جبراكة نيوز: مهند مرشد
تستضيف القاهرة يومي السبت والأحد مؤتمرا لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان بعد دعوة قدمتها وزارة الخارجية المصرية للقوى السياسية والمدنية السودانية، وبحضور الشركاء الإقليمين والدوليين، لإنهاء الأزمة في السودان.
وبحسب وزارة الخارجية المصرية، فإن المؤتمر يهدف للاستماع لرؤية القوى السياسية المدنية المتفارقة حول تداعيات الراهن السوداني ومعالجته.
تنسيقية «تقدم»
ورحبت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بالمؤتمر الذي يهدف لمناقشة موضوعات وقف الحرب ومعالجة الأزمة الإنسانية وسبل التهيئة للمسار السلمي لحل الأزمة.
وقالت “تقدم” في بيان اطلعت “جبراكة نيوز” على نسخة منه، إن الترحيب بالدعوة يأتي في إطار سعيهم للمساهمة في مجهودات إحلال السلام في البلاد.
وأكدت على تلبية مكونات التنسيقية لدعوة المشاركة في المؤتمر للمساهمة الجادة في بحث سبل إنهاء الصراع المسلح وإحلال السلام المستدام في السودان.
وأضافت “ستعمل مكونات “تقدم” على الدفع بأولوية معالجة الكارثة الانسانية الماحقة التي يعاني منها الشعب السوداني في داخل البلاد وفي مناطق النزوح واللجوء، كما ستطرح رؤاها حول كيفية تسريع جهود الحل السلمي للنزاع في السودان”.
مشاركة واسعة
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية شمال سعد محمد عبد الله، في بيان الجمعة، إنهم تلقوا دعوة من جمهورية مصر العربية للمشاركة في مؤتمر القاهرة الذي اعتبره منصة استراتيجية لإعادة طرح الرؤية الحكومية المتفق عليها بشكل واضح وجاد.
وأشار إلى أن مشاركة رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال “الجبهة الثورية”، مالك عقار، تمثل سانحة جيدة للتفاكر وشرح كافة التطورات السياسية والاقتصادية والحالة الإنسانية للاجئين والنازحين، وتعزيز التعاون المشترك مع دول الجوار.
كما رحب رئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر بالدعوة للتشاور بين القوى السياسية السودانية عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول وحركته الإسلامية وواجهاتها.
وأكد تعاطيهم إيجابياً مع كل المبادرات الإقليمية والدولية التى تدعو لوقف الحرب وتغليب صوت الحوار، لإيجاد مخرج للأزمة الراهنة.
وبحسب ما نقل موقع “سودان تريبيون”، عن قيادي بارز في حزب المؤتمر الوطني، فإن حزبه لم يتلق دعوة للمشاركة في مؤتمر القاهرة.
الإسلام السياسي
وبحد ما نقل موقع مصر 360، قالت الباحثة في الشأن الإفريقي أماني الطويل: “ولعله من المهم في هذا السياق الإشارة، إلى أن عدم دعوة أي من فصائل الإسلام السياسي، حتى هؤلاء المنضوين تحت راية تنسيقية “تقدم”، يرتبط بعدد من الأسباب منها، أن قطاعا من هذه الفصائل يمارس التحريض المستمر على الحرب مستثمرا حالة الانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم السريع، حيث كان هذا التحريض عقبة كؤود وقفت أمام فرص تحقيق وقف إطلاق النار خلال الفترة الماضية، خصوصا في محطة المنامة، بل واختطفت إرادة الجيش القومي في بعض الأحيان.
وأضافت: “وهناك أيضا قطاع آخر ما يزال يمارس عملية إنكار بشأن مسؤوليته الواقعية عن تردي حال الدولة السودانية خلال ثلاثين عاما، وهو الأمر المتضمن إضعاف الجيش السوداني، حماية للنظام السياسي المنتمي إلى الجبهة القومية الإسلامية، والركون إلى أطروحات النقاء العنصري التي أرسلت جنوب السودان بعيدا عن الوطن الأم، وتمارس نفس الأدوار حاليا تجاه إقليم دارفور، وهو الأمر الذي يساهم واقعيا في تقسيم السودان كعامل داخلي”.
الكتلة الديمقراطية
وأبدت قوى سياسية متعددة التوجهات موافقتها على المشاركة في مؤتمر القاهرة الساعي إلى إنهاء الحرب في السودان المشتعلة في ولايات كثيرة من السودان لأكثر من عام.
