الخميس, مارس 13, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: بعد «20» جلسة.. هل انهارت مفاوضات جنيف بين الجيش والدعم السريع؟

تقرير: بعد «20» جلسة.. هل انهارت مفاوضات جنيف بين الجيش والدعم السريع؟

جبراكة نيوز: تقرير- عيسى دفع الله

أسدلت الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية اليوم الجمعة، الستار على المفاوضات غير المباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي رعتها المنظمة الأممية.

وهدفت المفاوضات إلى حماية المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من القتال في السودان الذي بدأ منذ أبريل 2023م بين قوات الجيش والدعم السريع وأزهق أرواح الآلاف من المدنيين بجانب تشريد سكان المدن داخليا وخارجيا كأسوأ أزمة نزوح شهدها العالم في القرن الحالي.

خطوة أولية

رمطان العمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان، قال إن المناقشات التي عقدها في جنيف- بشكل منفصل- مع وفدي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع كانت خطوة أولية مشجعة في إطار عملية طويلة ومعقدة.

وأعرب لعمامرة في بيان صحفي، الجمعة، عن تفاؤله إزاء استعداد الجانبين للانخراط معه بشأن عدد من المسائل المهمة، والتعهدات التي قطعاها حول مطالب محددة قدمها إليهما في المناقشات.

وقال: “على الرغم من أن التعهدات الأحادية من الجانبين لا تعد اتفاقات مع الأمم المتحدة، فإنني أرحب بالتعهدات التي أعلنها أحد الجانبين اليوم بشأن تعزيز المساعدة الإنسانية وحماية المدنيين”.

وأضاف لعمامرة أنه يعتزم مواصلة الانخراط عن كثب مع قادة الجانبين لمتابعة تنفيذ التعهدات والتواصل معهم على صعيد القضايا الحرجة.

وعقد لعمامرة وفريقه نحو 20 جلسة مناقشات على حدة مع الوفدين خلال الفترة بين 11 و19 يوليو في مدينة جنيف السويسرية. وقال إن الوفدين تحدثا خلال المناقشات عن مواقفهما بشأن عدد من القضايا الرئيسية في ضوء مسؤولياتهما، بما أتاح تعميق التفاهم المشترك.

وأضاف أن المناقشات استكشفت سبل معالجة تلك القضايا للمساهمة في تخفيف معاناة السكان المدنيين في السودان، وذكر المبعوث أن الوضع الإنساني في السودان ما يزال كارثيا ويتدهور كل يوم. وشدد على ضرورة القيام بعمل عاجل لضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين وحماية كل المدنيين في السودان.

وأضاف أنه يُعول على الجانبين لترجمة استعدادهما للانخراط معه إلى تقدم ملموس على الأرض. وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل القيام بكل الجهود لدعم المدنيين في أنحاء السودان. وحث المبعوث الجانبين على زيادة انخراطهما في جهود السلام من أجل مصلحة الشعب السوداني ومستقبل السودان.

جو إيجابي

بدوره قال وفد قوات الدعم السريع المشارك في مفاوضات جنيف إنه اختتم المباحثات الثنائية المباشرة مع الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الفترة من الحادي عشر إلى التاسع عشر من يوليو 2024م .

وأـكد وفد الدعم السريع في بيان أن المباحثات جرت في جو إيجابي وسادتها مناقشات بناءة ومثمرة تسهم في تعزيز التعاون المشترك لفائدة الشعب السوداني.

كما ذكر وفد الدعم السريع إنه في ختام المباحثات سلم المبعوث الأممي رمطان العمامرة، خطابا رسميا موجها من الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع للأمين العام للأمم المتحدة بما تم التوصل إليه خلال المباحثات يتضمن التزامات قوات الدعم السريع بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، والتزامات بتعزيز حماية المدنيين الى جانب العديد من المطالب العاجلة والملحة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

الملف الإنساني

المحلل السياسي والأكاديمي د. الشفيع خضر، يرى أن الملف الإنساني هو المدخل الرئيسي والصحيح لوقف الحرب في السودان، ويمثل أولوية قصوى لمعالجة الوضع الكارثي المتفاقم في السودان، مع التشديد على أن هذا الملف لا يقبل التسييس ولا المساومة.

وأضاف ينبغي ألا تكون المساعدات الإنسانية رهينة لدى الأطراف المتحاربة تستخدمها ككروت ضغط وسلاح في معركتها.

وأكد خضر، أن النجاح في الملف الإنساني، إضافة إلى أنه سيقلل من حدة الكارثة المأساوية، يمكن أن يشكل مدخلا عمليا لوحدة القوى المدنية والسياسية المناهضة للحرب، ومدخلا ملائما لانطلاق العملية السياسية.

مرور الإغاثة

المحلل السياسي، بخيت الطاهر، يقول إن ما جرى في جنيف لم يحدث اختراقا في الملف الإنساني بسبب الخلافات بين طرفي الصراع رغم اجتهادات المبعوث الأممي لرأب الصدع.

وقال الطاهر، أن قوات الدعم عمدت إلى تأسيس وكالة الإغاثة السودانية بمناطق سيطرتها واشترطت تعامل المنظمات الأممية عبرها بدلا عن مفوضية العون الإنساني الحكومية الأمر الذي رفضه وفد الحكومة السودانية برئاسة مفوضة العون الإنساني سلوى آدم بنية.

وأكد الطاهر،  لـ”جبراكة نيوز” أن الجيش رغم الاتهامات التي تطاله بسبب تكدس الإغاثة بمناطق سيطرته وعدم توزيعها للمحتاجين إلا إنه يصر على مرور الإغاثة عبر هذه المناطق.

وأفاد الطاهر، أن الخيار العادل هو إشراك الدعم السريع في عملية الإغاثة لأنها تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد وهو الموقف الذي تدعمه الأمم المتحدة ويرفضه الجيش.

بينما يرى مراقبون أن الأمم المتحدة كانت تأمل في دفع العملية بين الجيش والدعم السريع في مفاوضات جنيف حول المسار الإنساني إلى الأمام، وكانت تدرك حجم الصعوبات التي تواجهها رغم الشواهد على حجم الفجوة الكبيرة بين الطرفين التي بدأت بغياب أحد الأطراف الذي لم تعلن عنه، وكشفته المصادر، وأكدت إنه وفد الجيش الذي بدوره تعلل برفضه مناقشة أي أجندة غير المسار الإنساني.

وما بين المواقف التفاوضية المتشددة ورغبة كل طرف لإحراز هدف في شباك الآخر يبقى المدنيون في موقف الفرجة تطاردهم الأزمات وزحف الحرب لمدنهم المنهارة اقتصاديا ويتساءلون متى تتوقف الحرب؟

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات