤلاء مليشيات خارج إطار القانون، وهذه المليشيات حزبية، والآن التفاوض في منبر جدة بين طرفين الجيش والدعم السريع، إذا كل طرف يكون مليشيات جديدة وتقنن الفوضى، فوضى الكتائب وفوضى السلاح، وهذا الأمر سعينا منذ اندلاع الحرب، وبالتالي أي اتجاه لشرعنة هذه المليشيات مرفوض.

*ياسر العطا ذكر أنه ستفتح قاعدة عسكرية في البحر الأحمر؟

هذا الحديث في غاية الخطورة وعدم المسؤولية خصوصًا إنه يصدر من قيادة القوات المسلحة، هذا الأمر ليس ملكا القوات المسلحة، هذا الأمر ليس ملكا لقيادة القوات المسلحة، وهذا أمر مرتبط بالأمن القومي السوداني ومرتبط بمستقبل السودان، ولا يمكن أن يطلق الحديث على عواهنه هكذا في لقاء إعلامي عن فتح البلد لقواعد أمريكية أو روسية أو سعودية، هذا الحديث إذا صدر من أي جهة مدنية كانت لتم تخوينها، نحن نرفض هذا الأمر رفضا تام، لأنه يمس سيادة السودان الحقيقية واستغلاله، وهذا الأمر خاص بالشعب السوداني واستقلاله، ويبت فيه حين ينتخب جمعيته التأسيسية وتجرى انتخابات ويختار ممثليه الشرعيين ليقرروا في البرلمان في مثل هذه القضايا المرتبطة بالأمن القومي.

البيئة في السودان يمكن أن تكون مواتية لوجود الجماعات الإرهابية؟

نحن حذرنا منذ بداية الحرب أن هنالك مخاطر ثلاثة تمشى في التطور والآن وصلت ذروتها، الخطر الأول التدخل الإقليمي السالب في الشأن السوداني وكل دولة عندها مصالح تتدخل، والخطر الثاني هو ازدياد الانقسامات الجهوية والإثنية في السودان وخطاب الكراهية وتقسيم البلد، والخطر الثالث دخول الجماعات المتطرفة وهذا بدأ و”شفناه في قطع الرؤوس وأكل الاحشاء” ما إلى ذلك، والبيئة الآن في السودان جاذبة للجماعات المتطرفة لذلك نحن ندعو إلى وقف الحرب بأسرع ما يكون حتى نقدر نلحق بلدنا لأن السلاح أصبح في يد أي شخص يرتدي زي الجيش والدعم السريع، وبالتالي إذا لم يتم  وقف الحرب والانتقال بسرعة شديدة للعملية السياسية، وقبلها عودة المواطنين إلى منازلهم ورجوع الحياة الطبيعية بالتأكيد خطر الإرهاب ماثل  وواقع في أرض السودان.

حكومة بورتسودان تعمل على إلغاء الوثيقة الدستورية وقطعت شوط في إعداد دستور يحتوي فترة تأسيسة؟

بالنسبة لهذا الحديث سيتم إجازته في رؤية المؤتمر، وبالنسبة لنا كقوى مدنية منذ 25 أكتوبر الوضع السياسي في السودان غير شرعي ولا توجد حكومة شرعية في السودان، الاتحاد الأفريقي جمد عضوية السودان وبالتالي زالت كل الشرعية، الوثيقة الدستورية تم تجميدها وأصبحت غير واردة بالنسبة لنا وغير وارد أي نوع من الشراكة بين العسكريين والمدنيين، ونحن الآن سائرون لتكوين حكومة مدنية بالكامل، وبالتالي الحكومة غير شرعية وما تستند عليه غير شرعي، واذا حاولت تكوين أي حكومة ستكون غير شرعية.

*هنالك مطالب بتكوين حكومة منفى موازية لحكومة بورتسودان. هل هنالك أي اتجاه من “تقدم” لتكوين حكومة؟

هذا الرأي أصبح سائرا عند أطراف عدة، ونحن في “تقدم” لم نناقش أمرا مثل هذا، وليس في نوايا هذا المؤتمر أن يخرج بتشكيل حكومة لأسباب كثيرة متعلقة بتجارب حكومات المنفى الفاشلة التي تمت في دول مشابهة لحالة السودان في سوريا وغيرها، إضافة إلى أن الوضع على الأرض يشير إلى القوى المدنية غير موجودة إما أراضي يسيطر عليها الجيش أو الدعم السريع، وأي إصدار لمثل هذا الأمر يعمل تشويشا وقد يمهد للانقسام كما حدث في ليبيا واليمن، وهذا يدخلنا في سيناريو التقسيم الذي نخشى أن تدخل فيه بلدنا، وبالتالي هذا الأمر يحتاج إلى رؤية عميقة قبل الشروع فيه.

*كثر الحديث عن التمويل الذي تتلقاه “تقدم” لعقد مثل هذه المؤتمرات؟

هذه القضية تحدثنا عنها في السابق عبر عدد من الناطقين الرسميين وأوضحنا أننا نستقبل مساهمات من الشعب السوداني وما تجود به القوى السودانية ومنظمات دولية غير حكومية تتعامل مع هذا الشأن بكل شفافية وشكرناهم في خطابنا الافتتاحي، نحن لا نقبل أي دعم مرتبط بـ(إملاءات واشتراطات)، ونقود هذا الخط بكل استقلالية ولا نخشى من المزايدات، وما يسمون أنفسهم بالكتلة الديمقراطية عقدوا اجتماعا مماثلا في القاهرة قبل أسبوعين ولم يسألهم أحد عن مصادر التمويل، في هذا الأمر يتم توجيه التخوين والإساءة لنا، ونحن لا نخشى أحدا وسائرون في الطريق.

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات