جبراكة نيوز: مآب الميرغني
“بس عايزين نرجع بلدنا” هكذا عبرت اللاجئة السودانية سارة بكلمات يملؤها الحزن واليأس، عن حلمها بالعودة إلى وطنها، وحتى لو كان ذلك يعني العودة لتموت.
حديث سارة يلخص المعاناة التي يعيشها اللاجئون السودانيون في المعسكرات الإثيوبية، التي ظلت تهاجمها مليشيات إثيوبية مسلحة بشكل دائم في الأيام الماضية.
اليوم العالمي للاجئين
يمر اليوم العالمي للاجئين على السودانيين وقد توزعوا في معسكرات اللجوء بعدة دول، فبحسب منظمة الهجرة الدولية، هناك حوالي مليوني لاجئ سوداني بدول الجوار الأفريقي منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل من العام الماضي.
ويصادف يوم 20 يونيو اليوم العالمي للاجئين حسبما أعلنت الأمم المتحدة تكريمًا للاجئين في جميع أنحاء العالم.
“جُبراكة نيوز” وقفت في هذا اليوم على حال وأوضاع اللاجئين السودانيين بدول الجوار عسى أن تجد صرخاتهم أذنا تصغى وتتحرك لإنقاذهم من أوضاع متردية.
بالعودة للاجئة سارة، فقد تعرض اللاجئون السودانيون في إثيوبيا لهجوم دموي يوم الأحد 16 يونيو. وبحسب بيان تنسيقية اللاجئين السودانيين في إقليم أمهرا، أطلقت عصابات مسلحة النار على مجموعة من اللاجئين ما أدى إلى مقتل لاجئة وإصابة ثلاثة آخرين، كانوا في طريقهم لجلب المياه.
وبحسب البيان فإن لاجئي غابات إقليم أمهرا بإثيوبيا محرمون من أبسط مقومات الحياة، وبسبب الهجمات المسلحة المتكررة قرر 6 آلاف لاجئ ولاجئة من بينهم أطفال وكبار سن العودة إلي السودان، ولكن السلطات الإثيوبية منعتهم وأصبحوا عالقين في الغابات يواجهون ظروفا سيئة للغاية.
ناشدت سارة من خلال مقطع فيديو بثته في الأسافير طرفي النزاع بوقف القتال والتدخل العاجل لإنهاء الحرب وعودة النازحين واللاجئين إلى أرض الوطن، ذاكرة أنها لا تريد شيئا سوى العودة للسودان.
لاجئو مصر
لا يختلف الوضع في مصر عن إثيوبيا وكل معسكرات اللجوء التي يعيش فيها السودانيون في دول العالم المختلفة. فمصر، تعد نقطة الانطلاقة الرئيسية لآلاف اللاجئين السودانيين للوصول إلى بر الأمان، ولكن السلطات المصرية جعلت من “الوضع حربا” أخرى على السودانيين، حيث تصدرت الأيام الماضية الأخبار التي تتحدث عن وفاة ما لا يقل عن 50 سودانيا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وضربات الشمس بجانب نقص المياه خلال رحلتهم من السودان إلى مصر عن طريق التهريب.
وبسبب تصاعد حركة التسلل إلى مصر بطرق غير شرعية، رحّلت السلطات المصرية الفترة الأخيرة، سودانيين لاتهامهم بـ”مخالفة شروط الإقامة”، ودخول البلاد بطريقة “غير قانونية”.
من جهتها استنكرت عضوة محامو الطوارئ شيماء تاج السر، في حديثها لـ”جُبراكة نيوز” إجراءات وزارة الداخلية المصرية بشأن الإعادة القسرية للسودانيين، ووصفت ذلك بأنه “أمر غير إنساني” يستوجب التدخل من قبل مفوضية اللاجئين، فهي الوكالة الوحيدة التي تقدم خدمات التسجيل والتوثيق لطالبي اللجوء واللاجئين في مصر.
في اليوم العالمي للاجئين قالت منظمة العفو الدولية، “يجب على السلطات المصرية أن توقف فورًا الاعتقالات التعسفية الجماعية والترحيل غير المشروع للاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر بحثًا عن ملاذ آمن من الصراع الدائر في السودان”. جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته المنظمة أمس عشية اليوم العالمي للاجئين.
معسكرات تشاد
في دولة تشاد لا يختلف الوضع كثيرا، إذ يعاني اللاجئون السودانيون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب، ناهيك عن هجمات أفراد مسلحين على النساء.
حول أوضاع اللاجئين السودانين في تشاد قالت الناطقة الرسمية باسم اللاجئين بمعسكر تولوم بوادي فيرا شرق تشاد، فاطمة فضل جاسر، إنهم لن يحتفلوا باليوم العالمي للاجئين، وعزت ذلك للتهميش في المشاركة الفعالة وتعذر الوصول لنقاط مشتركة مع لجنة 2003، (وهم الفارون من ويلات الحرب في دارفور عام 2003)، بجانب عدم تعامل المنظمات المباشر مع اللاجئين الجدد (2023 – 2024)، ومن الأسباب الأخرى وجود أجسام موازية للاجئين الجدد صنعتها لجنة 2003 لتفكيك وحدة اللاجئين وتشتيت كلمتهم، إضافة إلى تعامل بعض المنظمات مع الأفراد وليس اللجنة العليا، إلى جانب التهديدات المباشرة للاجئين من موظفين بالمنظمات وبلاغات جماعية لممثلي اللاجئين وبعض المشايخ.
وناشدت جاسر المنظمات الدولية للالتفات إلى الوضع الصحي بصورة عاجلة وللتعليم وأن يكون التعامل مباشر عبر ممثل لاجئ (2023 -2024).
معسكر أوغندا
تشير الإحصائيات إلى فرار حوالي 27.423 ألف لاجئ سوداني من المعارك في السودان إلى أوغندا، إحدى دول شرق أفريقيا. ويعاني اللاجئون السودانيون الموجودون في معسكر اللجوء بأوغندا من انعدام الصرف الصحي وهطول الأمطار المستمر ونقص الرعاية الطبية وسط مخاوف متزايدة من انتشار الأمراض بينهم، إضافة إلى الوضع المعيشي المتردي يوما بعد يوم، ورغم كثرة الشكاوى التي يقدمها اللاجئون إلا أنها لم تجد استجابة.
ما خلفته الحرب!
خلفت حرب الخامس عشر من أبريل 2023 بين الجيش والدعم السريع أوضاعا كارثية على كافة المستويات. أصيب النظام المصرفي بشلل تام مما أدى إلى توقف الرواتب وزيادة نسبة البطالة، ووفقا لصندوق النقد الدولي، فإن ما يقارب نصف السكان بلا عمل، فضلا عن تعثر وصول المساعدات الإنسانية وقطع الطريق أمامها.
بينما بلغت خسائر القطاع الصحي نحو “مئة مستشفى حكومي وخاص دمرت في العاصمة الخرطوم، وبات بعضها قواعد عسكرية وثكنات للجنود”.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف” فإن نحو 19 مليون طفل في السودان باتوا خارج المدارس.
استعادة حرب دارفور
تعد أحداث دارفور الحالية أصداء للصراع منذ 2003، وتؤكد استمرار معاناة المواطنين في منطقة تعاني من العنف والاضطراب، إذ تُظهر التطورات الأخيرة فشل الجُهود الدولية السابقة في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.
وتُؤكد أحداث دارفور الحالية أهمية الحوار والتفاوض بين أطراف الصراع كطريق وحيد للوصول إلى حل مستدام يُنهي معاناة المدنيين.
أحدث التعليقات