وأكد تحالف قوى الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) في بيان الجمعة، قبول تنظيماته الدعوة للمشاركة في اجتماعات مؤتمر القاهرة، إيماناً منها بأهمية الحوار لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.
وأوضخ البيان أنها ستجري اجتماعا في الخامس من يوليو الجاري، مع الميثاق والقوى السياسية الأخرى المتحالفة معها للاتفاق على موقف موحد ونهائي حول إجراء المشاركة.
أعلن حزب الأمة القومي، وحزب البعث العربي الاشتراكي، ومؤتمر البجا المعارض، عزمهم المشاركة في المؤتمر الذي تبدأ أولى اجتماعاته اليوم السبت، في عاصمة جمهورية مصر العربية.
وكذلك أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، الجمعة، توجهه للقاهرة لتلبية الدعوة المقدمة له للمشاركة في المؤتمر، وأضاف في منشور على منصته بالفيس بوك: “نأمل أن تكون خطوة نحو الاتجاه الصحيح لإنهاء الحرب ومعاناة الشعب السوداني”
وقال الكاتب والمحلل السياسي الشفيع خضر في مقال “إن موافقة القوى المدنية والسياسية السودانية على المشاركة في هذا المؤتمر، يعني أن هذه القوى التي تقف على ذات ضفة الوطنية ورفض الحرب، باتت على قناعة بأن الوطن كله أصبح في مهب الريح، وأن خطرا داهما يتهدد الجميع”.
الخارجية السودانية
إلى ذلك رحبت وزارة الخارجية السودانية بما ما جاء في بيان نظيرتها المصرية حول استضافة مؤتمر يجمع القوى السياسية المدنية، ووضعت شروطًا للمشاركة أبرزها أن يكون هنالك تمثيل لما وصفه البيان بالأغلبية الصامتة من الشعب السوداني، من سفكت دماءهم ونهبت ممتلكاتهم وانتهكت أعراضهم وهجروا قسريًا، وأن تكون المشاركة على أساس تأكيد الشرعية القائمة في البلاد، وأن يتم توضيح من هم الشركاء الإقليميين والدوليون وتحديد دورهم.
وشددت الخارجية على رفضها حضور ما أسمتهم “رعاة مليشيا الدعم السريع”، وحددت دولة الإمارات وتشاد، وكل المنظمات الإقليمية والدولية التي لم تدين جرائم قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى الاتحاد الافريقي والايغاد ما لم ترفع تجميد عضوية السودان.
ونقلا عن موقع الجزيرة نت، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد لطيف، أن نجاح المؤتمر يتوقف على تجاوز الأطراف المتحاربة التخوين واللوم والمحاسبة على الماضي، والقدرة على تجريد الأحداث من الحملات السياسية وتناولها بمسؤولية واعتبارها أزمة تواجه السودانيين.
وسبق أن استضافت جمهورية مصر العربية، منتصف يوليو 2023، مؤتمر قمة دول جوار السودان، وسعى لإنهاء الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، بتوسط دول إقليمية وعالمية.
ومنذ بدء القتال في السودان، فشلت كل المبادرات المحلية والإقليمية والدولية في وقف الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم الدعم.
ويعد منبر جدة من أبرز المنابر للمفاوضات بين طرفي النزاع، وتستضيفه المملكة العربية السعودية برعاية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وعلق التفاوض في منبر جدة لأكثر من مرة بعد انسحاب وفد الجيش، وعلقت الوساطة بعد آخر جولة للمفاوضات لأجل غير مسمى.
ويتمسك الشعب السوداني المغلوب على أمره بكل المبادرات الداعية للتوصل إلى وقف الحرب التي خلفت آلاف القتلى من المدنيين. وبتقديرات الأمم المتحدة فإن أكثر من 12 مليون سوداني، فروا من منازلهم جراء العمليات العسكرية في 13 ولاية سودانية طالتها المعارك، بينهم ما يزيد عن 2 مليون شخص اختاروا اللجوأ إلى دول مجاورة.
وتوقع تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي قدمته وكالات إنسانية أن يواجه أكثر من نصف سكان السودان أي حوالي ما يزيد عن 25 مليون شخص ظروفًا أسوأ خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر من العام 2024.
أحدث التعليقات