الفاشر: جبراكة نيوز
تسبب القصف المدفعي العنيف لقوات الدعم السريع على الأحياء السكنية بمدينة الفاشر، الأربعاء، في تدمير مسجد الرديف (ود اللمين)، الذي يعد أحد الصروح التعليمية في ولاية شمال دارفور.
ولأكثر من ثلاثين عامًا ظل مسجد الرديف يحتضن طلاب العلم من أنحاء الولاية المختلفة، يدرسون القرآن الكريم وعلومه المختلفة، إضافة إلى اللغة الإنجليزية التي يدرسها الشيخ والمعلم ود اللمين بنفسه.
وبحسب أحد المواطنين فإن معظم خريجي اللغة الإنجليزية من أبناء الولاية كان أساسهم التعليمي خلوة ود اللمين فهو واضع اللبنات الأولية للتعليم الأساسي بأحياء غرب الفاشر عبر اللوح والدواية.
وفي سياق متصل خلف القصف المدفعي للدعم السريع على أحياء الرديف والثورة وسوق المواشي اثنتي عشرة حالة وفاة واثنين وعشرين إصابة بجروح متفاوتة بينها خطيرة حسب إحصائية لتنسيقية لجان مقاومة الفاشر.
يذكر أن أحياء الرديف والثورة جنوب ومعظم أحياء جنوب غرب الفاشر شكلت ملاذًا آمنًا للفارين من التدوين العشوائي ببقية أحياء الفاشر المختلفة، وأصبحت تشهد اكتظاظًا سكانيًا كثيفًا حتى آخر معركة شرسة شهدتها المدينة (معركة مقتل اللواء علي يعقوب)، التي أعقبها تدوين انتقامي من الدعم السريع تجاه هذه الأحياء اضطر السكان على إثره للنزوح إلى معسكر شالا وأحياء أبجربون وسلومة.
ومنذ منتصف مايو الماضي تشهد مدينة الفاشر اشتباكات عنيفة بين الجيش مسنودا بالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح ضد قوات الدعم السريع والمليشيات المحلية المعاونة لها.
وأدى القتال والقصف المدفعي المدمر إلى فرار الآلاف من الفاشر والنزوح في ظروف قاسية إلى مناطق أخرى أكثر أمنا لضمان سلامتهم ونجاتهم.
وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، تسبب القصف المدفعي المستمر لقوات الدعم السريع في خروج المستشفيات والمرافق الصحية الرئيسية في المدينة عن الخدمة.
وكانت الأمم المتحدة حذرت في مايو الماضي، من تصاعد العنف في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، محذرة من كارثة إنسانية.
وفي يونيو المنصرم طالب مجلس الأمن الدولي، قوات الدعم السريع في السودان بإنهاء حصارها للفاشر ووضع حد للمعارك حيث يُحتجز مئات آلاف المدنيين.
أحدث التعليقات