جبراكة نيوز: كوستي
شهدت ولاية النيل الأبيض أزمة في الوقود بدأت منذ أمس الأربعاء، بسبب إغلاق طريق ربك سنار بعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة جبل موية يوم الاثنين من الأسبوع الجاري.
وأثار انعدام الوقود بطلمبات الولاية مخاوف المواطنين من تفاقم الأزمة، وبروز ظاهرة السوق السوداء التي تضاعف من معاناة الناس.
وبحسب مصادر محلية، تحدثت لـ”جبراكة نيوز”، فإنه خلال يومين شهدت الولاية ارتفاعًا كبيرا في أسعار السلع والمواد الغذائية، مع تزايد المخاوف من انعدامها، بالإضافة لمضاعفة تعرفة المواصلات العامة.
وأكد أحد العاملين بغرفة النقل والمواصلات لـ”جبراكة نيوز”، توقف جميع العربات السفرية والتجارية التي تأتي وتذهب إلى المدن الشرقية لمدينة ربك بعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة جبل موية، في ولاية سنار.
ويوم الثلاثاء سيطرت قوات الدعم السريع على منطقة جبل مويه بعد معارك ضارية دارت فيها، تراجع على اثرها الجيش وانسحب إلى مدينة سنار، بجانب حركة نزوح كبيرة للسكان جنوبا نحو سنار، وغربا لولاية النيل الأبيض.
وقال سائق “تكتك” لنقل البضائع، اسمه أحمد النور، إنه كان في صف الوقود بإحدى الطلمبات التي كانت تعمل بالأمس، لساعات دون أن ينجح في الحصول على حصته بسعره الرسمي 10 آلاف و500 جنية، لافتا إلى أنه بالقرب من الطلمبة يوجد أفراد يعرضون الوقود بأسعار مرتفعة، بواقع 30 ألف للجالون الواحد.
وأشار النور إلى أنه إذا اشترى بهذا السعر سيضطر لزيادة سعر المشاوير لثلاث أضعاف سعرها السابق.
وقال الخبير الاقتصادي هيثم الفادني لـ”جبراكة نيوز”، إن المواد البترولية هي عماد أي اقتصاد، ومن غيرها تتعطل مظاهر الحياة وأهمها الانتاج، والانتقال من مكان إلى آخر، وكذلك الخدمات.
وأشار الفادني إلى أن أزمة الوقود قديمة في السودان، لارتفاع تكلفة استيراده، وانتاجه في الأوضاع الطبيعية لا يلبي إلا ربع حاجة البلاد، وتابع أنه بعد الحرب ظهرت الفجوة الكبيرة في المواد البترولية، وهذا انعكس سلبًا على الخدمات الأخرى كالكهرباء.
وأكد هيثم على أن من أهم أسباب التضخم في السودان هو ارتفاع المواد البترولية وندرتها، ما يكلف الدولة ما يفوق الطاقة الايرادية لها.
وحذر الفادني من كارثة اقتصادية على ولاية النيل الأبيض، وولايات كردفان حال استمر انقطاع طريق سنار ربك، مشيرا لتقلص الطرق الآمنة في السودان، وأن هذا الطريق هو السبيل الوحيد لوصول ضروريات الحياة إلى هذه الولاية من شرقي السودان، وعد استمرار توقفه يجعل ولاية النيل الأبيض في عزلة عن أجزاء السودان الآمنة التي تمدها بالسلع والضروريات الحياتية عامة.
وتقع منطقة جبل موية غربي مدينة سنار، وتحدها شمالا ولاية الجزيرة، وجنوبا ولاية سنار، وغربا النيل الأبيض.
وكانت ولاية النيل الأبيض تعتمد بشكل أساسي على تصدير واستيراد جميع السلع التجارية والسفريات العامة على الطريق الرابط بين ربك وسنار، بعد ما أغلق الطريق بين ربك وولاية الخرطوم شمالها بسبب المعارك التي تدور منذ أشهر في شمال النيل الأبيض بين الجيش الذي يفرض سيطرته حتى منطقة الأعوج شمالي الولاية، وقوات الدعم السريع التي تسيطر على الأجزاء الشمالية منها حتى جبل أولياء بولاية الخرطوم.
ومنذ 15 أبريل 2023، يشهد السودان حربا دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بدأت في ولاية الخرطوم عاصمة البلاد، واتسعت رقعتها لتطال 12 ولاية من أصل 18 ولاية.
وأسفرت الحرب الدائرة في السودان عن عشرات الآلاف من القتلى والمصابين من المدنيين، وبحسب الأمم المتحدة أجبرت الحرب 10 ملايين على النزوح داخليًا.
أحدث التعليقات