الجمعة, مارس 14, 2025
الرئيسيةاخبار السودانتقرير: أزمة سيولة تضرب أسواق دارفور وتضاعف الأعباء على المواطنين

تقرير: أزمة سيولة تضرب أسواق دارفور وتضاعف الأعباء على المواطنين

تقرير: جبراكة نيوز

عيسى دفع الله

ألقى تراجع قيمة الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية وشح السيولة النقدية بالأسواق بأعباء كبيرة على المواطنين في إقليم دارفور غربي السودان الذين يعيشون في ظروف بالغة التعقيد منها استمرار عمليات النهب والسلب وعدم صرف المرتبات منذ بداية الحرب وانحسار الأنشطة الاقتصادية، وغلاء أسعار السلع بعد دخول فصل الخريف وقطع الاتصالات ما عدا الإنترنت الفضائي الذي سهل تواصل الناس مع العالم رغم غلاء ثمنه، علاوة على أن خروج البنوك من مناطق سيطرة قوات الدعم السريع أجبر التجار على تخزين أموالهم بالمنازل مما أسهم سلبيا في شح السيولة.

 دعم أسري

شكا مواطنون في مدن زالنجي والجنينة والضعين وسط وغرب وشرق دارفور، من شح العملات الورقية، واقتصار التعاملات التجارية على التطبيقات البنكية، وقالوا لـ”جبراكة نيوز” إن فائدة التحويل ارتفعت لـ15% مما زاد من الضغوط المفروضة عليهم سيما وأن الأغلبية تعتمد على الأقارب المغتربين في تلقي المساعدات المالية، التي لا سبيل لوصولها إلا عبر تطبيق (بنكك).

 تعامل ربوي

في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، التي تشهد قتالًا داميًا منذ العاشر من مايو الفائت بين الجيش والقوة المشتركة من جهة ضد الدعم السريع، تتضاعف معاناة المواطنين بسبب أزمة السيولة النقدية الحادة، وانقسم الناس هناك ما بين مجبر على التعامل بالفائدة في عملية الاستبدال من التطبيق للنقدي وما بين رافض لها باعتبارها تعاملًا ربويًا محرمًا دينيًا.

في هذا الاتجاه يؤكد الدكتور، الصادق أحمد، إمام وخطيب مسجد خاتم الأنبياء بالفاشر في خطبة صلاة “الجمعة” حرمة أخذ فائدة مالية من خلال التعامل عبر تطبيق “بنك” بين طرفين اثنين. وقال عندما يحتاج الطرف الأول إلى أموال نقدية فلا يجوز للطرف الثاني أخذ فائدة إضافية في هذا التعامل، وقطع بأن هذا ربا.

واستدل بآيات قرآنية “الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس…” كما تلى قوله تعالى “إلا تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله…” كما سرد الحديث النبوي الشريف “الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، مثلًا بمثل، فمن زاد، أو استزاد، فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء.”

وتابع: بأن الربا من أكابر الجرائم التي لا يجوز للمسلم إرتكابها وعليه الابتعاد عن جميع المعاصي، وعليه التمسك بمنهاج وتقوى الله تعالى. وأكد خطيب المسجد إنه في الوقت ذاته مشروعية التعامل عبر تطبيق “بنك” شريطة أن يضم التعامل ثلاثة أطراف وهم: المرسل، والمستقبل، وصاحب الحوالة الذي يسخر إمكانياته في تحويل المبالغ. وأضاف بقوله في هذا الصدد بأن ما يتلقى صاحب الحوالة يعد أجرته مثل أجرة صاحب التاكسي.”

فقدان الثقة

تراجع قيمة الجنيه بسبب التضخم الذي ضرب الاقتصاد أدى لفقدان الأوراق النقدية قيمتها وبات التحرك بمبلغ كبير لشراء احتياجات الأسرة هو المعتاد حيث يقول التاجر في سوق موقف الجنينة بنيالا عبدالله بوش، إن أزمة سيولة نقدية حادة ضربت السوق وأغلب أسواق ولايات دارفور منذ الشهر الماضي أدت إلى فقدان الثقة في الجهاز  المصرفي الغائب بسبب الحرب، إذ وصلت عمولة التبديل للكاش حوالي 10% مما فاقم معأناة المواطنين.

تضخم وانكماش

وأرجع الخبير الاقتصادي يوسف فضل، نقص السيولة النقدية في اسواق دارفور لغياب دور الدولة بسبب الحرب، مشيرًا إلى ان أن الدولة كانت تتدخل في حالتي التضخم والانكماش عن طريق السياسات النقدية أو ما يعرف بالسياسة المالية، لافتا إلى إغلاق البنوك في المدن والاعتماد على تطبيق (بنكك) في المسائل النقدية بالإضافة إلى توقف الإنتاج بسبب الحرب.

وتأتي الأزمة في ظل تدهور أسعار الجنيه السوداني، الذي وصل سعره أمام الدولار (1800) جنيه في البنك و(2000) في السوق الاسود وصعوبة نقل الأوراق النقدية بسبب الأمن.

انفلات امني

أستاذ الاقتصاد بجامعة الضعين الدكتور أدم سليمان، يرى أن مشكلة شح السيولة النقدية في اسواق ولايات دارفور يرجع لفقدان الثقة فى القطاع المصرفى الذي غاب في اربع من ولايات دارفور واستمرار المعارك في الفاشر الامر الذي ضاعف من مخاطر عمل البنوك في بيئة الانفلات الأمني، كما أكد سليمان ان انقطاع شبكات الاتصالات كان له الاثر الكبير في لجوء التجار إلى الاحتفاظ بالكتلة النقدية بمنازلهم.

وطالب بضرورة وضع سياسات رشيدة لاعادة الثقة فى القطاع المصرفي وفتح البنوك في مدن دارفور الآمنة ومعالجة مشكلة بنك السودان لتوفير النقد المباشر لتغطية البنوك والمصارف مع إلزام شركات الاتصالات باستمرار الخدمة مقابل توفير الحماية من طرفي الصراع إلى حين الوصول لتسوية سياسية.

 

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات