الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةتقاريرتقرير: العنف الجنسي في ولاية الجزيرة.. فظائع منسية (1-2)

تقرير: العنف الجنسي في ولاية الجزيرة.. فظائع منسية (1-2)

جبراكة نيوز: تقرير- عيسى دفع الله

“في البداية عندما أوقفونا ظننا هذا مجرد تفتيش عادي، سينزلون الشباب كما يحدث في أي ارتكاز. فجأة قالوا: نريد النساء فقط، وكانوا يتلفظون بألفاظ نابية، أستحي أن أقولها… تم إيقاف الرجال في جانب والنساء في الآآخر، وبعدها بدأوا عمليات النهب.

الرجال سلموا أغراضهم دون مقاومة، بعد أن أخذوها منهم آمروهم أن يصعدوا إلى الباص… ركب الرجال وتركونا مع أفراد الدعم السريع، وبعد ذلك أتوا نحونا نحن النساء وقالوا لنا اليوم ستكون نهايتكن.

الرجال كانوا ينظرون إلينا من شبابيك الباص.. ظلوا يهددونا ويقولون لنا اذهبوا وراء الباص واخلعوا ملابسكن… كانت هناك بنت حاولوا معها كثيراً لكنها قاومت، كانت تمسك في باب البص وتضرب بأرجلها في الأرض، ومهما حاولوا معها كانت تقاوم، وبعد 10 دقائق ضربها أحدهم بظهر سلاحه في يدها لكنها ظلت ممسكة بالباب، وفي النهاية لكمها بقبضة يده على وجهها وكسر لها ضرسين ومع ذلك لم تترك الباب.

السائق الرجل الوحيد الذي لم يركب وظل معنا، هو الوحيد الذي كان عنده نخوة وظل يقول لهم أتركوا بنات الناس، ديل أخواتكم.. في النهاية ركض أحدهم نحوه بالسكين وهدده، المهم ظل السائق صامداً إلى أن اصيب بجراح بالغة في يديه…

كنا في رعب شديد… بعضنا يبكي وبعضنا يسبّح الله ويدعوه ويستغفره، كما لو أننا في مواجهة الموت.. قالوا لنا حان دوركم.. نطقنا بالشهادة، ونحن نبكي وأمي التي كانت ترافقني خبأتني خلفها وترجتهم قائلة “أنا مريضة سرطان وابنتي أيضاً مريضة” فتركونا.

واقتادوا أربع بنات وراء الباص ومعهم سيدة كبيرة في رفقة مريض وكن يصرخن ويبكين، وحالتهن سيئة! و”نحن ما قادرين نعمل أي شيء.. الرجال ما قدروا يعملوا شيء فماذا سنعمل نحن؟! في النهاية اغتصبوهن الأربعة”…

بعد أكثر من ساعتين أخذوا الحقائب وغادروا وتركوا الأربعة بنات مرميات وراء الباص.. بعد ذلك قال الرجال: (هناك بنات مفقودات)، وأنا قلت لهم: (البنت التي كانت تجلس جواري مفقودة)، وهناك أخرى قالت إن البنت التي كانت تجلس جوارها مفقودة.. نزل الرجال ورفعوا البنات اللاتي كُنَّ لا يستطعن المشي.. كل من في البص كان يبكي ونشعر بالعجز والمهانة والناس صامتة حتى وصلنا إلى الأبيض ووجد كل شخص منا ركناً جلس فيه”.

أعلاه إفادة شاهدة عيان أوقفت قوات الدعم السريع بص ركاب سفري كانت تستقله متجهة من الجزيرة إلى الفاشر، في الطريق ما بين مدينتي تندلتي والأبيض، نهب أفراد الدعم الركاب واغتصبوا 4 فتيات اغتصاباً جماعياً كما رَوَت الشاهدة وأبلغت شرطة مدينة الأبيض بشهادتها.

(250) حالة عنف جنسي

كشفت المديرة الإقليمية للمبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي (شبكة صيحة)، هالة الكارب، إن المبادرة وثقت (250) حالة عنف جنسي في جميع أنحاء السودان منذ اندلاع الحرب بينها (75) حالة في ولاية الجزيرة منذ ديسمبر الماضي،  بينهن (14) حالة حمل نتيجة للاغتصاب. بينما اكدت ناشطة حقوقية من ولاية الجزيرة فضلت عدم ذكر اسمها أنها شاهدة على حالات حمل (25) طفلة قاصرة أقل من (18) عاما في إحدى مناطق ولاية الجزيرة.

وقدمت (شبكة صيحة) في مؤتمر صحفي مساء الاثنين عبر منصة (زووم) تقريرا عن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع بعنوان ولاية الجزيرة: حيث الفظائع المنسية.

أوضح إن إستيلاء قوات الدعم السريع في ديسمبر 2023 على ولاية الجزيرة وغرب وشمال سنار، عرض سكان تلك المناطق لصنوف من التعذيب والعنف والفظاعات، وأثّر دخولها إلى مناطق وقرى الجزيرة تأثيراً كبيراً على السودان، لا سِيَّمَا في إعاقة العملية الزراعية وبالتالي وصول السودانيين إلى الغذاء، وأسهم في أوضاع المجاعة الحالية.

إذ تُعَدُّ ولاية الجزيرة، التي تقع في قلب البلاد، سلة غذاء السودان. وقد كانت الولاية قبل اجتياحها موطناً لما لا يقل عن 6.5 ملايين شخص، منهم أكثر من 1.5 مليون شخص نزحوا إليها من مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك جنوب دارفور وغربها، وكردفان، والخرطوم التي كانت تشكّل النسبة الأكبر من النازحين.

صدمة عميقة

أكد التقرير أنه مع إستمرار موجات العنف التي يصاحبها نهب للممتلكات وتدمير للبنية التحتية مثل المراكز الصحية والبنوك والمدارس والقنوات المستخدمة في الري والحقول ومخازن الغلال والأسواق وغيرها.

كل ذلك نتج عنه صدمة عميقة وأدَّى إلى تعطيل جميع جوانب الحياة. ومع نزوح ما يقرب من 11 مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد، لا يزال هناك الملايين من السكان عاجزين عن الفرار من مدنهم وقراهم في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع، نسبة للظروف الاقتصادية وغياب الموارد وسيطرة الدعم السريع على المخارج والمداخل للعديد من الولايات وبالتالي تعرض المواطنين لعمليات الابتزاز والنهب والعنف الممنهج في الطرق السفرية.

إضافة إلى الفظاعات التي يرتكبها فقد أدى دخول الدعم السريع إلى عسكرة الولاية بالكامل وتجنيد الشباب والأطفال والعمال الزراعيين من قبل الدعم السريع ومن قبل الجيش السوداني، الأمر الذي سيكون له تبعات عميقة في تشظي النسيج الاجتماعي وانتشار العنف الذي قد يصبح من سمات الولاية التي كانت آمنة وتحظى بقدر عالٍ من التسامح والتنوع السكاني.

الاسترقاق

تأخر وصول أخبار الجرائم والفظائع بسبب الطبيعة الريفية لولاية الجزيرة وانقطاع شبكة الاتصالات منذ شهر فبراير، إلا أن المعلومات لا تزال تصل  بحسب (شبكة صيحة) مشيرة إلى أنها تأخذ فترة زمنية طويلة لوصولها، مما يشكّل خصمًا على الضحايا وسلامتهن.

ووفقاً لبيان صادر عن لجان مقاومة ود مدني في 18 أبريل 2024، فقد قُتِلَ ما يزيد عن (800) شخصٍ حتى وقت إصدار البيان، وأُصِيب الآلاف بجروح، بالإضافة إلى تعرض مئات الآلاف من القرويين وأهالي المجتمعات الزراعية للترهيب والتعذيب والنهب والاستغلال والأعمال الشاقة الذي ترقى في بعض الحالات إلى الاسترقاق. وقد ورد في شهادات سكان قرى الجزيرة أنه تم احتجاز النساء والأطفال رهائن مقابل تسليم المدخرات. وفي الوقت نفسه، نُهِبَت المنازل بشكل كامل والمحاصيل الزراعية وأُجبر مئات الآلاف على مغادرة منازلهم.

مجزرة ود النورة

وقالت (شبكة صيحة) إنه في يوم الأربعاء 5 يونيو 2024 وردت الأخبار في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن وقوع مجزرة وجريمة حرب مكتملة الأركان في قرية ود النورة إثر هجوم قوات الدعم السريع عليها مرتين في ذات اليوم.

