جبراكة نيوز: مهند مرشد

مع اقتراب عيد الأضحية المبارك الذي يعرف بالعيد الكبير لدى المسلمين، لكنه يتزامن للمرة الثانية والسودان يشهد حرب طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع، طالت 12 ولاية من أصل 18 ولاية.

وتشهد أسواق الولايات الآمنة ارتفاعا غير مسبوق في أسعار خراف الأضاحي هذا العام، مما أثار قلق واستياء السودانيين وفاقم من الأعباء الأقتصادية على الأسر، وتواجههم تحديات كبيرة في توفير الأضاحي خاصة مع فقدان ملايين المواطنين لمصادر دخلهم وخسران مدخراتهم بسب الحرب.

وتتراوح أسعار خراف الضأن صغيرة الحجم التي لا تعتبر مستوفية لشروط التضحية ما بين 150  إلى 200 ألف جنيه، ومتوسطة الحجم ما بين 250 إلى 300، وكبيرة الحجم تتراوح أسعارها ما بين 350 إلى 500 ألف جنيه سوداني.

وبحسب تجار تحدثوا إلى “جبراكة نيوز”، فإن هذه الزيادة ناتجة عن قلة الوارد من ولايات كردفان المعروفة بتغذية أسواق السودان بآلاف الرؤوس من الماشية سنويا، إلا أن هذا العام وبسبب الحرب الدائرة في معظم المناطق التي تعرف بتربية الضأن لم يتمكن التجار بمد الأسواق في بقية السودان نسبة لخطورة الطرق أو اغلاقها بفعل المعارك والانفلاتات الأمنية.

وقال تاجر المواشي موسى مريود إن من الأسباب التي ضاعفت أسعار الماشية هي زيادة الأعلاف، وتكاليف الترحيل الباهظة ساهمت في زيادة أسعار الماشية.

وأضاف: “زمان الواحد ببيع 150 رأسا في عيد الضحية أما الآن فلا  تتعدى 50 رأسا لو بعناها يكون نعمة”، في إشارة إلى إحجام  الناس عن الشراء، بحسب إفادته لـ”جبراكة نيوز”.

النازح من ولاية الخرطوم والمقيم مع أسرته في محلية ربك قال إنه لجأ للاتفاق مع جيرانه للاشتراك في شراء عجل وتقاسمه بعد ذبحه بالتساوي، لافتا إلى أن هذه الطريقة الوحيدة التي يمكنه عبرها من المشاركة في ادخال فرحة العيد في نفوس أطفاله، واستنكر ما وصفه بجشع التجار في رفع أسعار الأضاحي.

عبدالله، صاحب ملحمة في كوستي أوضح في حديث لـ”جبراكة نيوز” أن هذا العام قدمت له طلبات كثيرة من بعض الأسر بتوفير عدد من الكيلوجرامات من اللحم الجاهز كبديل لعدم مقدرتهم الحصول على الخراف التي كانوا يوفرونها في الأعياد السابقة.

وفي ولاية النيل الأبيض التي تضم الآف النازحين من ولايات مختلفة ويعيشون داخل مراكز الايواء في ظل ظروف مأساوية لن يتمكنوا من تقديم الأضاحي هذا العام.

ومن جانبها أوضحت إحدى مشرفات المراكز في مدينة كوستي عن أن ديوان الزكاة بولاية النيل الأبيض وعدهم بتقديم أضحية لمركزها عبارة عن عجل واحد.

ولفتت في حديثها لـ”جبراكة نيوز”، إلى أن المركز الذي تشرف عليه يضم 42 أسرة معظمهم من نازحي جبل الدائر بولاية شمال كردفان.

وأكدت أن كل هذه الأسر التي  تقيم بمركزها لا يمكنهم التضحية بسبب الظروف التي يعيشونها، بحد قولها.

وفي السياق قال عضو غرفة طوارئ مدينة كوستي عماد لـ”جبراكة نيوز”، إن هنالك عدد من المنظمات المحلية والدولية تعمل على توفير الأضاحي لمراكز الايواء في ولاية النيل الأبيض، إلا أنه رجح عدم تمكن هذه المنظمات من تغطية كافة المراكز في الولاية، وأوضح أن المراكز التي تتلقى المساعدات دائما هي المراكز الأولى والتي تعلم المنظمات ببيانتها.