جبراكة نيوز: سنجة
حذر المرصد السناري لحقوق الإنسان من مجاعة تلوح في الأفق مع فشل الموسم الزراعي بولاية سنار.
وقال في تقرير نشر الأربعاء، اطلعت عليه “جبراكة نيوز”، عن الأوضاع الزراعية في ولاية سنار إن الولاية تعد الأكثر أهمية في السودان من الناحية الزراعية، ويعتمد اقتصادها اعتمادا كُليا على الزراعة بشقيها المطري والمروي.
ولفت المرصد إلى أن قوات الدعم السريع سيطرت على أكبر المناطق الزراعية بالولاية، مع بداية العمليات التحضيرية للموسم الزراعي الصيفي 2024.
وأضاف أنه رصد عمليات نهب واسعة لمدخلات الإنتاج الزارعي بشقيها، إذ استهدفت قوات الدعم السريع الوابورات، والوقود، والأسمدة، والآليات، والمخزون الإستراتيجي. ووصف ما حدث بالجرائم التي حكمت على الموسم الزراعي في ولاية سنار بالفشل والانهيار، الذي بدوره ستترتب عليه آثار كارثية ستمتد لكل السودان.
وأشار المرصد إلى أن مساحة الاراضي الزراعية الصالحة للزراعة بولاية سنار اكثر من 3.293.615 فدان، وفقًا لإحصائيات وزارة الزراعة.
وأضاف: “ويقدر انتاج الذرة – الغذاء الرئيسي للسودانيين – في ولاية بحوالي 13 مليون جوال، إضافة للمحاصيل النقدية الأخرى التي شمل التركيز عليها كمحاصيل أساسية.
وكشف المرصد عن توثيق إفادات وعمليات بحث حول المزارعين الذين أكدوا أن قوات الدعم السريع وصلت لمناطق الانتاج الزراعي شرقا وغربا وجنوبا، ونهبت مناطق الإنتاج: وابورات، وأسمدة، وقود، والبذور المحسنة المعدة للزراعة، بالإضافة لنهب أكثر من 273 تراكتور زراعيا ومئات البراميل من الوقود المعدة للزراعة في محليات الدالي والمزموم والدندر وأبو حجار.
وأكد المرصد أنه بحسب الإفادات التي حصل عليها من المزارعين فإن أكثر من 3 ملايين فدان من الأراضي المطرية والمروية، أصبحت خارج دائرة الإنتاج، بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على الولاية بالتزامن مع الموسم الزراعي.
وحذر المرصد من كارثة غذائية ومجاعة وشيكة الحدوث، تزداد وتيرتها كل يوم، وأن تأثيرها يمتد سريعا لبقية مدن السودان، ودعا طرفي الحرب لتدارك الأمر في اسرع وقت ممكن.
وتقدر وكالات الأمم المتحدة، أن 17.7 مليون شخص في السودان يواجهون خطر الجوع الحاد، وأن أكثر من 25 مليون شخص سيواجهون ظروفًا أسوأ خلال الفترة من يونيو حتى سبتمبر من العام الجاري، مع خطر المجاعة الذي يلوح في 14 منطقة في السودان.
وأدان المرصد السناري لحقوق الإنسان عمليات النهب التي نفذتها قوات الدعم السريع، ووصفها بالممنهجة وطالت الآلاف من الآليات الزراعية المختلفة، والوقود وكافة مدخلات الإنتاج الزراعي للمزارعين.
وحملت مجموعة المرصد السناري لحقوق الإنسان الدعم السريع، كافة التبعات الكارثية لهذا الجرائم.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على منطقة جبل موية غربي ولاية سنار بعد معارك مع الجيش أنسب منها الجيش إلى مدينة سنار، وأعقب ذلك في نهاية يونيو الماضي، سيطرتها على الفرقة 17 مشاة التابعة للجيش، بمدينة سنجة عاصمة الولاية، وتمددت إلى محليات وقرى متعددة بالولاية، مع موجة نزوح كبيرة للسكان لولايات النيل الأزرق وكسلا والقضارف.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا انطلقت في ولاية الخرطوم عاصمة البلاد منتصف أبريل 2023، ثم اتسعت ساحات القتال لتصل لمعظم ولايات السودان، وخلفت آلاف القتلى من المدنيين، وأجبرت ما يزيد عن 11 مليون شخص للنزوح والفرار من منازلهم، وتعدها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة نزوح في العالم.
أحدث التعليقات