وفي حالة ود النورة ووفقًا لمقاطع الفيديو التي وثقت للمجزرة فقد استخدم أفراد الدعم السريع أسلحة ثقيلة ومتطورة يتم استخدامها بين الجيوش المتحاربة وليس مقابل السكان العزل في قراهم ومنازلهم.

ومع أنّ العدد الكلي للقتلى لا يزال غير مؤكدٍ حتى الآن، فمن الواضح أنّ قوات الدعم السريع قتلت ما يزيد عن 180 شخصا في القرية، مع وجود الكثير من الروايات التي تشير إلى وفيات غير مسجلة. وقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعشرات الجثامين المجهزة للدفن في مقبرة جماعية.

ومع أنّ المعلومات عن هذه المجزرة بالذات لا تزال تتوالى، فقد وصلت إلينا معلومات تفيد أنّ قوات الدعم السريع ارتكبت أيضاً أعمال عنف جنسي أثناء اجتياحها للقرية، وعادة ما يأخذ توثيق جرائم العنف الجنسي في الجزيرة وقتًا طويلاً نسبةً لصعوبة الاتصال وصعوبة مغادرة الضحايا للولاية.

وفي صبيحة 13 يونيو ارتكبت مليشيات الدعم السريع مجزرة أخرى في قرية الشيخ السماني جنوب الجزيرة وقامت بالتدوين على المدنيين داخل القرية مما أدى لمقتل 20 من مواطني القرية وعدد غير معروف من الجرحى والمصابين بينهم العديد من الأطفال والنساء.

أسلحة فتاكة

ويقول التقرير إلى أن “وحشية القتل التي سادت الجزيرة في الأسابيع الأخيرة تشير إلى امتلاك المليشيات أسلحة فتاكة ومسيرات يتم استخدامها بكثافة ضد مواطني الجزيرة بغرض تهجيرهم، مما يمكن الميلشيا في الغالب من ممارسة النهب والاستيلاء على ممتلكات المواطنين. هذا إضافة إلى العديد من المجازر التي ارتكبت من قبل الدعم السريع على امتداد قرى ولاية الجزيرة والتي قُتل فيها أعداد كبيرة من المدنيين في إطار النهب والانتهاكات التي تحدث بشكل ممنهج على امتداد الولاية. وقد تم توثيق العديد من حالات العنف الجنسي التي طالت النساء والفتيات في أعقاب دخول الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة، وكذلك بين النساء اللواتي أجبرن على الفرار من الولاية”.

العنف الجنسي

وتُظهر الأحداث الأولية في الفترة من 19 ديسمبر 2023 إلى أوائل يناير 2024 التكتيك الثابت والمعروف لقوات الدعم السريع والمتمثل في إطلاق النيران بطريقة عشوائية في الشوارع ومداهمة المنازل في غضون ساعات بعد الاستيلاء على المنطقة واستخدام العنف الجنسي لترويع السكان وإجبارهم على إخلاء منازلهم؛ مِمَّا يتيح لقوات الدعم السريع نهب المنازل بلا عوائق. وتنشر هذه التكتيكات الرعب بسرعة كبيرة بين الأهالي؛ مِمَّا يضمن هيمنة الدعم السريع على الموقع الذي تجتاحه.

إغتصاب جماعي

وأوضحت (شبكة صيحة) ان تقريرها يهدف إلى تسليط الضوء على ازدياد جرائم العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في ولاية الجزيرة، حيث تؤكد جميع المؤشرات إلى توسع رقعة جرائم العنف الجنسي مع توسع دائرة الانتهاكات في الولاية، وعلى الرغم من حجم الانتهاكات فإنها لم تجد بعد القدر الكافي من الاهتمام.

إذ لم يتم تناول حالات العنف الجنسي – بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي- تناولاً كافياً تحديدا من قبل منظمات حقوق الانسان أو في التقارير الصحفية أو على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد تعرضت العديد من قرى ولاية الجزيرة لمزيج من العنف الجنسي والقتل والنهب.

ولا شكّ أن العنف الجنسي يمارس بشكل منهجيّ في ولاية الجزيرة، فالواقع أنّ الغالبية العظمى من حالات الاغتصاب المُشَار إليها في هذا التقرير هي إفادات عن حالات اغتصاب جماعي، مِمَّا يشير إلى أنّ هذه ليست مجرد حالات فردية لجنود يتصرفون من تلقاء أنفسهم، بل هي جزء من حملة ممنهجة تهدف إلى بثّ الرعب، وجعل العنف الجنسي أمرًا طبيعيًا، لضمان السيطرة والإخضاع الكامل.

