جبراكة نيوز: الضعين
أجبرت الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام بين الجيش والدعم السريع ملايين الأسر على الفرار بعيدا عن دوي المدافع وانفجار البراميل المتفجرة وعمليات النهب والسلب التي طالت الجميع تحت تهديد السلاح.
الغالبية العظمى خرجت نازحة دون أن تحمل شيئا من الاحتياجات الضرورية، وأصبحت المعاناة والتعب والجوع رفيقهم في رحلة العذاب بين المناطق الآمنة التي ما تفتأ أن تتحول بدورها إلى مناطق حرب.
النازحة عواطف آدم، حبلى في شهرها الثامن وأم لطفل عمره عامين. نزحت من مدينة أمدرمان بمفردها بعد أن فقدت طفلها الرضيع الذي اصطحبه والده دون علمها إلى أسرته في منطقة كتيلا بولاية جنوب دارفور. لكنها بعد أن عرفت وجهة زوجها قررت السفر إلى جنوب دارفور، في رحلة محفوفة بالمخاطر عن طريق الشاحنات السفرية، إلى أن وصلت مدينة نيالا ومن ثم استقلت المواصلات المحلية وسافرت إلى منطقة كتيلا، وهناك التقت بابنها وزوجها، لكنها لم تستقر كثيراً بعد أن قرر زوجها العودة إلى الخرطوم مجدداً، وتركها مع أسرته.
تقول عواطف لـ”جبراكة نيوز”: بعد مغادرة زوجي فكرت أيضا في الرحيل إلى محلية تلس نازحة بحثاً عن مصدر دخل لسد احتياجاتي واحتياجات طفلي، وبعد أن وصلت إلى هناك لم استطع الاستقرار نسبة لعدم توفر مصادر الدخل.
وتضيف: بعدها قررت الخروج من تلس والسفر إلى مدينة الضعين عاصمة شرق دارفور، وهناك ذهبت أولا إلى سوق البروش وانتظرت لأكثر من ساعتين ولم أعرف أي سبيل أسلك.
وقالت: في النهاية سألت المواطنين ودلوني بالذهاب إلى الإدارة الأهلية بالضعين ووجهوني إلى مركز إيواء الخنساء للنازحين وسط المدينة، والحمد لله استقبلوني بشكل كويس.
وتواصل في سرد قصتها وتقول: بدأت العمل في المنازل، وبعد فترة ليست طويلة أسست موقعا لبيع الشاي والقهوة، ثم بعد أن وفرت قدرا معقولا من المال افتتحت محلا تجاريا لبيع الخضار، وأخيرا بعد صبر على المشاق والمتاعب تمكنت من تأسيس مشروع صغير لبيع الوقود “البنزين” في شارع السوق حي العرب بالقرب من المستشفى.
عادت الناجية عواطف بذاكرتها إلى الوراء وقالت: لم ألق معاملة جيدة من أسرة زوجي، وعم ولدي الصغير تركني لوحدي في موقف المواصلات وانصرف حين قررت السفر. وتضيف: واجهت مشكلة كبيرة جدا كوني امرأة تسافر وحدها ولا تعرف أحدا من المنطقة.
وتابعت قائلة: نعم، أسست مشروعي لبيع الوقود كأول امرأة تمارس المهنة في المنطقة. بدأت برأس مال جمعته من عملي السابق واشتريت جركانة بنزين ومنها انطلقت والآن وصل رصيدي إلى أربع جركانات بنزين وأمنيتي امتلاك منزل بمدينة الضعين وركشة لتساعدني على مواجهة ظروف الحياة.
أحدث التعليقات