تقرير: جبراكة نيوز
إنتهاكات واسعة إرتكبتها قوات أثناء محاولاتها التوغل في قرى ولاية سنار مما تسبب في تهجير سكان القرى حسب شهود عيان لتعيد للأذهان سيناريو اقتحام ولاية الجزيرة وانسحاب القوات المسلحة.
جبل موية
كشف “المرصد السناري لحقوق الإنسان” عن شن قوات الدعم السريع يوم الأربعاء الموافق (29/5/2024) هجوماً شرساً على منطقة جبل موية، التي تقع غرب مدينة سنار، وتحدها النيل الأبيض غرباً وولاية الجزيرة شمالاً.
وقال المرصد في تقرير عن رصد الانتهاكات في ولاية سنار إن قوات الدعم السريع توغلت داخل المدينة حتى وصلت إلى حي “جَبَّص” الذي يقع جنوبها، ودارت فيه معارك شرسة وصفها المواطنون بأنها الأعنف، تبادلت فيها قوات الجيش والدعم السريع الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وأكد المرصد أن قوات الدعم السريع توغلت داخل أحياء المدينة، خصوصًا حي “جَبَّص”، وارتكبت حوادث وانتهاكات مختلفة تصل إلى درجة “جرائم الحرب”، جميعها مورست ضد المدنيين العزل الموجودين داخل منازلهم.
وأوضح التقرير أن قوات الدعم السريع هاجمت المنازل الآمنة بحي “جَبَّص”، واعتدت على المواطنين بعد انسحاب قوات الجيش من الارتكازات المتاخمة للمدينة من الناحية الجنوبية الأمر الذي أدى لنزوح سكان الحي لمناطق آمنة.
ونقل المرصد السناري، عن شهود عيان، قالوا: إن قوات الدعم السريع هاجمت منزل “بلة الحسين” يوم الأربعاء الموافق (29/5/2024) بحي “جَبَّص” وقتلت ابنه “عباس بلة” الذي لم يتجاوز عمره الـ( 25 عاماً) رمياً بالرصاص، أمام جميع أفراد أسرته.
وقال التقرير، إن هذه القوات استباحت أيضاً منزل “أبو القاسم محمد جبارة” وتعدت على جميع الموجودين فيه بالضرب والعنف المفرط، وأطلقت الرصاص تجاه المتواجدين، ما نتج عنه إصابة “أبو القاسم” بثلاث طلقات نقل على إثرها إلى مستشفى سنجة، لكنه توفي يوم الأحد الموافق (2/6/2024) متأثراً بإصابته، ليتم دفنه بمدينة الدندر بولاية سنار.
وأضاف، أن قوات الدعم السريع قد هاجمت أيضًا منزل “التوم سعيد” الذي يبلغ من العمر خمسين عامًا، وتعدت على جميع أفراد أسرته، ما نتج عنه إصابته هو وابنه “سعيد التوم” الذي يبلغ من العمر ست سنوات بطلق ناري، وإصابة آخرين موجودين بالمنزل بإصابات متفاوتة نقلوا على إثرها جميعًا إلى مستشفى سنار لتلقي العلاج.
كما تحقق المرصد، واستند على الإفادات والمعلومات التي تحصل عليها من (فيديوهات وتسجيلات وصور) تم تسجيلها أثناء وبعد الاشتباكات والأحداث المتتالية التي صاحبت الهجوم على جبل موية من انتهاكات، وأحداث العنف التي مورست تجاه المدنين العزل ومنازلهم الآمنة وممتلكاتهم، بمنطقة (جبل موية، وجبل سقدي) اللتين تقعان غرب مدينة سنار، والتي كانت سبباً في فرار الآلاف وازدياد حالات النزوح القسري للسكان نحو المناطق الآمنة والبعيدة عن تواجد هذه القوات.
كما أكد أيضًا أن قوات الدعم السريع حسب الإفادات لم تكتفِ بالدخول إلى حي “جَبَّص” الذي يقع جنوب مدينة جبل موية بولاية سنار، بل عبرت غرباً حتى وصلت إلى منطقة “جبل سقدي” التي تتبع لجبل موية، وتقع في الناحية الغربية منها، حيث تحدها غربًا مدينة ربك.
وتشير نتائج هذا التَحقق وافادات شهود عيان، إلى أن قوات الدعم السريع قامت بقطع الطريق الرابط بين مدينة سنار وجبل سقدي.
إلى جانب الإفادات التي توضح أن هذه القوات، في يوم الاثنين الموافق (3/6/2024)، وعند منتصف الطريق هاجمت المركبات والباصات “السفرية” التي تقل المواطنين، حيث تم التعدي على جميع الركاب والمارة بالضرب، ونهبوا كل ممتلكاتهم وسط إطلاق الرصاص بالقرب منهم.
وحسب إفادة الشهود فإن أحد الركاب وهو “الزين محمد يوسف قرض” رفض تسليم ممتلكاته، فما كان من أفراد هذه القوات إلا قتله (رمياً بالرصاص) أمام جميع الركاب.
حقائق مرعبة
واعتبر المرصد السناري الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على منطقة (جبل موية وجبل سقدي) وبعض المناطق المجاورة لهما، والتي تقع جميعها غرب مدينة سنار، يعتبر الأعنف حسب الإفادات، حيث تبعد منطقة جبل موية عن مدينة سنار نحو (24 كيلو) وتضم تقريبًا أكثر من 20 قرية.
وقال المرصد في التقرير انه تحقق وتحدث لشهود عيان أكدوا أن قوات الدعم السريع، في يوم (4/6/2024)، عبرت منطقة جبل سقدي الواقعة غرب مدينة سنار حتى وصلت إلى الطريق الرابط بين مدينة المناقل ومدينة ربك التي تتبع ولاية النيل الأبيض، ونهبوا جميع المركبات، وعملوا على ترويع وإرهاب وضرب المسافرين ونهبهم وهناك إصابات بالرصاص الحي جاري التحقق منها.
وأضاف التقرير انه بعد فحص ورصد دقيق تكشف لفريق “المرصد” أن نتائج التحليل والتحري توضح أن قوات الدعم السريع أكدت “نيتها” على السيطرة على منطقة (جبل موية) لقطع الإمداد عن ولاية النيل الأبيض وسط البلاد، بعد سيطرتها على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، فضلاً عن سيطرتها على أجزاء واسعة من الخرطوم المتاخمة للنيل الأبيض.
وكشف التقرير عن تحصل فريق المرصد على تسجيل مصور نشرته (قوات الدعم السريع) على منصة “تلغرام”، يؤكد المتحدث فيه أن القوة الموجودة بالمنطقة هي قوة ضاربة وستكون سداً منيعاً لتحقيق النصر.
وحذر المرصد السناري لحقوق الإنسان من خطورة محاولات الدعم السريع الرامية للسيطرة على منطقة جبل موية بولاية سنار، مؤكداً، أن هذه المحاولات والمساعي المتضرر الأول منها هم المدنيون العزل الذين يعانون من تأثيرات الحرب الاقتصادية والأمنية والإنسانية، وأن هذه الجرائم التي ارتكبت بحق المدنين بمنطقة جبل موية وجبل سقدي تتنافى مع كافة المواثيق والأعراف الدولية وحقوق الإنسان، كما تمثل جريمة حرب جديدة ضد المدنيين تضاف إلى رصيد قوات الدعم السريع التي تعتبر أحد طرفي الصراع المسلح الناشب بالسودان منذ الخامس عشر من أبريل من العام الماضي.
أحدث التعليقات