أساليب الإخضاع

أشار التقرير إلى انه من الواضح أنّ أساليب العنف الجنسي التي تستخدمها الدعم السريع لضمان السيطرة على المناطق التي تجتاحها تتخذ عدة أنماط، ولا ينبغي النظر إليها على أنّها مرتّبة ترتيباً دقيقاً، بل تعتمد على مدى سيطرة الدعم السريع على القرية أو المدينة المعينة وعلاقتهم مع السكان المحليين.

ففي حالات تماهي السكان مع الدعم السريع يمكن أن تقل في البداية حالات العنف الجنسي إلا أن ذلك لا يضمن استمرارية الامتناع عن ارتكاب الجرائم، ففي مناطق عديدة رغم محاولات السكان المحليين التفاوض مع المليشيا إلا أننا وثقنا حالات للعنف الجنسي في تلك المناطق بعد حين. ومن الواضح أن رجال المليشيا ليس من أولوياتهم كسب ود أهالي المناطق التي يسيطرون عليها بقدر ما هم مهتمون بالاخضاع المطلق والنهب المنظم الذي في أثناء حدوثه ترتكب جرائم العنف الجنسي.

ومن الواضح أنّ العديد من أنماط العنف لا تزال تُرتكب في الجزيرة ومناطق ولاية سنار في هذا الوقت، حيث تحاول قوات الدعم السريع تعزيز سلطتها.

النمط الأول:

يعتمد هذا النمط من العنف الجنسي على الصدمة في المقام الأول، ويحدث غالبًا في الساعات أو الأيام الأولى عند اجتياح بلدة أو منطقة معينة، ويرتبط بفرض السيطرة.

إذ عادةً ما يطلق الجنود الأعيرة النارية في الهواء ويبدأون في عملية نهب الأسواق، والمتاجر، والمجمعات التجارية، والمخازن والمرافق الحيوية مثل البنوك إذا وجدت، ومن ثم الانتقال إلى البيوت واحداً تلو الآخر. وهم يدخلون هذه البيوت عنوة لتفتيشها بحثاً عن جنود القوات النظامية أو غيرهم من المقاتلين، ومن ثم وإمعاناً في الترويع يستخدمون العنف الجنسي على النساء والفتيات داخل البيوت، ويصاحب ذلك قتل أفراد الأسر من الرجال والشباب وفي بعض الأحيان الصبية في حالة تدخلهم لمقاومة الاعتداء الجنسي على النساء والفتيات.

ووفقاً للعديد من كوادر الدعم السريع في مناطق سيطرتهم أنهم لا يرون غضاضة في ارتكاب العنف الجنسي باعتبار أن النساء جزء من الغنائم التي يحق لهم الحصول عليها حسب شهادات السكان المحليين.

وقالت (شبكة صيحة) إنها وثقت عددًا من الحالات التي تتبع هذا النمط. إذ وصفت إحدى الشهود في الخامس من مارس، وهي نفسها ضحية للنهب والتهجير من مدينة (المدينة عرب)، هذا النوع من الحالات بوضوح: “تعرضنا لهجوم في المنزل على يد نحو 10 رجال مسلحين، دخلوا منزلنا قائلين إنّهم يبحثون عن جنود نظاميين وهددونا بالاغتصاب، قائلين:

(ليس لديكم جيش لحمايتكم، وسنستخدمكم كيفما نشاء. لماذا لم تغادروا سلفاً؟) وبعد المغرب سمعنا صوت صراخ من منزل جارنا. وذهبنا لإنقاذهم فوجدنا أنّهم اغتصبوا الأم وبناتها الثلاث. وكان وضعهنّ سيئاً للغاية ورفضن مغادرة المنطقة، قائلات: (لقد تعرضنا للاغتصاب فما الفائدة من المغادرة الآن بعد اغتصابنا؟) وقررنا مغادرة (المدينة عرب) في الساعة 7 مساءً، وخلال تنقلنا في الحي، سمعنا صراخ النساء والفتيات وهنّ يتوسلن إليهم أن لا يغتصبوهنّ، وسمعنا جنود الدعم السريع يأمرون النساء بخلع ملابسهنّ”.

وأكدت أن الحالة السابقة مشابهة بالفعل لحالة أخرى من المدينة عرب في 11 مارس، حيث تعرضت أم تبلغ من العمر 38 عامًا وابنتاها القاصرتان للاغتصاب الجماعي داخل منزلهم بطريقة مماثلة.

وفي حالة أخرى في 17 أبريل، في مدينة الحصاحيصا شمال مدينة ود مدني، اقتحمت قوات الدعم السريع منزل بائعة شاي نازحة كانت خارج البيت للعمل، ولمّا لم يجدوا في البيت ما يكفي للسرقة، ضربوا ابنتها البالغة من العمر 17 عاماً وأهانوها واغتصبوها جماعيا، وكانت هذه الحادثة مؤلمة ومدمّرة للعائلة؛ إذ سرق المغتصبون بعد اغتصاب الفتاة كل ما تملك الأسرة المتواضعة.

وفي أعقاب الجريمة الشنيعة اضطرت الأم للبقاء في المنزل مع ابنتها التي تعاني من وضع نفسي سيء للغاية، مما أجبر الصبي الصغير الذي لا يتجاوز العاشرة من الانخراط في العمل وقد قررت الأسرة لاحقًا العودة إلى أم درمان.

النمط الثاني:

يحدث بعد أن تجتاح مليشيات الدعم السريع منطقة ما وتضمن أنّ لها قدراً من السيطرة على المنطقة. ففي هذه المرحلة، يبدو أنّ العنف الجنسي يحدث في ظروف مختلفة، وفي هذه الحالات، ينطوي عنف قوات الدعم السريع على مفاوضات مستمرة مع السكان المحليين. وقد يبدو أنّ هدف قوات الدعم السريع في هذا السياق هو التعايش وتحقيق قدر من السيطرة لسلطة الدعم السريع. ويشمل هذا النمط في الغالب عمليات اختطاف وزواج قسري أو مقايضة الفتيات مقابل المال الذي يدفعه أفراد المليشيا للأسر التي لا تمتلك حق الرفض.

زواج إجباري

وأفادت (شبكة صيحة) أنه قد وردتها تقارير تشير إلى أنه خلال أشهر مارس وأبريل قد تم إجبار أعداد كبيرة من الفتيات على الزواج من أفراد الدعم السريع -الكثير منهن من الطفلات- في مناطق مدينة ود مدني وضواحيها. وهناك تقارير تشير إلى العديد من حالات الاختطاف والاسترقاق الجنسي تحدث ضمن تلك المرحلة. وفي إحدى الحالات التي وثّقتها صيحة، دخلت قوات الدعم السريع منزل امرأة في الحصاحيصا وعندما قاومت المرأة تم اختطافها واحتجازها لمدة خمسة أيام. ثمّ عُثِر عليها خارج منزلها، مصابة بجروح بالغة تشير إلى أنّها تعرضت للاغتصاب مراراً على يد عدة جناة.

وفي حالة مماثلة في الحصاحيصا في منتصف شهر مارس وردت تقارير لاختفاء فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، وامرأة تبلغ من العمر 29 عاماً. اتضح لاحقًا أنهما تم اختطافهن من قبل الدعم السريع واحتجِازهن لأربعة أيام، تعرضن خلالها للاغتصاب الجماعي والتعذيب. وقد اتخذت النساء تدابيرًا مختلفة في محاولة للحفاظ على سلامتهن في خضم النمطين الأول والثاني من العنف، نمتنع عن ذكرها حفاظاً على سلامة النساء والفتيات في ولاية الجزيرة.

وأفاد مصدر آخر لشبكة صيحة عن علمه بمجموعة من 40 امرأة يبتن معاً في منزل واحد، منذ أن سمعنّ روايات عن دخول قوات الدعم السريع إلى المنازل ونهبها واغتصاب النساء الموجودات فيها.

وهؤلاء النسوة يتفرقنّ كل صباح للاختباء من قوات الدعم السريع. وقد أفادت إحدى هؤلاء النساء لمصدر صيحة أنّها سمعت عن امرأة في مجتمعها أجبرتها قوات الدعم السريع على المغادرة معهم، وعندما عادت في وقت لاحق، عادت مصابة بكدمات وتورُّم، وذكرت أنّ هناك أعدادًا كبيرة من النساء والفتيات محتجزات لدى قوات الدعم السريع ويتعرضن للاغتصاب الوحشي والتعذيب.

 

المقالات ذات الصلة
- Advertisment -

الأكثر قراءة

أحدث التعليقات