الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: نازحو جنوب دارفور.. ما بين الهروب من جحيم المعارك ومأساة  الأوضاع...

تقرير: نازحو جنوب دارفور.. ما بين الهروب من جحيم المعارك ومأساة  الأوضاع المعيشية

تقرير: جبراكة نيوز

فى برندة مساحتها “3 × 3” مترا تسكن كلتوم محمد أحمد مع أسرتها التي تتكون من “5” أفراد، بعد أن أجبرتهم المعارك التي دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة نيالا إلى النزوح إلى محلية بليل 20 كيلو مترا شرقي المدينة.

تقول كلتوم بصوت متقطع والدموع تنهمر من عينيها “نزحنا من حي السكة حديد بنيالا إلى بليل بعد مقتل جاراتي بدرية وفاطمة بدانات الجيش. وفي بليل نزلنا بالقرب من السوق ثم انتقلنا إلى منزل أحد أقاربنا بحي الوحدة، لكن سرعان ما رحلنا عنهم إلى مركز إيواء مدرسة أم دبيبة بنات”.

وتضيف كلتوم “ما عندنا مأكل ولا مشرب ولا مكان للإيواء فقط برندة ننوم فيه “5” أشخاص ومساحته ضيقة”.

وتابعت: “كلتوم قائلة نجتهد كثيراً في توفير لقمة العيش لدي بنتي تعمل في صناعة الشاي وابني صغير الذي لم يتجاوز الـ 10 من عمره يعمل بالدرداقة وآخر مصاب بمرض البلهارسيا”.

معسكر عطاش

بينما تروي كريمة آدم موسى لـ”جبراكة نيوز” قصة معاناتها مع النزوح إلى نزوح من معسكر عطاش للنازحين شمال نيالا فى العام 2003 ثم النزوح مرة أخرى فى حرب 15 أبريل إلى محلية بليل.

وتقول كريمة: “تمت استضافتنا “3” أسرة داخل غرفة واحدة بمركز إيواء مدرسة كسي فورك وسط صعوبة كبيرة فى الحصول إلى مياه الشرب بسبب بعُد مصادر المياه”.

وتضيف كريمة: “نعيش ظروف معيشية قاسية مع انتشار للأمراض وسط الأطفال وكبار السن مما دفع بعد الأسر إلى العودة إلى نيالا رغم مخاوفهم من الأوضاع الأمنية وقصف الطيران إلا إنهم قرروا العودة”.

وتقول كريمة: “لم أفكر في العودة إلى نيالا بسبب انهيار منزلنا بمعسكر عطاش جراء سقوط دانة عليه مما تسبب فى حرقه بالكامل وتساءلت كريمة وعلامات الحيرة من المصير المجهول أين ننزح المرة الجاي”.

النزوح خيار فرضته المعارك التي دارت بمدينة نيالا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الفترة منذ أبريل حتي أكتوبر من العام الماضي فضلاً عن القصف المتكرر للطيران الحربي للجيش السوداني، مما دفع الآلاف من العوائل بالنزوح إلى المناطق الآمنة.

قصة كلتوم وكريمة تكررت لدى المئات من الذين أجبرتهم ظروف الحرب إجباراً  للنزوح أو اللجوء من أجل الوصول إلى المناطق الآمنة نسبياً كمحلية بليل وغيرها من المناطق والمحليات التى نزح عليه سكان مدينة نيالا.

محلية بليل

من جانبه كشف كمال عبدالرحمن أبكر رئيس اللجنة العليا للمبادرة المجتمعية بمحلية بليل لـ”جبركة نيوز” إنهم استقبلوا أكثر من “11” ألف نازح من مدينة نيالا تم توزيعهم إلى “17” مركز إيواء وجزء منهم تم استضافتهم بمنازل ذويهم وأقاربهم.

وأشار كمال إلى معاناة النازحين بمراكز الإيواء رغم المساعدات التي خدمت لهم من قبل بعض المنظمات الوطنية وديوان الزكاة وأهالي بليل لكنها بسيطة مقارنة بالاحتياجات الفعلية لهم، مضيفاً إن بليل تحيطها العديد من معسكرات النازحين واللاجئين قبل الحرب أكبرها معسكر كلمة، وبعد الحرب زاد عدد النازحين مما يتطلب التدخل الفوري والسريع للمنظمات الأممية والأجنبية من أجل إغاثة ومساعد النازحين.

ويضيف أحمد آدم علي نورالدين أحد النازحين بمركز إيواء مدرسة آلام أكبر مراكز الإيواء بالمحلية إلى معانتهم في مجابهة متطلبات الحياة اليومية من الأكل والشراب.

وأضاف قائلاً “نشتري فناطس الموية بـ 2000 بعد تعطل ثلاثة مضغات كانت تعمل بالمركز، وملوة الذرة زايد الطحين بـ 7 آلاف جنيه وفي حالة الأسر الكبير الملوة لا تكفي ليوم واحد حسب تعبيره.

وأشار أحمد إن فصل الخريف على الأبواب مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي للنازحين، مناشداً المنظمات بتقديم المساعدات من مواد الإيواء والغذاء لهم.

ظروف النازحين المعيشية بمراكز الإيواء السيئة وضعف تقديم المساعدات جعل الكثير من الأسر تبيع ممتلكاتها من أجل توفير لقمة العيش رغم قلتها للأطفال.

جميع النازحين المنتشرين في مراكز الإيواء في المناطق الآمنة يعيشون نفس الأوضاع المعيشية من قلة المساعدات الغذائية والإيوائية من قبل المنظمات.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات